"واجبي الإنساني تجاه المجتمع، دفعني لتقديم يد العون للسيدات والأطفال، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المدنيون، من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية والمدنية، كما أن واجبنا كمعلمين يحتم علينا دعم مجتمعاتنا المحلية"، هكذا تبدأ آمنة حديثها لروزنة.
آمنة مخباط، مسؤولة التواصل في "مكتب المرأة ورعاية الطفل" في قرية بل الشون، التابعة لجبل الزاوية في محافظة إدلب، إضافة إلى مهنتها الأساسية في التعليم.
يقدم "مكتب المرأة ورعاية الطفل" برامج تدريبية للسيدات تتناسب مع احتياجاتهن، وتتنوع بين التأهيل المهني والتعليمي، كما يقدم برامج تعويضية للأطفال، لتدارك ما فاتهم من سنوات تعليمية بسبب ظروف الحرب، وتقول آمنة: نفذ المكتب أخيراً حملةً تحت اسم "لا تكسروا قلمي" تتطالب المنظمات الدولية بإعادة الدعم المالي للعملية التعليمية.
تضيف آمنة: "على رغم أنني سيدة عاملة ومعلمة طيلة 17 عاماً، إلا أن عملي في مكتب المرأة والطفل قوبل في البداية بردود فعلٍ متفاوتة، لكن بعد الآثار الإيجابية للأنشطة المجتمعية التي ترافقت مع نضوج مفهوم العمل المجتمعي، اندفع السكان المحليين لمتابعة برامج المركز، والمشاركة الفعالة في تنظيم النشاطات واقتراح افكارٍ تتناسب مع احتياجات المجتمع المحلي.
يمكن الاستماع إلى قصة آمنة عبر هذا التسجيل:
نالت آمنة أيضاً دعم أسرتها، التي تشجع تعليم الفيتات، ليصبحن عاملات مستقلات، كما يقول محمد شقيق آمنة.
مريم مخباط "عضو مكتب المرأة ورعاية الطفل" قالت، إن المكتب كان له دور كبير في تنمية الوعي العام في المنطقة، وفتح فرص لتعليم مهارات جديدة ضمن المجتمع المتعطش للبرامج التأهيلية، "أملاً بوضع لبنةٍ بغية بناء دور ٍللفتيات، وتعزيز مهاراتهن ليقمن يواجبهن المجتمعي في جبل الزاوية".
تتأثر فعالية البرامج التأهيلية، التي يقوم بها المكتب بعوامل عدة أهمها استمرار موجات النزوح المتكرر، المتزامنة مع اشتداد العمليات العسكرية، والقصف الجوي الذي يطال مدن وبلدات إدلب، إضافة إلى نقص الإمكانات المادية للمكتب التطوعي، بحسب آمنة.
دعت آمنة إلى تشكيل كيان واحد يضم جميع الناشطات المجتمعيات، اللواتي أثّرن إيجابياً في مجتمعاتهن المحلية كي "تتوحّد جهودهن المتفرقة، وتؤتي ثمارها الحقيقية"، وتؤكد أن العمل المدني يمنحها شعوراً بالرضا الذاتي، لأنها تقدم خدماتها لمجتمعها المحلي.
الكلمات المفتاحية