وسط غياب التأكيدات الرسمية من الرياض؛ ما يزال الخبر الذي نقلته صحيفة "اندبندنت عربية" عن مشاركة مقاتلات سعودية في استهداف مواقع لقوات تتبع النفوذ الإيراني في سوريا وتتمركز في منطقة البوكمال الحدودية التابعة لمحافظة دير الزور شرق سوريا، ما يزال ضمن نطاق التداول رغم عدم تأكيد الخبر من مصادر متطابقة.
و قُتل خمسة من قوات لواء "فاطميون" التابعة للحشد الشعبي العراقي في مدينة البوكمال، في قصف لطائرات "مجهولة" على موقع تابع لهم؛ فجر يوم الثلاثاء، وقال مصدر أمني عراقي في مدينة القائم العراقية الحدودية مع سوريا إن طائرات يعتقد أنها مسيرة استهدفت مواقع لواء "فاطميون"، وإن خمسة من العناصر قتلوا وجرح 9 آخرون، بحسب "سكاي نيوز"، ولفت المصدر إلى أن قوات الحشد الشعبي "المقربة من إيران"، اتخذت إجراءات احترازية في محيط القائم، تحسبا لأي استهداف جوي.
في الوقت الذي أكدت فيه مصادر خاصة لـ "روزنة" أن القصف الذي تعرضت له مواقع القوات التابعة للنفوذ الإيراني كان من قاعدة التنف الأميركية في البادية السورية.
حيث تضم قاعدة التنف راجمات صواريخ "هيمارس" بعيدة المدى، إضافة لقواعد إطلاق عديدة مخصصة للطيران المسير.
وكانت "اندبندنت عربية" نقلت عن مصدر غربي بأنه قد "تم رصد مقاتلات سعودية إلى جانب مقاتلات أخرى تغير على منشآت ومواقع للمليشيات الإيرانية، وخاصة التابعة لفيلق القدس في البوكمال ومناطق أخرى من الحدود العراقية السورية، وتدمر مستودعات وبطاريات صواريخ وقاعدة للمسيرات يعتقد أن إيران كانت على وشك استخدامها لضرب أهداف سعودية أخرى بعد استهداف أرامكو".
ويأتي الحديث عن الاستهداف السعودي المزعوم على مواقع إيرانية في شرق سوريا على اعتبار أنه قد جاء رداً على هجوم غير مسبوق تعرض له موقعي نفط تابعين لشركة أرامكو السبت الماضي؛ وهما أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في بقيق وحقل خريص النفطي في شرق المملكة، تسبب بخفض الإنتاج السعودي.
وأعلن الحوثيون في اليمن الذين تدعمهم طهران، مسؤوليتهم عن الهجوم، قائلين إنهم نفذوه بطائرات من دون طيار، لكن مسؤولا أمريكيا أفاد بأن واشنطن مقتنعة بأن العملية انطلقت من إيران.
وتُعيد الحادثة السعودية التي نقلتها "اندبندنت" إلى الأذهان الدعوة الأميركية أواخر العام الفائت والتي تتمثل بتشكيل "ناتو عربي" تقوده السعودية على أن يكون بديلاً للقوات الأميركية ونفوذ التحالف الدولي في المنطقة الشرقية من سوريا.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تستعد لإرسال قوات إضافية إلى سوريا!
ويدعو ما سبق إلى التساؤل حول إمكانات عودة الحديث إلى التواجد السعودي بقوة في الشرق السوري ما قد يعني أن يكون هناك تحالفاً عربياً في سوريا تقوده الرياض يحل بديلاً للتحالف الدولي لضمان عدم عودة تنظيم "داعش" الإرهابي من ناحية، ومن ناحية أخرى تبرز إحدى مهام هذا التحالف في محاربة النفوذ الإيراني المتجذر في سوريا؛ حيث تعتبر هذه المهمة أبرز أهداف الاستراتيجية الأميركية في سوريا.
