سلوى بلال تحدت داعش بالعمل المدني

سلوى بلال تحدت داعش بالعمل المدني
نساء | 19 سبتمبر 2019 | ديما شلار

أثقلت الحرب كاهل المرأة في ريف حلب الشمالي بعد زيادة عدد النساء المعيلات من زوجات الشهداء والمعتقلين، وارتفاع عدد المطلقات نتيجة الزواج المبكر، ما دفع السيدات للخروج إلى ميادين العمل المختلفة، بعد القضاء على تنظيم "داعش" في الشمال، بحسب الناشطة المدنية ومعلمة اللغة العربية سلوى كور بلال.


تقيم سلوى حالياً في مدينة عزاز بعد نزوحها إليها من مسقط رأسها مدينة مارع، وتعمل مدرّسة للغة العربية في ثانوية عزاز، ومعهد إعداد المدرسين أيضاً، إضافة إلى نشاطاتها المدنية.

بدأت سلوى نشاطها المدني عام 2013 بصفة عضو في "لجنة التمكين النسائية" لتلبية احتياجات المجتمع، وتمكين المرأة في المجال الصحي والمهني والتعليمي ضمن مركز "لنرتقي معاً"، الذي تخرجت منه وقتها 230 سيدة في مجالاتٍ مختلفة، بينهن 120 ممرضة اجتزن الامتحانات النظرية والعملية التي أشرفت عليها مديرية الصحة الحرة، توظفت منهن 50 سيدة في مستشفى مارع الميداني، وذلك بعد إخضاعهن لتدريب ومراقبة من قبل كادر المستشفى.

عائشة حربلية، زميلة سلوى في العمل المدني، تصفها بصديقة الحرب والثورة طوال 9 سنواتٍ متعبة، وترى أن عملهن المدني تجربة مميزة في مجتمعٍ ذكوري يرفض عمل المرأة، إذ أشرفت سلوى كور بلال على تدريبات مخصصة لتأهيل الشباب أيضاً، فيما أُقيمت فعاليات ومعارض مختلفة لترويج منتوجات السيدات المتخرجات من دورات الأشغال اليدوية، كما أشرف المركز على تعليم أكثر من 40 طفلاً، قبل أن يتوقف عمل المركز بسبب انقطاع دعم الجهات المانحة.

واجه العمل المدني في ريف حلب تحديات كبيرة، كان أكبرها ممارسات "داعش" المتطرفة التي أجبرت فريق العمل على نقل المركز من مدينة مارع إلى اعزاز لمتابعة العمل وتأهيل السيدات، وتضيف سلوى: "في ظل سيطرة داعش وممارساتها الراديكالية، عاني المدنيون بالعموم، والنساء بالخصوص من انتقاص في الحقوق، وباتت المرأة سلعة ووسيلة للإنجاب فقط، وانتشرت ظاهرة زواج القاصرات، وفرضت داعش النقاب، ومنعت التعليم للفتيات في بعض المناطق".

اقرأ أيضاً.. أميرة مالك: المرأة شريكة في صناعة الأمن والسلام



بدأت رحلة سلوى في تدريس مادة النحو والصرف في معهد إعداد المدرسين بريف حلب منذ تأسيسه عام 2014، رحلة كان التنقل والنزوح عنوانها نتيجة تغيّر سلطات الأمر الواقع المختلفة على المنطقة، إذ نُقل المعهد من مارع إلى تل رفعت بسبب هجمات داعش، ثم انتقل المعهد إلى مخيم "سجّو" بعد سيطرة "وحدات حماية الشعب" التابعة لقوات سوريا الديموقراطية على المدينة، إلى أن استقر نسبياً في مدينة اعزاز.

وساهم نشاط سلوى المدني والتدريبات المتنوعة التي تلقتها في زيادة خبراتها وتوظيفها في مجال التعليم، وبخاصة مهارات التواصل الفعّال، ومعرفة لغة الجسد، وبرامج إعداد المدربين، وطرائق التدريب.

ودعت سلوى مديرية التربية والجهات الفاعلة في المنطقة إلى خلق فرص عمل لخريجي المعهد، الذين يعانون من عدم الاعتراف الرسمي بشهاداتهم إلى الآن، وتضيف، "نسعى حالياً إلى اكتساب المعرفة لإثبات قدرات الطلاب، ريثما تُحل مشكلة الشهادات الصادرة عن المعهد"، كما دعت الجهات المعنية إلى عقد ندوات توعوية، واتخاذ تدابير تحد من الزواج المبكر.

يقول زوج سلوى، خيرو العبود إن على المرأة المشاركة في الحياة العامة، واكتساب القوة والثقة بالنفس، لتخفيف آثار الحرب السلبية، وتحقيق ذاتها من طريق العمل والاستقلال الاقتصادي.

ترى سلوى أن النزوح من المناطق السورية المختلفة أدى إلى تنوع الكفاءات العلمية في الشمال، وتغير بعض العادات المجتمعية السلبية، حتى أن التغيير شمل أنواع الطعام واللباس، بينما ألقى النزوح بتأثيرات سلبية أيضاً كالبطالة بسبب قلة فرص العمل، مقابل الكثافة السكانية المرتفعة، وزيادة الأسعار، وغلاء إيجارات المنازل، وجشع تجار الحروب.
يمكن الاستماع إلى قصة سلوى عبر هذا التسجيل:
  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق