المخدرات والكبتاجون الداعم الاقتصادي الجديد للنظام ..

المخدرات والكبتاجون الداعم الاقتصادي الجديد للنظام ..
الأخبار العاجلة | 02 أغسطس 2019

لم تعد عمليات تهريب المخدرات هي التي تغزو الأسواق السورية قادمة من دول الجوار، تتحدث الأرقام الأخيرة عن ارتفاع نشاط هذه التجارة الغير مشروعة، حيث لم تقتصر على غزو  الاسواق المحلية بل تقتحم الأسواق المجاورة، قادمة من سوريا .

في آخر عملية ضبط عملية تهريب مخدرات من الداخل السوري أعلن الجيش الأردني يوم الأربعاء المصادف الأول من شهر آب، عن ضبط محاولة تهريب مليون و60 ألف حبة من حبوب الكبتاغون المخدرة، قادمة من الأراضي السورية.

 بيان الجيش الأردني تحدث العثور على 49 ألف و900 حبة ترامادول و200 ألف حبة كبتاغون وتحويلها إلى الجهات المختصة"  بعد فرار عشرات الأشخاص كانوا يتسللون من الأراضي السورية الى الأراضي الأردنية .

حول الدعم الاقتصادي الذي قد تقدمه تجارة تهريب المخدرات للنظام السوري  قال لنا الخبير في الشأن الإقتصادي يونس الكريم أن المخدرات هي طوق النجاة للنظام وحلفائه بسبب العقوبات الاقتصادية الأخيرة، وهي أحد أساليب  الدعم المادي لبقاء الأسد وآلته العسكرية .

وأضاف اليونس قائلا أن الحليف الإيراني له باع في هذه التجارة  وخصوصا أصحاب الجنسية الأفغانية والتي تعتبر أكبر منتج مخدرات على مستوى العالم.

 وأشار يونس الكريم أن المافيا الروسية تشتهر بتجارة المخدرات في أوروبا والعالم، وتابع قائلا :" استغلوا الوضع والفوضى في سوريا واكتشفوا طريق جديدة إلى الخليج العربي والأسواق العربية، وبسبب غياب الدولة السورية مقابل تشكل أمراء حرب  المسيطرين على الطرقات ازدهرت هذه التجارة في البلاد" .

وعن كيفية تبيض أموال هذه التجارة  في الداخل السوري قال اليونس حزب الله متمرس بتبيض أموال المخدرات كما يفعل في أميركا الجنوبية، وجزء في البلدان العربية، وأفريقيا والآن في سوريا.

 
الخبير الإقتصادي يونس الكريم 

تطرق اليونس  إلى الوضع الإقتصادي منوها أن سوريا تعاني من انهيارات في العملة بالمقابل تشهد   استثمارات ضخمة لايعرف من يشترك في هذه الإستثمارات أشخاص من خلفيات غير معروفة ومن جنسيات مختلفة، وأضاف  أنها احدى أساليب تبييض الأموال، إضافة إلى بيع و شراء أسهم في البنوك وتعتبر هذه الأسهم هي العملة الأساسية لتحويل الأموال الغير المشروعة الى مشروعة، وتابع :" البلد ترزح الآن على أثر تضخم كبير، والناس بحاجة للأموال، ويتم شراء عقارات لأفراد وشخصيات  غير معروفة".

بالمقابل سوريا الآن تشكل أحد أماكن جذب أموال غير مشروعة و تبييض الأموال وفق الخبير الإقتصادي ، مشيرا إلى أن كل من يريد  تنظيف أمواله،بإمكانه أن يجعل دمشق ملاذ ضريبي آمن، بإستثمار هذه الأموال هناك وجعل هذه الأموال المشبوهة، ضمن عمليات شرائية معينة وإدخالها عبر الفاسدين والمتحكمين بمراكز القرار في سوريا ، من ثم إعادة تبيضها، لتخرج من سوريا على أنها أموال نظيفة تمامآ .

ورجح كريم اليونس أن مايحصل الآن في سوريا هو يشبه ما يحصل في بعض دول أميركا اللاتينية، مردفا "المافيات بدأت تتغلغل عبر الدولة وعبر الشركات الخاصة والسيطرة على المؤسسات السيادية في الدولة، وكل ما يحدث الآن يؤكد أن المافيات التي أصبحت ذاتية التمويل بفضل التجارة غير المشروعة  من مخدرات بات يصعب القضاء عليها، وبالتالي أصبحت هذه المافيات متحكمة في القرارت والسيادة، ورجح اليونس أن هذه المافيات تشارك أيضآ بدعم عدم انهيار الدولة الحالية، بحيث تستمر استغلالها واستغلال الظرف الحالي لتبقى على تجارته الغير مشروعة. 

وكانت السلطات اليونانية أعلنت، في 6 من شهر تموز الماضي، ضبط أكبر كمية حبوب مخدرة في العالم قادمة من سوريا، فيما يؤكد  مسؤولو النظام دائمآ أن سوريا هي دولة مرور وليست بلد انتاج وتصدير.


 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق