على خطى الإمارات… بن سلمان يستعد لمغازلة دمشق! 

على خطى الإمارات… بن سلمان يستعد لمغازلة دمشق! 
سياسي | 05 سبتمبر 2019

رغم التوقعات المتعددة والتي تراوحت في استنادها بين التسريبات المؤكدة عن مصادر وبين الشائعات المترافقة مع خبر إعادة افتتاح سفارة دولة الامارات في دمشق نهاية كانون الأول الماضي، إلا أن الترجيحات بإعادة افتتاح سفارة السعودية في دمشق لن يكون بالأمر المفاجئ، بخاصة وأن أبو ظبي والرياض ترتبطان بتحالف وثيق واستراتيجي أعلن عنه منذ الأزمة مع قطر في حزيران عام 2017. 

مصدر سعودي مُقرّب من وزارة الخارجية السعودية كان أكد نهاية شهر نيسان الماضي لـ "روزنة" أن مسألة إعادة العلاقات بين الرياض و دمشق كانت تأخذ منحى توافقي آنذاك، بمعنى أن الأمر كان سيتعدى إعادة فتح السفارة السعودية في دمشق. 

و قال المصدر السعودي آنذاك أن مبادرة روسية تقدم بها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف؛ حول إعادة العلاقات بين الرياض ودمشق، كانت تأخذ منحى توافقي بين كل الأطراف ذات الصلة بالمبادرة؛ آنذاك، لافتاً إلى أن رد الرياض على المبادرة الروسية كان عنوانه العريض بضرورة إبعاد النفوذ الإيراني من سوريا؛ مقابل تنفيذ بعض الإجراءات الدّالة على حسن نية بين كل من الرياض و دمشق.
 
المصدر السعودي أفاد في ذلك الوقت أن من إجراءات بناء الثقة بين دمشق والرياض تتمثل في إعادة افتتاح السفارات بين الطرفين؛ "خلال فترة شهرين كحد أدنى"، إلا أن الرياض طلبت في المقابل أن يتم تقديم أسماء كامل البعثة الديبلوماسية التي ستكون في الرياض وتبيان مهام كل شخصية منها؛ لإجراء تدقيق أمني كامل على الأسماء المقترحة.

اقرأ أيضاً: عن "الصيدة" التي تهاوشت عليها قطر والسعودية.. هل يطوي الأسد صفحة العِداء؟

فيما أكد المصدر ذاته في حديث لـ "روزنة" اليوم الخميس؛ بأن التطورات الميدانية في سوريا فيما يتعلق بشكل رئيسي بملف شرق الفرات واستمرار تواجد القوات الأميركية هناك، كان أول الأسباب التي أدت إلى تعثر المبادرة الروسية آنذاك في المضي قدماً.   

ولفت إلى أن احتمالات إعادة افتتاح السفارة السعودية في دمشق لن يكون أمراً مستبعداً خلال الشهور الثلاثة القادمة، إلا أنه أشار إلى أن تغيرات (لم يسمها) في الوضع الإقليمي ومزاج بعض الدول الغربية لن يسمح بإعادة العلاقات بشكل مباشر بين الرياض ودمشق، كاشفاً أن الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير في زيارته إلى دمشق نهاية العام الفائت كان بمثابة ساعي البريد من السعودية والإمارات؛ إلا أن الحراك الشعبي الذي أطاح بالبشير وكذلك الاحتجاجات الشعبية في الجزائر آنذاك كانت أيضاً من إحدى الأسباب التي أجلّت ملف عودة العلاقات بين دمشق والرياض. 
وفي الوقت الذي كانت فيه تفيد تسريبات قامت بنشرها تقارير إعلامية تُلَمّح بحدوث تطورات لافتة ستحصل خلال شهر أيلول الجاري في العلاقة بين الرياض ودمشق، حيث استندت تلك التسريبات إلى معلومات قادمة من ديوان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ أكدت برغبته في إعادة العلاقة مع دمشق.

انتشرت تغريدة مؤخراً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تدور في فلك عودة العلاقات بين الجانبين وقام بنشرها الحساب السعودي الشهير والمعروف باسم "مجتهد"، و في تغريدة "مجتهد" تم التسريب بأن توجيهاً من بن سلمان لوزارة الخارجية بإعداد الترتيبات لعودة السفير السعودي لدمشق خلال أسابيع، وكذلك توجيه الوزارات المعنية الأخرى بوضع خطة لإعادة العلاقات التجارية والاقتصادية، كما نفت التغريدة وخلافاً لما يعتقده الكثير؛ بوجود خلاف بين السعودية والإمارات تجاه دمشق. 

قد يهمك: هل استقال العرب من واجباتهم تجاه سوريا؟

وحول ذلك اعتبر الكاتب الصحفي ثائر الزعزوع خلال حديث لـ "روزنة" بأنه وفي ظل التوقعات في إعادة افتتاح سفارة السعودية في دمشق فإن ذلك سيعني بحال من الأحوال إعادة تعويم للنظام السوري؛ لما تمتلكه الرياض من ثقل عربي وإقليمي كبير.

وأضاف: "إن افترضنا جدلاً أن الرياض فعلاً عازمة على إعادة فتح سفارتها في دمشق، و بالتالي إحياء العلاقات الدبلوماسية مع نظام دمشق، فهل يعني هذا إعادة تعويم للنظام؟ بالطبع فالرياض لها ثقل عربي و إقليمي كبير، و كان موقفها المتقدم في قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام مبكرا دافعا للعديد من الدول لتحذو حذوها، و ربما في حال قررت الرياض تنفيذ ما تسرّب، فهذا يعني أن دولاً أخرى ستذهب إلى ما ذهبت إليه العربية السعودية". 

وتابع بالقول: "لكن المهم هو ما تأثير ذلك كله على الحالة السورية التي وصلت إلى حالة من الانغلاق، و لا حل على الإطلاق يلوح في الأفق؟ ما هو الضرر الذي ستخلفه عودة السفارة السعودية إلى دمشق؟ بصراحة، لا يوجد أي ضرر.. و بانتظار موقف رسمي من الرياض فإني شخصياً أستبعد مثل هذا التوجه السعودي، على الأقل في الوقت الحالي".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق