موسكو تفاوض أنقرة بالمدفع على جنوب إدلب!

موسكو تفاوض أنقرة بالمدفع على جنوب إدلب!
أخبار | 21 أغسطس 2019

تواصل قوات النظام التقدم في محيط مدينة خان شيخون جنوب إدلب، حيث أحكمت سيطرتها اليوم على تل ترعة الاستراتيجية والمتاخمة لتلك المدينة، فيما لايزال الرتل التركي متوقف في بلدة تل حطاط قرب مدينة معرة النعمان، وسط أنباء عن وجود مباحثات بين أنقرة وموسكو لتحديد مصير المثلث الممتد من (الخان) وحتى (اللطامنة) شمال حماة.

وقال قائد عسكري معارض لـ "روزنة"، وهو موجود في غرفة العمليات؛ فضل عدم نشر اسمه: إنّ "القصف لم يتوقف على المنطقة من قبل الطيران الروسي، والنظام بعد أكثر من مئة غارة جوية استطاع التقدم على (تلة ترعي)"، مشيرًا إلى أنّ "تلك القوات تسعى للوصول إلى خزانات الخان؛ في سعي منها لمحاصرة المنطقة".

وأكدّ القيادي أنّ "مقاتلي المعارضة لم يخلوا مناطق شمال حماة" وأنّ "أجزاء كبيرة من تلك القوات أعادت تمركزها في (اللطامنة، كفرزيتا، مورك، وخان شيخون)".

وتشهد مناطق المثلث الممتد من (الخان) إلى (اللطامنة) هدوءًا نسبيًا على الجبهات، في وقت تقول فيه مصادر مطلعة إنّ مفاوضات تجري بين الروس والأتراك؛ من أجل تحديد المنطقة، وتشير المصادر إلى أنّ فصائل المعارضة لم تمانع من أن يكون المثلث خالٍ من الفصائل التي تسميها موسكو بـ"المتطرفة"، لكن الخلاف يدور حول القوات التي ستتمركز فيها؛ من أجل تأمين الطريق الدولي (ام فايف).

في المقابل يبدو أنّ مصير الرتل التركي الذي تمركز في تل حطاط بالقرب من مدية معرة النعمان جنوب إدلب، مرتبط بالتفاهمات بين القادة العسكريين في موسكو وأنقرة.

اقرأ أيضاً: الروس لن يتوقفوا عند خان شيخون… ما مصير الاتفاق مع تركيا؟

وتقول مصادر مرافقة للرتل لـ"روزنة" إنّ "الأتراك قاموا بوضع دشم، وتأمين حماية الرتل من خلال السواتر الترابية وبعض الجدران الإسمنية"، وأنّ "العسكر الأتراك ينتظرون قرار القيادي؛ من أجل متابعة المسير باتجاه مورك، أو إقامة نقطتي مراقبة على مشارف الخان".

وبحسب المصادر فإنّ الخلاف الذي يحول دون الاتفاق بين ضامني أستانا، هو ماهية القوات التي ستبسط نفوذها على (الخان)، حيث تصر أنقرة على تمركز قوات محسوبة عليها في المدينة، فيما الروس يرفضون أي خيار حتّى الآن سوى تسليمها لميلشيات محسوبة على موسكو.

وتكتسي "خان شيخون" أهمية كبيرة؛ كونها تتوسط الطرق الدولية التي تصل شمال البلاد بجنوبها، ووسطها بغربها، كما أنّها تعتبر من المدن الشاهدة على جرائم النظام بالسلاح الكيماوي، وهو الذي استهدفها لمرتين متتالين بذات السلاح.

وبصرف النظر عن المفاوضات وحالة الرتل التركي، غير واضحي الوجهة والهدف، إلا أنّ الواضح والثابت الوحيد في مشهد جنوب إدلب هو قصف النظام لمناطق متفرقة في المنطقة، وسيطرته على تل ترعي ومحاولته التقدّم على الخنازير من أجل فتح طريق لخزانات الخان، ومن ثم إحكام الطوق على المدينة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق