شكّك مواطنون بمصداقية مديرية صحة حلب ، بعد إصدارها بياناً، تحدّثت فيه عن قيام مستشفى خاص في المدينة بكافة الإجراءات الإسعافية لعدد من الجرحى كانوا قصدوها منذ يومين بعد قصف طال الأحياء الغربية.
وقالت "شبكة أخبار حي الزهراء بحلب"، كما أكد مواطنون على "فيسبوك"، أمس الاثنين، أن مسؤولي مستشفى "الرجاء" الخاص رفضوا إسعاف الجرحى عقب قصف استهدف منطقة حلب الجديدة، قبل أن يدفعوا أجرة الإسعاف، ما يعتبر ذلك مخالفاً لقوانين وزارة الصحة.
وذكرت "الشبكة" أنّ الجرحى تركوا في المستشفى دون إسعافهم لعدم دفعهم أجرة الإسعاف والضماد والتي تبلغ قيمتها 100 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، كما خيّر مسؤولو المستشفى أهل الطفلة سندس التي أصيبت بشظايا وصلت إلى الدماغ، إما بدفع أجرة العملية المستعجلة والتي تبلغ قيمتها 500 ألف ليرة، أو الذهاب بها إلى مستشفى حكومي.
وشكلت مديرية الصحة لجنة للتحقيق في رفض المستشفى إسعاف الجرحى مجاناً، وأصدرت بعد ذلك بياناً قالت فيه: "إن المشفى استقبل جميع الجرحى والمصابين مجاناً، بما فيهم الطفلة سندس والتي وصلت إلى المستشفى وهي مصابة بشظايا وصلت إلى الدماغ".
وأشارت "الشبكة" إلى أن موظفي المستشفى أسعفوا الطفلة والجرحى بعدما انتشر خبر رفضهم إسعافهم.
وبيّنت اللجنة في تقريرها، بأنّ "الموظفين قاموا بكافة الإجراءات الطبية اللازمة للطفلة سندس، وقدم لها كافة إجراءات الإنعاش وتم إدخالها غرفة العمليات، لتوضع بعدها في العناية الجراحية على جهاز تنفس اصطناعي مع الأدوية اللازمة والمراقبة السريرية والعصبية ".
اقرأ أيضاً: في ريف دمشق: خطأ طبي يقتل طفلة أثناء عملية جراحية
ولفت اللجنة إلى أن والد الطفلة وعمها أكدا في تصريح خطي أنه لم يتم أي تأخير في إسعافها، وأنه حدث سوء تفاهم نتيجة طلب أحد الموظفين سلفة مالية، وبعد دقيقتين تراجع عن الطلب نتيجة نتبيهه من إدارة المستشفى، بينما ذكرت "شبكة أخبار حي الزهراء"، أنّه تم الضغط على أهالي الجرحى للإدلاء بأقوالهم بأنه لم يحصل أي تأخير في إسعاف جرحاهم.
وطالب ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطعة المستشفى عقاباً له على عدم استقباله وإسعافه الجرحى مباشرة، حيث قال عبد الغني كعكة: "إن لم تتم محاسبة مستشفى الرجاء من قبل مديرية الصحة والمسؤولين، يجب علينا معاقبته من خلال إطلاق حملة لمقاطعتها"، بينما طالب آخرون بتشكيل لجنة نزيهة لتوضيح حقيقة ما حدث.
وينص قرار وزارة الصحة رقم (24/ت) لعام 2007 الملزم بتقديم المعالجة الاسعافية لكل المواطنين مجاناً على: "تقديم المعالجة الإسعافية لكل المواطنين أو المقيمين في سوريا، وعلى أي مستشفى خاص أو عام استقبال أي حالة إسعاف ترد للمستشفى و تقديم الخدمة الإسعافية الضرورية اللازمة له مجاناً بدون تاخير وفق احكام المادة /3/ من هذا القرار التنظيمي.
كما نص القرار على تخيير مريض الإسعاف أو ذووه في المشافي الخاصة بعد تقديم الخدمات الإسعافية المجانية اللازمة له بالبقاء في المستشفى، فتعتبر عندها هذه الخدمات مأجورة، أو الذهاب الى مستشفى آخر لإتمام المعالجة.
وسبق أن أحيل مدير صحة حلب أحمد عمار طلس ومسؤولين آخرين في المديرية، إلى المحكمة المسكلية، عام 2011، لإحالتهم إلى القضاء على خلفية تزوير وثائق خالية من الإيدز، وتسجيلها بأسماء أشخاص لم يتم سحب الدم منها مطلقاً.
الكلمات المفتاحية