روسيا تخرق الهدنة وتسعى لفتح جبهة غرب إدلب

روسيا تخرق الهدنة وتسعى لفتح جبهة غرب إدلب
أخبار | 11 سبتمبر 2019

 

قالت مصادر محلية أن سلاح الطيران الروسي خرق الهدنة التي سبق و أعلن عنها قبل أكثر من 10 أيام في منطقة خفض التصعيد بإدلب، بعدما استهدف منتصف الليل اليوم الأربعاء مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.

واستهدف الطيران الروسي قرية الضهر بريف إدلب الغربي قرب منطقة دركوش، طالت مبنى الإرشادية الزراعية، تقطنه عائلات نازحة من ريف حلب الجنوبي.

كما طالت غارات جوية أخرى قرية محيط قرية تلتيتا في منطقة جبل السماق بريف إدلب الغربي، المكتظة بعشرات الألاف من النازحين، إلا أن الغارات لم تتسبب بوقوع أي إصابات بشرية بين المدنيين.
 
وجاءت الغارات تأكيدا لما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء يوم أمس الثلاثاء حينما ذكرت نقلا عن مصادر معارضة أن الطيران الروسي أغار على منطقة في ريف اللاذقية الشمالي في أول خرقة للهدنة المعلنة من قبل موسكو.
 
 
فيما نفت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها صحة تلك الهجمات التي استهدفت منطقة الكبينة بريف اللاذقية، وادعت الوزارة الروسية أن ما نشرته "رويترز" حول هذا الموضوع بـ"المزيف"، وأكدت أن القوات الجوية الروسية والسورية لم تنفذ أي غارات منذ بدء نظام وقف إطلاق النار في إدلب يوم 31 آب الماضي.

إلا أن التصعيد الروسي الذي ألغى النفي المعلن من قبل موسكو يوم أمس، يشي بأن روسيا تهدف إلى تجديد تصعيدها العسكري غرب إدلب والذي يكشف عن مسعاها في امتلاك أوراق إضافية لمفاوضة تركيا عليها ما قبل عقد قمة الدول الضامنة لأستانا في العاصمة التركية الأسبوع المقبل، وقد تكون الوجهة المقبلة نحو ريف اللاذقية في جبل الأكراد. 

قد يهمك: ما أهداف روسيا من التصعيد المستمر على إدلب؟

الكاتب و الباحث في الشأن السوري طالب الدغيم قال خلال حديث لـ "روزنة" أن تركز المعارك حول تلة الكبينة (ريف اللاذقية الشمالي) والتي تحاول روسيا بذل كل جهدها للوصول إليها وإبعاد المعارضة السورية عنها؛ يعود إلى أنها "قمة مركزية" تطل على سهل الغاب والأرياف حتى جسر الشغور وريف إدلب الغربي بالكامل، معتبراً بأن روسيا قد تطرحها روسيا كورقة ضمن الاجتماع الثلاثي المرتقب في تركيا لتضمن تفوق وانفراد في المنطقة الجنوبية والغربية من إدلب؛ وتكون حماية لها من أي معارك قد تفتح من جديد.  


وأضاف بأن تطورات المشهد الميداني السوري؛ سواء حالة القصف والتدمير والقتل المتواصل أو حالات النزوح والتهجير القسري للمدنيين من شمال حماة وجنوب وشرق إدلب باتجاه الشمال أو دور القوى العسكرية المتصارعة؛ كلها ذات ارتباط وثيق بالمناخ السياسي الدولي وخصوصاً بمصالح الدول الضامنة الثلاثة لمسار أستانا ( روسيا، تركيا، إيران) والإستراتيجية الأميركية والغربية لمستقبل سوريا وخاصة بالنسبة للأكراد ودورهم في الحل السياسي، وهو ما يتزامن مع اجتماعات القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا والشرق الأوسط مع رئاسة الأركان التركية بخصوص ترتيب أوضاع المنطقة الآمنة في شرق الفرات.

واعتبر الدغيم أن الملفت في التطورات الأخيرة هي الإجراءات الأميركية الأخيرة من تكثيف سياسة العقوبات الاقتصادية على مناطق النظام؛ وكذلك الاهتمام الواضح بالقمة الثلاثية بين الدول الضامنة في أستانا التي ستنعقد في تركيا في 16 من هذا الشهر، لأن واشنطن وحلفائها الغربيين رأوا تدهور الوضع الإنساني بإدلب وضغط اللاجئين على الحدود السورية التركية؛ وتهديد تركيا بفتح حدودها الإقليمية للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي. 

وتوقع أن يفرز الاجتماع الروسي التركي الإيراني فتح الطرق الدولية ونشر نقاط مراقبة على طول الطريقين M 4  و M 5، بالإضافة لبند عودة طوعية للمهجرين - بضمانات روسية – إلى المناطق التي دخلتها قوات النظام بدعم حليفه الروسي في ريفي حماة وإدلب.

اقرأ أيضاً: ما خيارات أنقرة والمعارضة لحل معضلة الجهاديين في الشمال؟ 

من جانبه قال الخبير العسكري؛ العقيد الركن مصطفى الفرحات خلال حديث لـ "روزنة" أن قوات النظام بإمكانياتها الذاتية غير قادرة على فتح أي معركة نهائيا؛ منوهاً إلى أن قوات النظام وقبل أن تحشد لمعركة ريف حماة الشمالي و ريف إدلب أخذت تروج بزج قوات بأعداد كبيرة؛ وهذا ما أشار بأنه لا يخرج عن إطار الحرب النفسية مثلما يحصل الآن في الأنباء عن عمل عسكري محتمل في ريف اللاذقية.


وتابع: "اليوم أيضا من مصلحة النظام أن يسوق الحرب النفسية بالطريقة والاتجاه والأدوات نفسها؛ و يمكن أن يقوم النظام بفتح جبهات ثانوية لتشتيت وبعثرة القوات؛ كعملية تكتيكية ليرفق القول على أنه يقوم بفتح جبهة جديدة بفعل محدود جدا من أجل بعثرة الجهود". 

و أردف: "من الممكن أن يزج النظام قوات بعمليات استطلاعية لجس نبض القوات المعارضة واستكشاف مدى قوته على محاور متعددة؛ أو أن يقوم بعملية عسكرية في نطاق محدود ومعين لأجل كسب هدف معنوي، فعندما يزج بقوة معينة ويتقدم لبضعة كيلومترات على محور آخر؛ فيمكن بذلك تضخيم هذا الأمر إعلاميا بأن النظام يتقدم من أجل التأثير على معنويات الطرف الآخر".  

وأشار الفرحات إلى أن الحالة الاقتصادية لا تنفصل عن الأعمال القتالية؛ معتبراً أن فتح معركة يتطلب ذخائر وأسلحة كثيرة إلى جانب تطلب الوقود بشكل كبير فضلا عن الدعم اللوجستي؛ وهذا كله يتأثر و يتعلق بشكل كبير وفق تعبيره بالعقوبات المفروضة على إيران والخسائر الاقتصادية التي تتعرض لها.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق