ألقت محكمة تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" القبض على امرأة من بلدة أطمة الحدودية شمالي إدلب، إثر إساءتها لنازح عبر تسجيل صوتي، بسبب خلاف معه على بدل إيجار منزلها.
وتناقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً للسيدة طالبت فيه نازح قالوا إنه من ريف حماة بمبلغ 300 دولار مقابل تأجيره منزلها، وأعقبت طلبها بإساءة وجهتها إليه قائلة "لو إنكم منيحين الله ما عمل فيكم هيك".
وأضافت: "أنتم من دمر أطمة"، واتهمت النازحين بالسرقات الحاصلة في المنطقة الحدودية، وأشارت أنها غير مستعدة لتأجير منزلها لشخص عنده عائلة، ومن الممكن أن يتسبب بخراب أثاثه، لافتة إلى أن أقل باب فيه يبلغ سعره 150 دولاراً أمريكياً.
وتناقل ناشطون رسالة اعتذار من أخيها، أوضح خلالها أن شقيقته تصرفت بتلك الطريقة نتيجة إرسال النازح مقاطع صوتية فيها شتائم وإساءات بحقها، ما أدى لاستفزازها والرد عليه بتلك الطريقة.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الإدارة المحلية لدى"حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، فإن أهالي ومجلس بلدة أطمة رفعوا كتاباً إلى المحكمة بما حدث، والتي بدورها ألقت القبض على المرأة وزوجها على ذمة التحقيق، تمهيداً لتقديمها إلى محكمة عادلة تنصف جميع من أساءت إليهم.

وأشار البيان إلى أن بلدة أطمة استقبلت النازحين من مختلف المناطق بسبب القصف والحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري .
وتتعرض أرياف إدلب وحماة لقصف مكثّف من قبل قوات النظام وروسيا، منذ أواخر نيسان الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، ونزوح عشرات الآلاف، رغم أنها مشمولة بالاتفاق الروسي التركي الذي يتضمن إيقاف القصف على المنطقة.
وكانت وزارة الإدارة المحلية والخدمات التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، أصدرت قراراً في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ينص على إلزام المستأجر والمالك على إبرام عقد إيجار، محذرة من وقوع المخالفين تحت طائلة المسؤولية، تزامناً مع الحملة العسكرية للنظام السوري على محافظة إدلب وريف حماة، ونزوح مئات المدنيين من تلك المناطق.

اقرأ أيضاً: قتلى وجرحى بقصف مكثف على ريف إدلب الجنوبي
ويعاني النازحون إلى المناطق الحدودية بسبب التصعيد العسكرية للنظام السوري على ريفي حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، من ظروف إنسانية صعبة، في ظل غياب منظمات المجتمع المدني والجمعيات الإغاثية والإنسانية، حيث يبات قسم كبير تحت الأشجار دون ظل أو مأوى، فيما يعاني قسم آخر من ارتفاع أسعار الإيجارات مع تردي الأوضاع المعيشية.
وقال فريق "منسقو الاستجابة" في الشمال السوري ، إنه بلغ عدد النازحين من مناطق خفض التصعيد، منذ شهر شباط وحتى منتصف شهر آب الحالي أكثر من 800 ألف نازح، معظمهم اتجه نحو المناطق الحدودية الآمنة نسبياً من القصف، كما وثق الفريق مقتل 1221 مدنياً منذ بداية الحملة العسكرية على إدلب أواخر نيسان الفائت.
الكلمات المفتاحية