ذكرت صحيفة "تلغراف" أن محكمة هولندية أصدرت قراراً بترحيل عميل لصالح مخابرات النظام السوري، بعد أن تقدم بطلب اللجوء إليها منذ عام 2017.
ونقلت الصحيفة عن القاضي الهولندي في محكمة بمدينة ميدلبورخ، أن الرجل، لم تذكر اسمه، قام خلال وجوده في ألمانيا بالتجسس على معارضين سوريين لصالح مخابرات النظام السوري المعروفة بارتكابها عمليات اعتقال وتعذيب.
وقال مصدر إعلامي في هولندا لراديو "روزنة" إن ناشطين حقوقيين هولنديين اعترضوا على قرار ترحيله، مطالبين بمحاسبته.
و قَدِم المتهم بالعمالة للنظام السوري من ألمانيا إلى هولندا عام 2017 حيث تقيم عائلته، وتقدم بطلب لجوء قائلاً إنه "لا يستطيع العودة إلى سوريا".
وقال القاضي الهولندي الموكل بالنظر في القضية بأن الرجل يشكل خطراً على الدولة والسلم في هولندا، ويجب أن يرحل.
وعمل المتهم لصالح النظام السوري في السفارة السورية في بون وبرلين في ألمانيا، في الفترة بين عامي 1999 و2004، قام خلال ذلك بجمع أسماء ومعلومات عن سوريين في ألمانيا، ومن ثم إرسالها إلى أفرع مخابرات النظام، وفق الصحيفة.
اقرأ أيضاً: حقوقي سوري يكشف لـ "روزنة" حقيقة الإفراج عن ضابط سوري في ألمانيا
كما عمل لصالح فرع المخابرات 279، حيث كانت مهمته مراقبة نشاطات المعارضين السوريين خارج سوريا، واعترف أنه من يتم اعتقالهم من قبل الفرع يتم تحويلهم إلى الفرع (285) في كفرسوسة.
ويتبع الفرع (285) لإدارة أمن الدولة، ويسمى بجهاز إدارة المخابرات العامة، وهو بمثابة هيئة التحقيق الرئيسية لجهاز أمن الدولة.
وكان وزير الداخلية الألماني اقترح هورست زيهوفر منذ نحو أسبوع ترحيل طالبي اللجوء السوريين، إذا ما تبين أنهم عادوا إلى سوريا في إجازات، عبر سحب صفة اللجوء منهم وترحيلهم إلى خارج ألمانيا. وفق صحيفة "بيلد آم زونتاغ".
وبحسب موقع هولندا الآن، فإن عدد اللاجئين السوريين في هولندا بسبب الحرب يبلغ 80 ألفاً، بينما يستقر مليون و200 ألف في ألمانيا.
وكانت وزارة الخارجية الهولندية أشارت في تموز الفائت إلى أن عودة اللاجئين السوريين المعارضين إلى سوريا لن يكون آمنا، محذرة من تعرضهم للاختفاء أو الاعتقال التعسفي و التعذيب.
وبحسب ما نقلت شبكة "NOS" الهولندية آنذاك فإن التقرير الصادر عن الوزارة الهولندية من أجل تقييم الوضع الأمني في سوريا يعتبر مهما فيما يتعلق بقرار الحكومة الهولندية من فتح باب العودة للاجئين السوريين؛ وهو ما يمنع حدوث هذا الاحتمال في الفترة المقبلة.
وطالب بعض النواب الهولنديين في الأشهر الأخيرة الماضية، بالدعوة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بذريعة أن الأوضاع هناك باتت أكثر هدوءاً.
وأوضح تقرير وزارة الخارجية الهولندية أن "الرجال والشباب يواجهون خطر التجنيد في الجيش السوري. وهذا ينطبق على جميع المناطق في سوريا"، و يعاني اللاجئون السوريون الآن من ضغوط متعلقة بالعودة، خاصة في الدول المجاورة لسوريا؛ لكن وفقاً للتقرير فإنه لا يُعرف الكثير عن الظروف في الأماكن التي يعود اليها اللاجئون.
الكلمات المفتاحية