درعا: داعش يقترب من إعلان عودته إلى حوض اليرموك 

درعا: داعش يقترب من إعلان عودته إلى حوض اليرموك 
أخبار | 21 أغسطس 2019

كشفت مصادر خاصة في محافظة درعا لـ "روزنة" أن تنظيم داعش الإرهابي يعيد تنظيم صفوفه في الجنوب السوري تمهيداً لإعادة نشاطه في المنطقة، لافتةً إلى أن التنظيم يعتمد في ذلك على خلاياه النائمة هناك فضلا عن اعتماده على مركز قوته شرق محافظة السويداء، التي باتت تعود تباعاً بشكل سري إلى ريف درعا الغربي في منطقة حوض اليرموك. 

وقالت المصادر أن عدد عناصر الخلايا النائمة التابعة لداعش الجنوب حوالي 300 عنصر متواجدين في القنيطرة و ريف درعا الغربي، مؤكدةً بأن التنظيم قائم فعلياً بكافة مكاتبه الأمنية فضلا عن الترجيحات بأن بعض عمليات الخطف والاغتيالات في درعا كان تنظيم داعش يقف وراءها.

وتابعت المصادر حديثها لـ "روزنة" بأن "مركز قوة التنظيم تتمثل بمنطقة البادية في شرق السويداء.. ويبلغ عددهم حوالي 4 آلاف مع عائلاتهم"، وأردفت في سياق مواز بأن "النظام السوري حينما سيطر على حوض اليرموك اعتقل عناصر تتبع داعش ومنهم أمراء وشرعيين، إلا أنه  أطلق سراحهم بعد حوالي 10 أيام.. وهناك منهم من انضم لقوات تتبع النظام". 

كما أفادت المصادر بعدد من أسماء عناصر التنظيم الحاليين ومهامهم، يأتي في مقدمتهم رائد سلوم (37 عام)، كان يعمل لدى تنظيم "جيش خالد" المعارض (الذي بايع داعش لاحقاً) بمنصب أمير ضبط (القلم)، وهو قبل سيطرة النظام على حوض اليرموك كان يتسلم سابقاً منصب قائد مفرزة أمن منطقة حوض اليرموك.

اقرأ أيضاً: داعش إلى الواجهة من جديد... هل يستطيع إعادة بناء نفسه؟

وبالإضافة إلى سلوم، هناك أيضاً يوسف النابلسي، المكنى بـ"أبو البراء"، من بلدة تل شهاب بريف درعا (47 عام)، كان يشغل منصب رئيس مكتب الارتباط الخارجي لدى تنظيم داعش في المحافظة والمنسق الأول بين الخلايا الأمنية في بلدات درعا، و كان يقوم بالتنسيق مع كافة العمليات الأمنية التي تحصل خارج حوض اليرموك، وهو المسؤول عن عملية إدخال العناصر القادمة من خارج الحوض أو حتى من الشمال السوري، ومسؤول عن إدخال الأموال القادمة من الشمال إلى داخل الحوض، والآن يتواجد في مزارع تل شهاب.
 
 
ومن القياديين الحاليين للتنظيم في المنطقة أيضاً؛ عبد الله فرج، المكنى بـ"أبو عبدو" (43 عام)، من بلدة القصيبة بريف القنيطرة، نقيب منشق عن قوات النظام منذ عام 2012 هو وإخوته الثلاثة، يعمل إداري عام لدى التنظيم في الجنوب، بالإضافة لكونه أحد أكبر المجندين للأشخاص الذين هم خارج منطقة حوض اليرموك.

وعمل فرج مع العديد من فصائل المعارضة  قبل أن يدخل منطقة حوض اليرموك،  ليتم تعيينه بعد مقتل أبو علي البريدي في 11 تشرين الثاني 2015، إداريًا عامًا للتنظيم.

وأتمت قوات النظام السوري في الأول من شهر آب من العام الفائت سيطرتها على كامل منطقة حوض اليرموك، بعد قصف مكثف آنذاك طال قرى المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم "جيش خالد بن الوليد" الذي بايع تنظيم "داعش".

تحذيرات أميركية وصينية من عودة داعش...

وكانت واشنطن حذرت من عودة تنظيم داعش، حينما أقر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن التنظيم يكتسب قوة في بعض المناطق، لكنه قال إن قدرته على تنفيذ هجمات تضاءلت.

وأضاف في مقابلة مع برنامج "هذا الصباح" الذي تبثه شبكة "سي بي إس" الأميركية إن "الأمر معقد.. هناك قطعا أماكن يتمتع فيها تنظيم الدولة اليوم بقوة أكبر مما كانت عليه قبل ثلاث أو أربع سنوات"، لكنه قال إن "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم لم يعد لها وجود، وإن قدرته على شن هجمات باتت أصعب بكثير.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أكدت يوم أمس الثلاثاء أن التنظيم يستعيد قوته في العراق وسوريا، وكشفت أيضا أنه يعيد تجهيز شبكاته المالية ويجند عناصر جديدة، وفق ما أكده مسؤولون عسكريون أميركيون وعراقيون وضباط في الاستخبارات.

قد يهمك: داعش يقترب من إعلان عودة أنشطته الإرهابية!

من جهته، حذر مبعوث الصين الخاص بسوريا يوم الثلاثاء من احتمالية عودة نشاط تنظيم داعش في سوريا، وحث على تحقيق تقدم في العملية السياسية بين النظام السوري والمعارضة.

وأضاف المبعوث الصيني شي شياو يان للصحفيين بعد محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن في جنيف، "هناك الآن خطر عودة نشاط تنظيمات إرهابية مثل تنظيم الدولة، نرى بعض المؤشرات.. هناك حاجة للانتهاء من الحرب على الإرهاب".

وحول ذلك اعتبر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية؛ أحمد زغلول شلاطة خلال حديثه لـ "روزنة" بأن التحذيرات هي استراتيجية متبعة من قبل واشنطن؛ سواء كانت التحذيرات من عمليات إرهابية أو نشاط إرهابي.

وحول حديث بومبيو بأن داعش اكتسب قوة جديدة فإن ذلك مرتبط بحسب البيئة التي يتواجد فيها التنظيم وأضاف: "يجب النظر الذي نشأ فيها التنظيم منذ البداية وأسباب نشأته هل هناك تغيير فيها الآن أم لا، فالتنظيم نشأ في مجتمع طائفي حاول أن يقدم نفسه من ناحية النفوذ كمنافس للحفاظ على الهوية الإسلامية في ظل بيئة تعاني من أزمة فيما يخص التكوين المذهبي إن جاز التعبير". 

ورأى أن جماعات مثل داعش لا يتم إنهاءها من خلال الأداة العسكرية والسياسات الأمنية فقط، فهناك بيئات  إجتماعية و قانونية، اقتصادية وفكرية تساعد على وجود مثل هذه التنظيمات، لذلك فإن الاستراتيجيات لمواجهة مثل هذه التنظيمات يجب أن تشمل تلك الجوانب بالتوازي مع السياسات الأمنية والعسكرية.  

واعتبر أن تنظيم داعش يلعب على التناقضات المحلية والدولية فهناك أزمة الدولة الوطنية في الدول التي يتواجد فيها فضلا عن الأزمات الطائفية والفراغ السياسي وضعف عسكري فيما يخص الجيوش المحلية سواء في العراق و سوريا، معتبرا بأن كل هذه العوامل تساعد أتن يبقى تنظيم داعش على قيد الحياة.

وحول توقعات ازدياد خطر التنظيم لفت الخبير في شؤون الحركات الإسلامية بأن ذلك يتعلق بمدى تواجد العوامل التي أدت إلى نشأة التنظيم وكذلك عوامل الزخم الذي منحته القوة والتمدد، وطبيعة وشكل العلاقات الإقليمية والدولية في مواجهة مثل هذه التنظيمات.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق