أصدرت ولاية إسطنبول، اليوم الإثنين، بيانا خاصا وعاجلا للأجانب عموما والسوريين خصوصا، الذين يعشون في نطاق الولاية، محددة نقاط قانونية جديدة للحد من الهجرة غير الشرعية.
وقالت الولاية في البيان، إنه “تم إعطاء مهلة حتى تاريخ 20 آب/أغسطس 2019 للأجانب من الجنسية السورية الذين يملكون بطاقات حماية مؤقتة مسجلة في ولايات غير ولاية إسطنبول ويعيشون في إسطنبول، كي يعودوا إلى الولايات المسجلين فيها”.
وشددت ولاية اسطنبول في بيانها أن “الذين لا يعودون ضمن هذه المهلة المؤقتة، سيتم ترحيلهم إلى الولايات المسجلين فيها، وذلك وفق تعليمات وزارة الداخلية”.
وتابع البيان أن “الأجانب من الجنسية السورية الذين ليسوا تحت الحماية المؤقتة، وغير مسجلين أو ليس لديهم إقامة، فإنه سيتم ترحيلهم إلى الولايات المحددة من قبل وزارة الداخلية”.
وذكر رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار غزوان قرنفل حول ما صدر من بيان، التعليمات الداخلية بإلزام حاملي بطاقة الحماية بالعودة إلى المحافظات التي استخرجوا منها أوراقهم وإقامتهم فيها، وهذا أمر قانوني وطبيعي ومن حق الدولة التركية، لأنها الأدرى بمصالحها العليا بما يخص التوزيع الجغرافي للكتل البشرية للاجئين، بالمقابل لا يحق للإدارات التركية أن تقوم بأي ترحيل تعسفي لأنه يناقض الاتفاقيات الدولية المعمول بها والتي وقعت عليها تركيا.
من جهته فراس أوغلو الخبير بالشؤون التركية العربية قال إن هناك نصف مليون سوري يعيش باستنبول على نحو غير قانوني، وهذا ما تم اعتباره "فلتانا أمنيا" حسب وصفه، ومع وصول المعارضة إلى ترأس بلدية استنبول ، وجدت الحكومة التركية نفسها مضطرة للتحرك.
البيان التركي شدد أنه “تم إغلاق باب التسجيل الجديد للحماية المؤقتة في ولاية إسطنبول”.
وبهذا الإطار يشير قرنفل إلى أن مسألة الترحيل القسري لكل من لا يحمل بطاقة الحماية المؤقتة يعتبر كارثة حيث يدفعنا إلى السؤال لماذا لم يمنح هؤلاء وهم مضى على وجودهم أكثر من عامين، وأرجأ هذا السبب ربما لوجود تخبط إداري في بعض الولايات التركية بما يتعلق بإصدار بطاقة الحماية "الكمليك"، وهو ما انعكس سلبا على السوريين المتواجدين في تركيا، والذين اضطروا للتنقل من ولاية لأخرى في محاولة استخراج هذه البطاقة من أجل قوننة إقامتهم في تركيا، أو اللجوء لسماسرة لم يحققوا هذه الغاية، بل على العكس قاموا باستصدار بطاقات حماية مزورة وهو الأمر الأسوأ.
من جهته دافع فراس أوغلو عن خطوة ترحيل عدد من اللاجئين السوريين إلى داخل الأراضي السورية يوم أمس بالقول إن من أسباب إعادة بعض السوريين إلى سوريا، هو تشجيع المجتمع الدولي على إنشاء المنطقة الآمنة المرتقبة.
وحول أمن "المنطقة الآمنة" اتفق أوغلو أن هناك أخطاء تكتيكية وقانونية واضحة بالقرارات التركية تجاه الأزمة السورية، وأكد وجود دفاعات جوية في جرابلس، وإمكانية وجوبها على الأغلب في عفرين، وبالتالي حسب الخبير التركي فإن هذه المناطق آمنة بالكامل وهي بحاجتهم لإعادة إعمارها.
واستبعد أوغلو أن تزيد قرارات الحكومة التركية من خطاب الكراهية وتضاعف الاعتداءات ضد اللاجئين السوريين، وقال إن تركيا بلد محكومة بقانون قوي، وهو ما سيجعل هذه القرارات لا تتجاوز حدود تطبيقها.
غزوان قرنفل
فراس أوغلو