بعد حذف أصفار العملة... هل تُخفف إيران أزمتها الاقتصادية؟

بعد حذف أصفار العملة... هل تُخفف إيران أزمتها الاقتصادية؟
اقتصادي | 01 أغسطس 2019

رجّج خبير اقتصادي استمرار التضخم وحالة الحصار التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني؛ رغم إقرار الحكومة الإيرانية الخاضعة لعقوبات قاسية خطة لحذف الأصفار من عملتها يوم أمس، واستبدال الريال الحالي بـ"التومان".

واعتبر الباحث الاقتصادي خالد تركاوي خلال حديثه لـ "روزنة" أنه و على وقع تدهور الاقتصاد وانهيار سعر العملة فإن الاقتصاد الإيراني سيتعرض لنكسات أخرى خلال المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن التكاليف ستكون كبيرة على طهران من خلال عملية طرح العملة و استبدال الأوراق النقدية القديمة بأوراق جديدة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مؤتمر صحفي في طهران؛ الأربعاء، إن "الحكومة أقرت اليوم مشروع قانون لحذف أربعة أصفار من العملة، والتومان سيكون عملتنا الوطنية".

وتواصل قيمة الريال الإيراني التدهور منذ العام الماضي، وقبل ثلاثة أعوام كان الدولار الأميركي يساوي 37 ألف ريال إيراني، لكن العملة الإيرانية تدهورت بشكل كبير العام الماضي ليصبح الدولار الواحد يساوي 180 ألف ريال.

وسُجّل هذا التدهور الكبير في قيمة الريال بعدما أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العام الماضي، انسحاب الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015، وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران.

وتشكّلت حينها طوابير طويلة أمام مكاتب الصيرفة قبل أن تقرر الحكومة الإيرانية توقيف أصحاب مكاتب الصيرفة غير المرخّص لهم بالعمل وتجميد حسابات المضاربين، وحاليا يساوي الدولار الواحد 120 ألف ريال في التعاملات الفردية، علما بأن سعر الصرف الرسمي هو 42 ألف ريال للدولار الواحد.

تركاوي أشار خلال حديثه لـ "روزنة" إلى أن حذف 4 أصفار من العملة سيكون لها فائدة فقط من ناحية التسهيل على المواطنين العاديين من حمل الكثير من العملات الورقية؛ كما أنها أيضاً تسهل الحسابات أكثر في ظل موجة ارتفاع الأسعار الحادة؛ إلا أنه أكد بأن التضخم سيبقى مستمراً كما أن العملة ستشهد مزيداً من الانخفاض. 

وتابع: "الحكومة ستتحمل الكثير من النفقات لاستبدال العملات ولن تكون المسألة سهلة من الناحية الفنية، وأما المستثمرون ستنطلق منهم هزة ثقة جديدة بالاقتصاد الإيراني ورجال الأعمال كذلك الأمر، فهم لن يروا بالمسألة سوى ضحك على المواطن الذي لا يملك سوى الاعتراف بالعملة الجديدة التي ستسمى التومان الجديد والتي تعتمد في قوتها الشرائية على الثقة بالحكومة، وهي التي تواجه تحديات خارجية وداخلية لا تجعل عاقلاً يثق بها إلا إذا كان مجبراً على هذه الثقة".

اقرأ أيضاً: الصراع الروسي الإيراني يرخي بظلاله على سعر صرف الليرة السورية

وسترسل الحكومة الإيرانية مشروع القرار إلى البرلمان لإقراره، بحيث تصبح كل 10 آلاف ريال توماناً واحداً، ويبقى التعامل بالريال بين البنوك فقط، وهذا يحمل معاني كثيرة، تصب كلها في خانة التعامل مع التراجع المرير لقيمة العملة وتهاوي سعر صرفها محلياً ودولياً.

وتلجأ الحكومات إلى حذف أصفار عندما تفقد عملتها القوة الشرائية، ويكون ذلك بديلاً عن إصدار فئات كبيرة من العملة، ومع اشتداد العقوبات الخانقة على طهران، تعمق تهاوي العملة، ولم يعد أمام البنك المركزي سوى تجربة حذف أصفار من الريال الإيراني في محاولة للتكيف مع التضخم المتصاعد جراء التدهور المطرد الذي تعانيه البلاد.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها طهران بحذف الأصفار، ففي عام 2017 اضطر المركزي إلى حذف صفر واحد، أما هذه المرة فالتوصيات تتحدث عن حذف 4 أصفار، ومع هذا الحذف، فإن المليون ريال إيراني سيساوي 100 ريال فقط.

وكانت العملة الإيرانية هوت مقابل الدولار خلال العامين الماضيين بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع التضخم بـ 30 بالمئة، ما جعل الدولار الأميركي يقفز بنسبة 221 بالمئة أمام الريال الإيراني.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق