داعش يقترب من إعلان عودة أنشطته الإرهابية!

داعش يقترب من إعلان عودة أنشطته الإرهابية!
أخبار | 10 أغسطس 2019

رجح باحث إستراتيجي استعداد تنظيم "داعش" الإرهابي للظهور مجدداً في سوريا أو في منطقة جديدة قريبة منها.

وقال الباحث الاستراتيجي ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإعلامية والسياسية؛ عامر السبايلة؛ خلال حديثه لـ "روزنة" أن إعلان تولي زعيم جديد يخلف للبغدادي في مثل هذا الوقت وبالتزامن مع تقارير أميركية تؤكد استعادة التنظيم لقوته تدريجياً؛ يشير بشكل من الأشكال أن التنظيم مازال جزء من المشهد و أن هناك استعدادات لظهوره مجددا خلال الفترة المقبلة. 

وتابع حول ذلك بالقول: "إن المنافسة بين التنظيمات تدفع تنظيم داعش لمحاولة البقاء في الساحة؛ وهذا جزء من استراتيجية التنظيم بحيث يبقى محطة جذب للمقاتلين الجدد".

وكان تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، نشره موقع "فرونت لاين" الأميركي واطلع عليه "روزنة" حيث حمّل التقرير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسؤولية إعادة انتشار مسلحي تنظيم "داعش" في مناطق من سوريا والعراق، واعتبر التقرير أن قرار ترامب بسحب قوات أميركية من سوريا، ساعد "داعش" دون قصد على تنظيم صفوفه مرة أخرى.
 
 
وأوضح التقرير أن "تنظيم داعش واصل تحوله من قوة مالكة للأراضي إلى تمرد في سوريا؛ كما ذكر التقرير أن تخفيض عدد القوات الأميركية في سوريا، الذي أعلنه ترامب في نهاية العام الماضي، ساهم في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

الباحث والخبير في شؤون الجماعات الجهادية؛ حسن أبوهنية قال في حديث لـ "روزنة" أن طبيعة تكتيكات تنظيم داعش اختلفت بعد هزيمتهم في الباغوز شهر آذار الماضي، فمنذ لم يعد يسيطر على الأرض بات يعتمد على حرب العصابات.

وأضاف أبوهنية "أيضا فإن التنظيم بات يعتمد على تنفيذ هجمات صغيرة مبتعدا عن العمليات الهجومية الكبيرة التي تجلب الضوء على استمرار تواجد خلاياه؛ وإن كان قد نفذ خلال الفترة الماضية بعض الهجمات الكبيرة بحسب ما تحتاج تكتيكاته". 

اقرأ أيضاً: الاستخبارات العراقية: "البغدادي" مشلول لكن نفوذه ما زال قويا

ولفت إلى الإحصائيات التي تشير بأن التنظيم ومنذ أيلول 2017 نفذ أكثر من 1500 من الهجمات الصغيرة  في مناطق شرق الفرات فقط، وتابع: "هذه الهجمات لا تجلب الإعلام بحيث تكون عبارة عن غزوات وكمائن؛ إلا أن هناك هجمات يومية للتنظيم في المنطقة هناك، فهو محافظ على هذه العمليات وهي أيضا مرشحة للارتفاع في شرق الفرات".

واعتبر أبوهنية أن للتنظيم خطة وإعادة هيكلة تقوم على عدم قيام بعمليات تحتاج قوات كبيرة  و إنما يتبع تكتيكات تعتمد على العبوات الناسفة والكمائن والقنص؛ وفق تعبيره.

وكان الإعلام المحسوب على تنظيم "داعش"، ذكر أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، رشّح العراقي عبد الله قرداش، خليفةً له، وذكرت وكالة "أعماق" أن البغدادي، رشح التركماني الأصل عبد الله قرداش، من قضاء تلعفر غرب الموصل "لرعاية أحوال المسلمين"، وفق تعبيره.

وكان قرداش سجيناً سابقاً في سجن بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق الذي كانت تديره القوات الأميركية في حينها بعد عام 2003؛ وهو نفس السجن الذي كان البغدادي موجوداً فيه بنفس الفترة، وبالتالي فإن العلاقة الوثيقة بين الرجلين، البغدادي و قرداش، وتعود جذورها الى ما قبل قرابة 16 عاماً.
 
 
وبحسب تقرير لجهاز الأمن الوطني العراقي المعني بملف الإرهاب والجماعات الإرهابية، كشف عنه يوم الخميس 8 أغسطس 2019، يمكن لتولي قرداش أن ينقل تنظيم الدولة الإسلامية الى مرحلة خطيرة للغاية من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية.

ونهاية تموز الماضي، قال رئيس "خلية الصقور" التابعة للداخلية العراقية، أبو علي البصري، إن البغدادي موجود في سوريا، وأجرى تغييرات لتعويض الإرهابيين الذين قُتلوا خلال السنوات الماضية، وذكر البصري أن البغدادي يعاني من شلل في أطرافه بسبب إصابته بشظايا صاروخ في العمود الفقري خلال عملية لخلية الصقور بالتنسيق مع القوات الجوية أثناء اجتماعه بمعاونيه في منطقة هجين جنوب شرقي محافظة دير الزور، قبل تحريرها عام 2018.

وبالعودة إلى تقرير البنتاغون فإن تنظيم "داعش" يضم ما بين 14 و18 ألف مسلح، ينفذون الآن عمليات اغتيال وهجمات انتحارية، وينصبون الكمائن ويدبرون حرق المحاصيل في سوريا والعراق، بخلاف نشاطهم السابق في البلدين الذي بدأ عام 2014 بهدف الاستيلاء على الأراضي وكسب مساحات جديدة.

قد يهمك: واشنطن: الأسد لم ينتصر في سوريا وهو من خلق داعش

وحذر التقرير من أن "داعش" وجد مصدرا للعائدات مرة أخرى، عن طريق ابتزاز المدنيين في البلدين، وعمليات الاختطاف للحصول على فدية، وجني الأموال من عقود إعادة البناء، وهذه الطريقة اللامركزية لجمع المال، على عكس نظام الضرائب والإيرادات المفصل الذي استخدمه "داعش" خلال فترة قوته، تجعل من الصعب تتبع الدخل.

ويرى التقرير أن مخيم الهول الذي يضم آلاف من النازحين في الحسكة شمال شرقي سوريا، يعد مكانا مثاليا لتجنيد أعضاء جدد في "داعش"، حيث لا تبدو القوات الحكومية قادرة على حماية المنطقة من المسلحين، كما أن قلة الدعم الأميركي للحفاظ على ظروف آمنة أو مواجهة دعاية "داعش" فتح الباب أمام أنشطة التنظيم.

وقبل أسبوع حذر تقرير أميركي لمعهد "دراسات الحرب" من أن تنظيم داعش "لم يهزم" ويستعد للعودة مجدداً وعلى نحو "أشد خطورة"، رغم خسارته للأراضي التي أعلن عليها إقامة ما يسمى "دولة الخلافة" في سوريا والعراق. 

وقال التقرير، إن التنظيم اليوم أقوى من سلفه "تنظيم القاعدة" في العراق في عام 2011 حين بدأ يضعف، وأشار إلى أن تنظيم "القاعدة" في العراق كان لديه ما بين سبعمائة وألف مسلح آنذاك، بينما كان "داعش" لديه ما يصل إلى 30 ألف مسلح في العراق وسوريا في آب 2018، وفقاً لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق