"انزع القدسية عن كل شيء، تحرر!" دعوة تطلقها إلهام عاشور، ابنة مدينة عزاز في ريف حلب، من خلال نشاطها في مجال حقوق الإنسان للتحرر من الموروثات الثقافية الظالمة للمرأة، وتغيير الظرف الحالي، وتطويره لتحسين مكانة المرأة المجتمعية.
بعد تخلص المنطقة من حكم "داعش" بدايات عام 2015، بدأت إلهام تأسيس "سوريانا" كأول فريق نسوي لدعم قضايا المرأة في المدينة، والمساهمة بالتخلص من الآثار السلبية التي أفرزها التنظيم خلال فترة وجوده، وما رافقها من ممارسات مجحفة حددت دورة المرأة بذريعة مخالفة الدين.
تحدثت رندة، قريبة إلهام وزميلتها في العمل، لـ"روزنة" عن صعوبات العمل المدني في بداياته في اعزاز، إذ كانت المنطقة تفتقر للوعي بأهمية المنظمات الإنسانية والحقوقية، ناهيك بالرواسب العاقلة التي خلفها التنظيم، وخاصة فرض النقاب على السيدات من قبل الهيئة الشرعية في اعزاز، وإجبار عدد كبير من السيدات على ارتدائه، ومن بينهن إلهام، التي ارتدت النقاب لمدة يوم واحد لكي تتمكن من الذهاب إلى عملها في إحدى المدارس لتدريس الاطفال.
ترى إلهام أن إطلاق "سوريانا" كان بدايةً لتأسيس العمل المدني في المنطقة التي كانت تفتقر لأي نشاط من هذا النوع تلك الفترة، وتضيف: "كانت فكرة وجود اي تجمع نسوي غير مقبولة مجتمعياً، إذ كانت خطب يوم الجمعة في المساجد تحارب عمل المرأة بحجة أنه يشجع على الاختلاط في المنطقة المحافِظة، وكانت الأعمال المدنية تقتصر على الإغاثة وفقط والاستجابة العاجلة، من دون التركيز على العمل الحقوقي، وقضايا حقوق الإنسان، والمرأة، ومناصرة القضايا العادلة".
تشغل إلهام منصب مديرة المتابعة والتقييم في مكتب التنمية المحلية في أعزاز، إضافة إلى نشاطاتها الحقوقية، والتطوعية في مهنة التدريس، وتسعى إلى الوصول إلى أكبر عدد من السيدات في المنطقة، وبخاصة ممن كانت لهن تجربة زواج سابقة من أشخاص ينتمون لـ"داعش"، والعمل على بناء قدراتهن، وزيادة معرفتهن بحقوقهن، ودورهن المجتمعي في الأسرة والمنطقة، وتضيف أن عزاز هي المدينة الأقل تأثراً بداعش مقارنة بالريف الشرقي للمدينة.
كما تعمل إلهام في مكتب التنمية على تفعيل دور النساء معنوياً واستشارياً، وزيادة أعدادهن في مختلف المجالات والمؤسسات المتواجدة في المنطقة، وترى إلهام أن النساء لم يستطعن المساهمة في صنع القرار إلى الآن، إنما ساهمن في تعزيز شفافية وحوكمة المجالس المحلية، وذلك بوجود 12 موظفة في مجالس ريفي حلب الشمالي والشرقي في أقسام مختلفة، الأمر الذي يدعو إلى عضوية سيدات في المجالس المحلية أيضاً، من دون أن يقتصر وجودهن فقط على صفة موظفات.
ويشيد معن الشيخ نايف أحد النشطاء في منظمات المجتمع المدني في اعزاز، بعمل إلهام في فترةٍ وصفها بالصعبة، وذلك لإيمانها في قضيتها للدفاع عن حقوق المرأة والمساواة الجندرية في المجتمع.
وتشير إلهام إلى الأثر الإيجابي الذي أوجده النزوح الذي ساعد على التعرف على ثقافات من مناطق سورية مختلفة، ما ساهم بانفتاح المجتمع وتشجيع السيدات المقيمات في المنطقة على دخول ميادين العمل المختلفة، مؤكدة أن "السيدة يجب أن تترك أثراً أين ما كانت"، لذلك علينا العمل والمتابعة لتحقيق وجودنا الفعال في مختلف المجالات .
الكلمات المفتاحية