في يوم واحد: حالتا انتحار في حلب… هل للدولار علاقة في ذلك؟

في يوم واحد: حالتا انتحار في حلب… هل للدولار علاقة في ذلك؟
أخبار | 11 سبتمبر 2019

مع انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وتدني المستوى المعيشي، شهدت مدينة حلب حالتي انتحار لرجل وامرأة بشكل منفصل، الأمر الذي يزيد قائمة المنتحرين خلال العام الحالي في سوريا عموماً، بالتزامن مع "اليوم العالمي لمنع الانتحار".

 
وقال مصدر في الطبابة الشرعية في حلب، وفق صحيفة "الوطن" المحلية، أمس الثلاثاء، إن رجلاً عازباً يبلغ من العمر 45 سنة، انتحر عن طريق شنق نفسه بحبل في منزله في حي الفيض بمدينة حلب.
 
كما انتحرت امرأة ( أم لـ 3 أطفال) في الـ 30 من عمرها في منزلها في حي الحمدانية، دون توضيح طريقة الانتحار، وتردد أنها تعاني من مرض نفسي يرجح أنه  "الاكتئاب" المسؤول عن حصد أكبر نسبة من أرواح المنتحرين، وفق المصدر ذاته.
 
وأشار المصدر إلى أن الأزمة التي عاشتها حلب ضاعفت من حالات الانتحار فيها نتيجة زيادة نسبة الأمراض النفسية نحو 10 أضعاف عما كانت عليه قبل الحرب.
 
 
وسجلت الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا 59 حالة انتحار، بينها 27 امرأة و11 قاصراً، خلال العام الحالي، في سوريا ماعدا دير الزور والرقة والحسكة وإدلب، لأسباب مختلفة، وفق تقرير نشرته صحيفة "الوطن" مطلع تموز الماضي.
 
وكانت منظمة الصحة العالمية كشفت في تقرير صادر عنها الاثنين الفائت عن انتحار 800 ألف شخص سنوياً حول العالم بمعدل شخص كل 40 ثانية، ولفتت إلى أن عدد المنتحرين سنوياً، أكثر من الذين قتلوا في الحروب وعمليات القتل أو سرطان الثدي.

اقرأ أيضاً: الفقر يصل إلى مستويات مخيفة في سوريا... ما علاقته بالدولار؟
 
وانخفضت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي خلال الأيام الأخيرة بشكل حاد لتصل إلى أدنى مستوياتها في السوق السوداء، بحسب نشرة "سيريا ريبورت" الاقتصادية، حيث بلغ سعر صرف الدولار في أدنى مستوياته منذ يومين 691 ليرة، ليعود اليوم إلى الانخفاض ويسجل 620 ليرة مقابل كل دولار. 
 
وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي في حلب أمس الثلاثاء، خبر طرد سيدة مسنة من بيتها في حي حلب الجديدة، لابنتها الأرملة مع أطفالها الصغار بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، على رغم أن والدة الأطفال معلمة وتقدم راتبها إلا أن ذلك لم يكن يسد الرمق.
 
وانتهى المطاف بالابنة الأرملة مع أطفالها اليتامى في بيت مستأجر في أحد أحياء حلب الشرقية، يفتقر إلى الكهرباء والأدوات المنزلية والغاز وما إلى ذلك من المستلزمات اليومية.
 
وأصدرت مجلة "الإيكونوميست" تقريراً منذ أسبوع، تذّيلت فيه دمشق قائمة مدن العالم الملائمة للعيش لعام 2019، لتكون بذلك أسوأ مدينة في العالم  للعيش فيها، تزامناً مع حالات انتحار نتيجة الفقر في سوريا.
 
و دفع الارتفاع الكارثي في الأسعار نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية؛ أحد الآباء منذ أيام في مدينة حلب إلى عرض ابنه البالغ من العمر 7 سنوات، للبيع في أحد أسواق المدينة.
 
قد يهمك: هل يستطيع النظام السوري الاستمرار بدفع رواتب موظفيه؟
 
وتبلغ نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر 83 في المئة، كما تبلغ نسبة السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا 33 في المئة بحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة في شهر آذار الفائت عن الاحتياجات الإنسانية في سوريا لعام 2019.
 
وقدّر التقرير الأممي أن 11.7 مليون سوري بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية المختلفة كالغذاء والمياه والمأوى والصحة والتعليم، حيث أوضحت البيانات أن العدد الأكبر من المحتاجين إلى المساعدات يعيشون في حلب تليها دمشق ومن ثم إدلب، بينما عدد المحتاجين إلى المساعدة في أماكن يصعب الوصول إليها يبلغ أكثر من مليون سوري.
 
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق