لا يزال عشرات السوريين المرحلين، ممن يملكون بطاقات حماية مؤقتة ينتظرون تسوية أوضاعهم القانونية في تركيا، إثر حملة للأجهزة التركية رحّلت خلالها الأجانب تحت بند الهجرة غير الشرعية، بينهم سوريون حاملون لـ"الكملك" في مخالفة لقانون وزير الداخلية التركي.
محمد مازن (اسم مستعار) واحد من عشرات الشباب الذين تم ترحيلهم على رغم حوزتهم على "كمليك"، قال لـ"روزنة" إنه عاد إلى تركيا بعد ترحيله شهر تموز الفائت هو وشاب آخر من دون أي تسوية من قبل الحكومة التركية.
وأشار إلى أن كثيراً من الشباب في الداخل السوري ممن يعرفهم ينتظرون أي بارقة أمل لتسوية أوضاعهم، في ظل حالة انعدام الأمان التي يعيشونها وبخاصة من هم في إدلب.
حازم أحمد (اسم مستعار) من أحد المرحلين إلى سوريا بعد قرار وزارة الداخلية التركي الشهر الماضي قال لـ"روزنة"، إنه "دخل إلى تركيا بعد بقائه في سوريا أقل من شهر بتكلفة بلغت نحو ألف دولار أمريكي".
ولفت أحمد إلى أن أصدقاءه الذين كان معهم خلال عملية الترحيل لا يزالون في سوريا، بينهم من يحمل بطاقات حماية مؤقتة وبينهم من لا يملك أي أوراق، يحاولون بشتى الطرق الدخول إلى تركيا عن طريق التواصل مع الجمعيات المهتمة بالسوريين وغيرها، بعدما أصبحت حياتهم في خطر في ظل الوضع الراهن في الداخل السوري.
وتشهد مناطق خفض التصعيد في الشمال السوري حملة عسكرية للنظام السوري تمكن من خلالها من استعادة السيطرة على مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، في ظل نزوح مئات المدنيين بسبب القصف العنيف إلى الأراضي الزراعية في العراء دون مأوى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً: السلطات التركية تخالف قرار وزير الداخلية بترحيل سوريين قسراً
وتعمل اللجنة السورية التركية التي أطلقها "الائتلاف الوطني السوري"بالاتفاق مع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، مطلع الشهر الحالي، على تسوية أوضاع الشباب السوريين المرحلين.
الصحافي السوري أحمد العقدة، كتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، إنه تم اليوم إعادة مجموعة من الشباب السوريين المرحلين عبر معبر باب الهوى عن طريق "اللجنة السورية التركية".
وكان "الائتلاف السوري" أطلق عبر موقعه الرسمي صفحة خاصة لمتابعة شؤون اللاجئين والمقيمين في تركيا في إطار عمل اللجنة السورية التركية المشتركة التي تم الاتفاق عليها بين رئيس الائتلاف أنس العبدة ووزير الداخلية التركي سليمان صويلو.
وبحسب الائتلاف، فإن الصفحة تتيح لكل السوريين في تركيا ممن لديهم مسائل قانونية أو حالات خاصة التقدم بمعلوماتهم ووثائقهم لمتابعة العمل عليها مع الجهات الرسمية التركية.
وبحسب مارصدت "روزنة" فإن السلطات التركية رحلت عشرات اللاجئين السوريين، ممن لا يملكون بطاقات حماية مؤقتة، بحسب قرار وزير الداخلية التركي.
كما رحلت أيضاً الكثير ممن يحملون "كمليك" من إسطنبول وغيرها خلافاً للقرار الأخير الصادر عن الولاية، الذي لا يجيز ترحيل حامل بطاقة الحماية المؤقتة من غير إسطنبول، وإنما ترحيله إلى الولاية الصادر عنها "الكملك".
وأصدر المكتب الإعلامي لوالي مدينة إسطنبول التركية، في 22 تموز الفائت، بياناً أكد فيه استمرار السلطات التركية بترحيل الأجانب الداخلين إلى البلاد بطريقة غير رسمية، في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، موزعين على مدن وبلدات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها: "غازي عنتاب، هاتاي، أورفا، وإسطنبول"، فيما يعيش 250 ألف منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية مع سوريا جنوب البلاد، حيث فرّ معظمهم هربًا من الحرب الدائرة في بلاده.
الكلمات المفتاحية