أطلق زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، تهديداته يوم أمس بمهاجمة المخيمات التي تؤوي الآلاف من مقاتلي التنظيم وأضعاف هذا العدد من أفراد عائلات التنظيم في كل من سوريا والعراق.
ودعا زعيم التنظيم الإرهابي؛ مساء أمس الاثنين في تسجيل صوتي منسوب إليه، دعا عناصره إلى "إنقاذ" مقاتليه وعائلاتهم المحتجزين في السجون والمخيمات متوعدا بـ"الثأر" لهم.
وتأتي دعوات البغدادي بعد تصريحات عراقية رسمية نهاية شهر تموز الشهر الفائت؛ أفادت بأن طائرة حربية عراقية استطاعت أن تستهدف مكان البغدادي ما أدى لإصابته بشلل في الأطراف، وقالت خلية الصقور الاستخبارية التابعة للداخلية العراقية، -آنذاك- إن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي موجود في سوريا، ولا يزال يتمتع بنفوذ قوي داخل التنظيم.
وفي التسجيل الذي نسب إليه مساء أمس واستمر 30 دقيقة؛ أكد من خلاله البغدادي أن عملياتهم الإرهابية مستمرة على قدم وساق وفي مختلف الجهات وبشكل يومي؛ بحسب زعمه.
وبدأ البغدادي حديثه بدعوة عناصره إلى "الجهاد"، مشيرا إلى ما وصفها بـ "مبايعات جديدة" لخلافته المزعومة، وقال: "السجون السجون يا جنود الخلافة". وأضاف "إخوانكم وأخواتكم جدوا في استنقاذهم ودك الأسوار المكبلة لهم، فكوا العاني (...) واقعدوا لجزاريهم من المحققين وقضاة التحقيق ومن آذاهم".
اقرأ أيضاً: داعش يقترب من إعلان عودة أنشطته الإرهابية!
وتساءل البغدادي "كيف يطيب لمسلم العيش ونساء المسلمين يرزحن في مخيمات الشتات وسجون الذل؟"، مشيرا على وجه التحديد إلى تلك الموجودة في العراق وسوريا تحت سيطرة قوات مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، كما "في شتى بقاع الأرض".
ويقبع الآلاف من مقاتلي التنظيم في سجون مكتظة في العراق ومناطق سيطرة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرق سوريا، حيث تؤوي المخيمات أيضا عشرات الآلاف من أفراد عائلات التنظيم السوريين والعراقيين والأجانب.

وتؤوي المخيمات التي يسيطر عليها مقاتلو "قسد" عشرات الآلاف من عائلات عناصر التنظيم، بينهم 12 ألف أجنبي، هم 4 آلاف امرأة و8 آلاف طفل، من عائلات التنظيم الأجانب، كما يقبع مئات من عناصر التنظيم السوريين والأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم في السجون، وجرى احتجاز هؤلاء على مر السنوات الماضية على وقع هزائم مني بها التنظيم أمام قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من "التحالف الدولي"، والتي أعلنت في 23 آذار الماضي القضاء على تنظيم "داعش" بعد طرده من آخر معقل له في شرق سوريا.
وحول ذلك قال مدير تحرير مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي؛ صلاح الدين مسلم، خلال حديثه لـ "روزنة" أن العدد الهائل في مخيم الهول، يعد قنبلة موقوتة في وقت غياب الدعم العالمي لهذا المخيم، وعدم تكفّل العالم لمحاكمة عناصر" داعش".
ووصف أن السجون المكتظة بعناصر "داعش" بالـ "وكر" الذي يعيد فيه التنظيم إعادة إنتاج نفسه، معتبراً أن تسجيل البغدادي يوم أمس ما هو إلا دليل على ثقة "البغدادي" بعناصره الذين يدرك مدى رصّ صفوفهم، ورأى مسلم بأن التسجيل الصوتي المنسوب للبغدادي لم يأتي عن عبث، فهو (البغدادي) يدرك متانة التنظيم الإرهابي وترسيخ جذوره على الرغم من خسارته عسكريا.