الباحث السياسي في شؤون الشرق الأوسط؛ محمود أبو حوش، قال خلال حديثه لـ "روزنة" أنه وفي حال صح خبر استهداف المقاتلات السعودية لمواقع النفوذ الإيراني في البوكمال؛ فإن أبرز معاني هذا الاستهداف يتجلى في الرد على الهجوم الذي ضرب "أرامكو" السعودية.

وأضاف حول ذلك: "رد السعودية جاء لـ"حفظ ماء الوجه" أمام المجتمع الدولي ومحاولة الرد على ادعائات نجاح الاستراتيجية الإيرانية في زعزعة استقرار المملكة، (وكذلك) لا يمكن أن نتصور بأن السعودية من الممكن أن تفتح جبهة لها في سوريا لضرب النفوذ الإيراني؛ بل ضربها لهذه المواقع هو رد متكافئ على خلفية الهجوم الأخير على أرامكو".
واستبعد أبو حوش أن تفتح السعودية جبهتين لضرب النفوذ الإيراني في الشمال (سوريا) و الجنوب (اليمن) في آن واحد.
بينما رأى أن تحالفاً عربياً تقوده السعودية حالياً في سوريا هو أمر مستبعد لعدة اعتبارات، أولها يتعلق بفداحة التكلفة المادية وغير المادية للتحالف العربي في اليمن، ما يعني أن فتح جبهة جديدة سوف يضاعف هذه التكلفة.
وأردف: "(فإن) عدم إحراز التحالف أي تقدم ملموس على أرض الواقع منذ انطلاقه عام 2015 رغم أنه ند طرف واحد وهم جماعة الحوثي (امتداد النفوذ الإيراني في اليمن)، (وكذلك فإن) القيادة الأميركية لازالت لم تدرس خيار رد عسكري على إيران؛ و إن فكرت في الرد فلن يكون بدعم أو بإعلان تحالف عربي جديد في سوريا، فواشنطن لديها خيارات كثيرة في الرد".
وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية نهاية شهر أيلول من العام الفائت أن تحالفاً عسكرياً بين دول خليجية والولايات المتحدة سيتم انشاؤه من أجل حماية دول الخليج من التهديدات الإيرانية، و قالت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية أميركية -آنذاك- أن دولا عربية تستعد لإطلاق تحالف عسكري جديد تحت مسمى "التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط.
قد يهمك: المنطقة الآمنة تُعكّر الأجواء التركية... ما قيمة وعود واشنطن؟
و جاء ذلك الإعلان بعد أكثر من عام على ترحيب القادة المشاركون في القمة الإسلامية الأميركية في أيار 2017، باستعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب من أجل توفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد "المنظمات الإرهابية" في العراق وسوريا عند الحاجة.
و في حديث سابق لـ "روزنة" قال المحاضر في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي، بجامعة نيجنى نوفغورود الروسية د.عمرو الديب، أنه وفي الوقت الذي تترنح فيه القيادة الإيرانية بسبب الظروف الإقتصادية الداخلية الصعبة؛ يريد دونالد ترامب تصعيد الأمور من أجل إعطاء إيحاء للقادة العرب وعلى رأسهم المملكة السعودية بأن الوقت قد حان للإجهاز على الجيش الإيراني، أو للتخلص من النظام الإيراني الحاكم.
وأضاف "أظن أن ذلك غير صحيح بل يضلل القيادات العربية، ففي حالة إسقاط النظام الإيراني أو الدخول ضده في حرب مباشرة يعني تغيير جيوبولوتيكي جذري في منطقة الخليج".

واعتبر الديب أن التحالف العربي لم ينجح على مر التاريخ الحديث، "أول تحالف عربي في القرن العشرين كانت نتائجه إقامة دولة إسرائيل عام 1948، التحالف الثاني كان بسبب غزو الكويت، نجح هذا الحلف لأنه كان جزء من تحالف دولي وللأسف انتهت دولة العراق منذ ذلك الحين. بعد هذا التاريخ لم ينجح العرب في تكوين أي حلف ومن وجهة نظري لن ينجحوا".
ولفت المختص في العلاقات الدولية خلال حديثه إلى أن مسألة الإعلان عن تحالف عربي، ليست الأولى هذه المرة، "في عام ٢٠١٥ تم الإعلان أيضا عن تحالف كان سيشارك في العمليات العسكرية في سوريا خلال تلك الفترة، وكان ذلك الإعلان يستهدف التدخل العسكري الروسي في ذلك الوقت، إلا أن الاعتراض المصري كان له الدور الحاسم في الاستغناء عن هذه الفكرة".
وتابع "أما الإعلان الذي تم خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب للرياض، وهو الذي أعلن هذا الحلف بنفسه (الناتو العربي) وهذا أمر غريب أن يتم الإعلان عن حلف عربي على لسان رئيس أميركي وليس على لسان ملك عربي أو رئيس عربي، وذلك يوضح لنا ماهية هذا الحلف و من سيشتري الأسلحة".
ويأتي الحديث عن الاستهداف السعودي المزعوم على مواقع إيرانية في شرق سوريا على اعتبار أنه قد جاء رداً على هجوم غير مسبوق تعرض له موقعي نفط تابعين لشركة أرامكو السبت الماضي؛ وهما أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في بقيق وحقل خريص النفطي في شرق المملكة، تسبب بخفض الإنتاج السعودي.
وأعلن الحوثيون في اليمن الذين تدعمهم طهران، مسؤوليتهم عن الهجوم، قائلين إنهم نفذوه بطائرات من دون طيار، لكن مسؤولا أمريكيا أفاد بأن واشنطن مقتنعة بأن العملية انطلقت من إيران.
وتُعيد الحادثة السعودية التي نقلتها "اندبندنت" إلى الأذهان الدعوة الأميركية أواخر العام الفائت والتي تتمثل بتشكيل "ناتو عربي" تقوده السعودية على أن يكون بديلاً للقوات الأميركية ونفوذ التحالف الدولي في المنطقة الشرقية من سوريا.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تستعد لإرسال قوات إضافية إلى سوريا!
ويدعو ما سبق إلى التساؤل حول إمكانات عودة الحديث إلى التواجد السعودي بقوة في الشرق السوري ما قد يعني أن يكون هناك تحالفاً عربياً في سوريا تقوده الرياض يحل بديلاً للتحالف الدولي لضمان عدم عودة تنظيم "داعش" الإرهابي من ناحية، ومن ناحية أخرى تبرز إحدى مهام هذا التحالف في محاربة النفوذ الإيراني المتجذر في سوريا؛ حيث تعتبر هذه المهمة أبرز أهداف الاستراتيجية الأميركية في سوريا.
الباحث السياسي في شؤون الشرق الأوسط؛ محمود أبو حوش، قال خلال حديثه لـ "روزنة" أنه وفي حال صح خبر استهداف المقاتلات السعودية لمواقع النفوذ الإيراني في البوكمال؛ فإن أبرز معاني هذا الاستهداف يتجلى في الرد على الهجوم الذي ضرب "أرامكو" السعودية.

وأضاف حول ذلك: "رد السعودية جاء لـ"حفظ ماء الوجه" أمام المجتمع الدولي ومحاولة الرد على ادعائات نجاح الاستراتيجية الإيرانية في زعزعة استقرار المملكة، (وكذلك) لا يمكن أن نتصور بأن السعودية من الممكن أن تفتح جبهة لها في سوريا لضرب النفوذ الإيراني؛ بل ضربها لهذه المواقع هو رد متكافئ على خلفية الهجوم الأخير على أرامكو".
واستبعد أبو حوش أن تفتح السعودية جبهتين لضرب النفوذ الإيراني في الشمال (سوريا) و الجنوب (اليمن) في آن واحد.
