كشف بن رفعت الأسد الجرائم التي ارتكبها النظام والعائلة الحاكمة بحق الشعب السوري، متحدثاً عن تفاصيل من خلال رسالة وجهها إلى شقيقه دريد، والذي تبرأ منه ومن ذويه.
وشدد فراس، أمس الأحد، على صفحته في "فيسبوك"، أنه يرفض الانتماء إلى عائلة الأسد ويرفض أن يكون عميلاً رخيصاً للأجانب كما فعلوا هم، قائلاً: "إن عائلة الأسد تمتلك ألف وجه ووجه، ولا تعرف الضمير أو الإنسانية".
ولم يتنازل عن رأيه بعائلة الأسد التي نعتها بالظالمة والمستبدة خلال سنوات حكمها واصفاً بأنهم: "قتلة ومجرمون، قتلوا الأبرياء، واغتصبوا النساء في السجون، ودمروا البلاد وأخضعوها للاحتلال الأجنبي، وسحقوا الشعب وتسببوا بقتل مئات الآلاف، من أجل كرسي".
وتابع أن أكثر من مئة ألف علوي فقير قتلوا لحماية آل الأسد، فيما قتل أكثر من نصف مليون سوري بسبب الاستبداد والقمع.
وبرأي فراس فإن الشعب السوري ثار ضد النظام السوري بعدما أوصلوه إلى حالة من اليأس والانفجار على حد قوله، بسبب عشقهم للسلطة والزعامة والحكم والمال.
آلاف السوريين المؤيدين وبخاصة في المناطق الساحلية قتلوا في معارك النظام ضد المعارضة، لم يأبه او يكترث لهم، هذا ما أشار إليه فراس الأسد بقوله: "بيت الأسد يكنزون الذهب والألماس والآثار بينما يموت الفقراء على الجبهات دفاعاً عن النظام وهم يهتفون له".
و"كان بإمكان النظام وبقليل من التواضع أن يتفادى خسارة عشرات آلاف الشباب من المناطق الساحلية المؤيدة له، والذين وجدوا أنفسهم يقاتلون لحمايته، بينما كان شباب بيت الأسد يملؤون الشوارع ضجيجاً بالسيارات الفارهة، وفي المقاهي"، وفق فراس.
واستنكر على دريد عدم مشاركته في ساحات القتال وإخوته، لكونهم من مؤيدي النظام، متسائلاً : " ماذا عن دماء مئات الآلاف؟ أليسوا بشراً مثلكم؟ هل أولادكم أغلى من أولاد الفقراء؟".
وبعد الدعم الذي قدمته روسيا وإيران للنظام استكان لهما، وفق فراس، إذ أصبحتا الآمر الناهي في تقرير مصير سوريا وشعبها قائلاً: "هل كان حافظ ليرضى على نفسه أن يصبح لافروف و سليماني يأمران و ينهيان في أمر سوريا؟ والله لكان علق مشنقة عاطف نجيب و رامي الحرامي في ساحات درعا و دمشق محاولة منه لإرضاء الشعب السوري و تفادي انهيار البلاد".
وعن خلافه مع عائلته أوضح أنهم "تخلوا عنه منذ 21 سنة، بسبب رفضه زيارة أبيه رفعت الأسد أو التحدث إليه هاتفياً، كما وحرم باسل شقيق بشار الأسد دريد من متابعة المنافسة في بطولات الفروسية، قائلاً: إن الناس لا تتحمل بطلين من بيت الأسد".
اقرأ أيضاً: لماذا لا يرفع السوريون في أوروبا دعاوى ضد رفعت الأسد؟
ورد عليه شقيقه دريد على صفحته في "فيسبوك" قائلاً: "الفرق بيني وبين فراس، بأنك حين تكتب وتنشر تسعد العدو وتحزن المحب، بينما حين أكتب وأنشر فإنني أسعد المحب، وأحزن العدو"، متوعداً إياه بأنه لن يكف عنه حتى يكف عن أبيه، رفعت الأسد.
كما نشر فراس عن تفاصيل الصراع بين والده رفعت وعمه حافظ خلال الثمانينيات، قائلاً إن والده قائد سرايا الدفاع طلب من أحد ضباطه الكبار أن ينشر خبراً بين الضباط والجنود مفاده أن "سيادة القائد" أي حافظ الأسد، تعرض لمحاولة اغتيال، ولكن الرصاص الكثيف الذي أطلق عليه عجز عن اختراق جسده.
ولفت فراس إلى أن والده أراد أن يوصل معلومة للمقاتلين ألا وهي أن "جسد القائد لا يستطيع الرصاص اختراقه"، على اعتبار أن تلك الفكرة ليست غريبة عن ثقافتهم، إلا أن الضابط لم يجد تشجيعاً على الفكرة فاقنع قائده بالعدول عنها لكونها تؤثر سلباً على معنويات الجنود.
وأشار إلى أنه في ذلك الوقت الكثير من ضباط سرايا الدفاع في تلك المرحلة النهائية من الصراع باتوا مخترقين من قبل حافظ الأسد، وظهر الخلاف بشكل واضح جداً بين الأخير وشقيقه رفعت قائد سرايا الدفاع.
وخرج رفعت الأسد شقيق الرئيس السابق حافظ الأسد من سوريا عام 1984، على خلفية محاولة انقلاب فاشلة على أخيه الحاكم، والذي كان يشغل منصب قائد سرايا الدفاع، واتهم بافتعال مجزرة حماة عام 198.
واعتبر دريد أن كلام شقيقه فراس افتراء وتأليف بقوله: " يبدو أنك نسيت حين أجرى والدنا عملية انتشال شظية قنبلة من ساعده في مشفى الطب الجراحي بدمشق، والتي تلقاها حين ساهم في الحركة التصحيحية، واستقرت في عضده لأكثر من عشر سنوات ".
وعاش فراس الأسد في مدينة جنيف السويسرية عقب خروجه من سوريا بعمر 13 سنة، ولا يعرف مكان إقامته الآن لعدم تصريحه عن ذلك، ويعتبر من المعارضين للنظام السوري بحسب ما أكد في منشوراته، حتى أصبح على خلاف كبير مع جميع أفراد عائلته.
وليست المرة الأولى التي تدور فيها مساجلات بين الشقيقين، وسبق أن كتب فراس مذكرات خلال الأعوام الماضية أغضبت شقيقه ودفعته لتهديده بالقتل، حيث قال فراس في كانون الثاني عام 2017، إن " دريد رفعت الأسد، يهددني بأنهم سوف يحفرون قبري إن تابعت في كتابة ذكرياتي التي أنشرها على الفيسبوك".
كما انتقد فراس ابن عمه ماهر الأسد وقواته ضمن "الفرقة الرابعة" بسبب اقتحامهم منزله في دمشق خلال شهر شباط الفائت، وإحراقهم كتبه وأغراضه الشخصية.
الكلمات المفتاحية