وتابع في سياق متصل: " إن إعادة تأهيل هؤلاء العناصر تحتاج إلى مؤسسات عالمية قوية، وجهد دولي كبير فالأعداد الضخمة لداعش في السجون والمخيمات تحتاج إلى كم هائل من الجهد، وليس من السهولة تفكيك هذا التنظيم، فهذه الحلول مؤقتة بالضرورة، ولن تثني التنظيم الإرهابي عن مخططاته، ولن تفككه قط".
وأردف بالقول: "لابدّ أنّ الميزانية المالية لهذا التنظيم ضخمة، والتمويل لم يتوقف، فالإدارة الناشئة في شمال سوريا وليدة، ولم تصل المؤهلات الإدارية ومؤسساتها في الشمال السوري إلى المستوى الاحترافي بعد، وهذا ما يؤثر على ضبط هذا التنظيم، ويمكن أن يؤدي إلى اختراقات كثيرة، على الرغم من القدرة على ضبط التنظيم والسيطرة عليه مؤقتاً".
وحذر من أن تنظيم داعش يعيد ترتيب نفسه من جديد وقد يظهر في أية منطقة في سوريا، لا سيما أنّ الحالة الاقتصادية تتدهور في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري؛ ما اعتبر ذلك بأنه قد يفسح المجال لأن يكون مرتعاً لظهور "داعش" من جديد.
قد يهمك: داعش إلى الواجهة من جديد... هل يستطيع إعادة بناء نفسه؟
بينما اعتبر الخبير في شؤون الجماعات الجهادية؛ منير أديب أن التسجيل الصوتي للبغدادي يدل على الضعف الشديد الذي يُعانيه التنظيم وما آلت إليه دولته المزعومة بعد سقوطها، وتابع: "بطريقة تحمل ملامح الإنتقام طالب أنصاره باستهداف المحققين والقضاة بعد أن فشل في مواجهة العسكريين في ميادين القتال".
وأشار إلى أن "كل التنظيمات المتطرفة تعمل وفق دستور الفوضى؛ تحاول أن تستفيد منها إن وجدت، ولو لم تحدث صنعتها على عينها، فسيطرتها مرتبطة بمدى نجاحها في خلق هذا الواقع".
من جانبه قال الباحث والخبير في شؤون الجماعات الجهادية؛ حسن أبوهنية في حديث لـ "روزنة" أن طبيعة تكتيكات تنظيم داعش اختلفت بعد هزيمتهم في الباغوز شهر آذار الماضي، فمنذ لم يعد يسيطر على الأرض بات يعتمد على حرب العصابات.
وأضاف "أيضا فإن التنظيم بات يعتمد على تنفيذ هجمات صغيرة مبتعدا عن العمليات الهجومية الكبيرة التي تجلب الضوء على استمرار تواجد خلاياه؛ وإن كان قد نفذ خلال الفترة الماضية بعض الهجمات الكبيرة بحسب ما تحتاج تكتيكاته".
واعتبر أبو هنية أن للتنظيم خطة وإعادة هيكلة تقوم على عدم قيام بعمليات تحتاج قوات كبيرة و إنما يتبع تكتيكات تعتمد على العبوات الناسفة والكمائن والقنص؛وفق تعبيره.
يشار إلى أن البغدادي ألقى خطابين فقط، الأول حين ظهر معلنا الخلافة الإسلامية في الموصل عام 2014، والثاني في تسجيل صوتي نهاية أبريل/نيسان الماضي، توعد فيه بـ"الثأر" بعد معركة الباغوز في شرق سوريا.
وحول ذلك قال مدير تحرير مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي؛ صلاح الدين مسلم، خلال حديثه لـ "روزنة" أن العدد الهائل في مخيم الهول، يعد قنبلة موقوتة في وقت غياب الدعم العالمي لهذا المخيم، وعدم تكفّل العالم لمحاكمة عناصر" داعش".
