استعادت قوات النظام السوري السيطرة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، عقب انسحاب فصائل المعارضة منها، ولأول مرة منذ فقدانها عام 2014، فماذا تعرف عن تلك المدينة الاستراتيجية؟
مراسل روزنة في إدلب محمد القاسم قال إن قوات النظام السوري سيطرت في الـ 21 من شهر آب الحالي على المدينة بعد إحكامها السيطرة على محيطها، لضمان عدم تعرضها لهجمات مضادة من قبل الفصائل.
وتقع مدينة خان شيخون التابعة لمنطقة معرة النعمان جنوبي إدلب على الطريق الدولي بين حلب ودمشق، فهي نقطة وصل بين ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
وتعتبر من أهم المواقع في سوريا لقربها من المحافظات المحيطة، حيث تبعد مسافة 37 كم عن مدينة حماة، و110 كم عن مدينة حلب، و70 كم عن مدينة إدلب.
عقدة ربط بين المدن السورية
وقال المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال لـ"روزنة": "إن خان شيخون هي آخر مدينة في الريف الإدلبي باتجاه حماة، وهي عقدة مواصلات تطل على الطريق الدولي، تربط ما بين أرياف حماة وإدلب، وفي ذات الوقت عسكرياً هي نقطة خطوط الإمداد لكفرزيتا واللطامنة ومورك ولطمين شمالي حماة، لذلك عندما تحاصرت خان شيخون سقطت مباشرة اللطامنة وكفرزيتا ولطمين".
وأضاف رحال، "فضلاً عن كونها مدينة ضخمة تقع على أوتستراد دمشق حلب الدولي، الذي تسعى روسيا والنظام للسيطرة عليه، وتطل مباشرة على معرة النعمان وجبل شحشبو وجبل الزاوية".
وقال محمد الحلاج مدير منظمة "منسقو الاستجابة في الشمال السوري" لـ"روزنة"، " منذ مطلع شهر شباط الفائت بدأ النزوح من مدينة خان شيخون بسبب الحملة العسكرية، إلى حين السيطرة عليها من قبل النظام السوري، حيث بلغ عدد النازحين منها 100 ألف شخص، وكان يبلغ عدد سكانها قبل عام 2011 نحو 53 ألف شخص، بحسب المكتب المركزي للإحصاء.
أصل التسمية
وسميت خان شيخون بهذا الاسم نسبة إلى الخان الذي أنشأه شيخون العمري المتوفى سنة 758 هـ للاستراحة أثناء التنقلات، وتحولت مع الزمن إلى "خان شيخون" نسبة لصاحب الخان.
يعتمد سكان خان شيخون على التجارة والزراعة، وتتميز بتجارة السيارات والحبوب وزراعة الزيتون والفستق الحلبي والقمح والبطاطا والشوندر.
تعاقبت على مدينة خان شيخون حضارات عديدة، وهي مأهولة منذ العصر البيزنطي دون انقطاع، تشتهر بخانها الأثري الموجود في وسط المدينة، والذي يعود بناؤه لمئات السنين، وعلى مقربة منه مسجد التكية والقصر الذين بناهما وزير السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أبو الهدى الصيادي المنحدر من ذات المدينة.
كما تشتهر بالتل الأثري الأكبر والأشهر في المنطقة،، إذ يحتوي على العديد من الأبنية والأنفاق، حيث نقبت بعثة آثار فرنسية في هذا التل في خمسينيات القرن الماضي، وأكدت أنه يعود للألف الثالث قبل الميلاد.
غربي مدينة خان شيخون بثلاث كيلو مترات تقع قرية كفر طاب، والتي كانت مملكة قبل آلاف السنين.
اقرأ أيضاً: شخصيات في المعارضة تتهم قوى سياسية بالتنازل عن إدلب
واستهدف النظام السوري مدينة خان شيخون في الـ 4 من نيسان عام 2017 بغاز السارين الكيميائي، ما أسفر عن مقتل نحو مئة شخص، وإصابة أكثر من 500 آخرين، بحسب آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في الـ 19 من نيسان/أبريل 2017 أن نتائج فحص "مؤكدة" لعينات من موقع الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا تظهر أنه تم استخدام غاز السارين أو مادة مشابهة له.
و سيطر النظام السوري اليوم الجمعة على عدة قرى وبلدات في ريف حماة الشمالي عقب سيطرته على مدينة خان شيخون.
وبحسب مراسل روزنة محمود أبو راس، فإن قوات النظام السوري سيطرت على بلدة كفر زيتا واللطامنة وقرى الصياد والبويضة ومعر كبة ولطمين ولحايا وتلال أخرى في محيط المنطقة، إذ تعد هذه المرة الأولى التي تسيطر فيها قوات النظام السوري على بلدات وقرى ريف حماة الشمالي منذ عام 2012.
الكلمات المفتاحية