بينما رأى أن تحالفاً عربياً تقوده السعودية حالياً في سوريا هو أمر مستبعد لعدة اعتبارات، أولها يتعلق بفداحة التكلفة المادية وغير المادية للتحالف العربي في اليمن، ما يعني أن فتح جبهة جديدة سوف يضاعف هذه التكلفة.
وأردف: "(فإن) عدم إحراز التحالف أي تقدم ملموس على أرض الواقع منذ انطلاقه عام 2015 رغم أنه ند طرف واحد وهم جماعة الحوثي (امتداد النفوذ الإيراني في اليمن)، (وكذلك فإن) القيادة الأميركية لازالت لم تدرس خيار رد عسكري على إيران؛ و إن فكرت في الرد فلن يكون بدعم أو بإعلان تحالف عربي جديد في سوريا، فواشنطن لديها خيارات كثيرة في الرد".
وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية نهاية شهر أيلول من العام الفائت أن تحالفاً عسكرياً بين دول خليجية والولايات المتحدة سيتم انشاؤه من أجل حماية دول الخليج من التهديدات الإيرانية، و قالت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية أميركية -آنذاك- أن دولا عربية تستعد لإطلاق تحالف عسكري جديد تحت مسمى "التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط.
قد يهمك: المنطقة الآمنة تُعكّر الأجواء التركية... ما قيمة وعود واشنطن؟
و جاء ذلك الإعلان بعد أكثر من عام على ترحيب القادة المشاركون في القمة الإسلامية الأميركية في أيار 2017، باستعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب من أجل توفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد "المنظمات الإرهابية" في العراق وسوريا عند الحاجة.
و في حديث سابق لـ "روزنة" قال المحاضر في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي، بجامعة نيجنى نوفغورود الروسية د.عمرو الديب، أنه وفي الوقت الذي تترنح فيه القيادة الإيرانية بسبب الظروف الإقتصادية الداخلية الصعبة؛ يريد دونالد ترامب تصعيد الأمور من أجل إعطاء إيحاء للقادة العرب وعلى رأسهم المملكة السعودية بأن الوقت قد حان للإجهاز على الجيش الإيراني، أو للتخلص من النظام الإيراني الحاكم.
وأضاف "أظن أن ذلك غير صحيح بل يضلل القيادات العربية، ففي حالة إسقاط النظام الإيراني أو الدخول ضده في حرب مباشرة يعني تغيير جيوبولوتيكي جذري في منطقة الخليج".

واعتبر الديب أن التحالف العربي لم ينجح على مر التاريخ الحديث، "أول تحالف عربي في القرن العشرين كانت نتائجه إقامة دولة إسرائيل عام 1948، التحالف الثاني كان بسبب غزو الكويت، نجح هذا الحلف لأنه كان جزء من تحالف دولي وللأسف انتهت دولة العراق منذ ذلك الحين. بعد هذا التاريخ لم ينجح العرب في تكوين أي حلف ومن وجهة نظري لن ينجحوا".
ولفت المختص في العلاقات الدولية خلال حديثه إلى أن مسألة الإعلان عن تحالف عربي، ليست الأولى هذه المرة، "في عام ٢٠١٥ تم الإعلان أيضا عن تحالف كان سيشارك في العمليات العسكرية في سوريا خلال تلك الفترة، وكان ذلك الإعلان يستهدف التدخل العسكري الروسي في ذلك الوقت، إلا أن الاعتراض المصري كان له الدور الحاسم في الاستغناء عن هذه الفكرة".
وتابع "أما الإعلان الذي تم خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب للرياض، وهو الذي أعلن هذا الحلف بنفسه (الناتو العربي) وهذا أمر غريب أن يتم الإعلان عن حلف عربي على لسان رئيس أميركي وليس على لسان ملك عربي أو رئيس عربي، وذلك يوضح لنا ماهية هذا الحلف و من سيشتري الأسلحة".
الكلمات المفتاحية