ووصف أن السجون المكتظة بعناصر "داعش" بالـ "وكر" الذي يعيد فيه التنظيم إعادة إنتاج نفسه، معتبراً أن تسجيل البغدادي يوم أمس ما هو إلا دليل على ثقة "البغدادي" بعناصره الذين يدرك مدى رصّ صفوفهم، ورأى مسلم بأن التسجيل الصوتي المنسوب للبغدادي لم يأتي عن عبث، فهو (البغدادي) يدرك متانة التنظيم الإرهابي وترسيخ جذوره على الرغم من خسارته عسكريا.
وتابع في سياق متصل: " إن إعادة تأهيل هؤلاء العناصر تحتاج إلى مؤسسات عالمية قوية، وجهد دولي كبير فالأعداد الضخمة لداعش في السجون والمخيمات تحتاج إلى كم هائل من الجهد، وليس من السهولة تفكيك هذا التنظيم، فهذه الحلول مؤقتة بالضرورة، ولن تثني التنظيم الإرهابي عن مخططاته، ولن تفككه قط".
وأردف بالقول: "لابدّ أنّ الميزانية المالية لهذا التنظيم ضخمة، والتمويل لم يتوقف، فالإدارة الناشئة في شمال سوريا وليدة، ولم تصل المؤهلات الإدارية ومؤسساتها في الشمال السوري إلى المستوى الاحترافي بعد، وهذا ما يؤثر على ضبط هذا التنظيم، ويمكن أن يؤدي إلى اختراقات كثيرة، على الرغم من القدرة على ضبط التنظيم والسيطرة عليه مؤقتاً".
وحذر من أن تنظيم داعش يعيد ترتيب نفسه من جديد وقد يظهر في أية منطقة في سوريا، لا سيما أنّ الحالة الاقتصادية تتدهور في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري؛ ما اعتبر ذلك بأنه قد يفسح المجال لأن يكون مرتعاً لظهور "داعش" من جديد.
قد يهمك: داعش إلى الواجهة من جديد... هل يستطيع إعادة بناء نفسه؟
بينما اعتبر الخبير في شؤون الجماعات الجهادية؛ منير أديب أن التسجيل الصوتي للبغدادي يدل على الضعف الشديد الذي يُعانيه التنظيم وما آلت إليه دولته المزعومة بعد سقوطها، وتابع: "بطريقة تحمل ملامح الإنتقام طالب أنصاره باستهداف المحققين والقضاة بعد أن فشل في مواجهة العسكريين في ميادين القتال".
وأشار إلى أن "كل التنظيمات المتطرفة تعمل وفق دستور الفوضى؛ تحاول أن تستفيد منها إن وجدت، ولو لم تحدث صنعتها على عينها، فسيطرتها مرتبطة بمدى نجاحها في خلق هذا الواقع".
من جانبه قال الباحث والخبير في شؤون الجماعات الجهادية؛ حسن أبوهنية في حديث لـ "روزنة" أن طبيعة تكتيكات تنظيم داعش اختلفت بعد هزيمتهم في الباغوز شهر آذار الماضي، فمنذ لم يعد يسيطر على الأرض بات يعتمد على حرب العصابات.
وأضاف "أيضا فإن التنظيم بات يعتمد على تنفيذ هجمات صغيرة مبتعدا عن العمليات الهجومية الكبيرة التي تجلب الضوء على استمرار تواجد خلاياه؛ وإن كان قد نفذ خلال الفترة الماضية بعض الهجمات الكبيرة بحسب ما تحتاج تكتيكاته".
واعتبر أبو هنية أن للتنظيم خطة وإعادة هيكلة تقوم على عدم قيام بعمليات تحتاج قوات كبيرة و إنما يتبع تكتيكات تعتمد على العبوات الناسفة والكمائن والقنص؛وفق تعبيره.
يشار إلى أن البغدادي ألقى خطابين فقط، الأول حين ظهر معلنا الخلافة الإسلامية في الموصل عام 2014، والثاني في تسجيل صوتي نهاية أبريل/نيسان الماضي، توعد فيه بـ"الثأر" بعد معركة الباغوز في شرق سوريا.
الكلمات المفتاحية