التحرش الجنسي في العمل جريمة ويجب إيقافه

التحرش الجنسي في العمل
التحرش الجنسي في العمل

نساء | 20 يوليو 2019 | روزنة

تتهاون بعض المجتمعات مع قضية التحرش، وتعتبره جزءاً من ثقافتها، لكن الواقع والعلم يقولان إن التحرش مرض في المجتمع وتجب محاربته، حلقة (إنت قدها) تُناقش آثار التحرش على الفتاة التي تبدأ من الانزعاج، وقد تنتهي بمشكلات نفسية منها انعدام الثقة بالمجتمع وبالجنس الآخر، وأحياناً تتطور آثاره إلى أمراض عُصابية تحتاج استشارات نفسية. 

 

استخدم مصطلح التحرش الجنسي لأول مرة في نهاية عام 1970 في الولايات المتحدة, ويعود أصل المصطلح إلى دورة ألقتها لين فارلي عن المرأة و العمل في جامعة كورنيل, وفي عام 1979 قدمت كاثرين ماكينون أول دعوى على أن التحرش الجنسي شكل من أشكال التمييز الجنسي المحرم حسب قوانين الدستور والحقوق المدنية في الولايات المتحدة.


اقرأ أيضاً: التحرش الجنسي جريمة بلا أثر



ويحدث في مكان العمل أو له علاقة في بيئة العمل، ويحدث بسبب نوع الجنس, أو له علاقة بالجنس أو عن الجنس. وهو سلوك يكون غير مرحب فيه, أو غير متقبل, أو غير مرغوب, أو غير مجاب, أو غير مشترك و يؤثر على مدة العقد أو شروط العمل (quid pro quo؛ وتعني عندما يقدم المتحرش على المرأة عرض ما مقابل التحرش) أو على بيئة العمل نفسها ( أي بيئة عمل عدائية في مواصلة التحرش الجنسي).

وتؤكد توصيات الأمم المتحدة العامة رقم 19 لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة على أن تعريف التحرش الجنسي يتضمن على هذه العناصر: (فهو كل سلوك جنسي غير مرغوب فيه كالتواصل الجسدي, أو مقدماته أو تعليقات ذات إيحاء جنسي أو عرض صور إباحية, أو طلبات جنسية سواء كانت لفظية أو سلوكية. فهذا السلوك مهين وقد يشكل خطورة على الأمان والصحة, فهذا نوع من التمييز عندما تعتقد المرأة أن رفضها قد يؤثر سلباً على علاقتها برئيسها بما في ذلك وظيفتها, أو ترقيتها أو خلق بيئة عمل عدائية).


تقول سلوى عرابي، متخصصة في علم النفس، إن "تعرض السيدة للتحرش من قبل أي شخص في بيئة العمل يجعلها تشعر بأنها بلا قيمة،  وأنها مستضعفة"، موضحة أن "لجوء السيدات إلى الصمت مردّه الخجل والخوف، فالمرأة تخاف من ردود فعل أهلها والمجتمع وتخاف من اللوم الذي قد يُوجه لها في حال عبرت عن تعرضها للتحرش".

وتؤكد أن "السيدة أو المرأة العاملة عندما تكون قوية وواثقة من نفسها وتقوم بواجباتها، كل ذلك يساهم بأن تكون واضحة ولا تخجل وتعبر فوراً عن انزعاجها سواء بالشكوى لمدير العمل أو بالتوجه للشخص المتحرش بشكل مباشر وتخبره بشكل واضح وصريح أنه أزعجها وتطلب منه عدم تكرار هذا التصرف".

و يشير تقرير منظمة العمل العالمية أن التحرش الجنسي شائع أكثر عند النساء الضعيفات مثل الفتيات والمنفصلات و الأرامل والمطلقات والنساء اللاتي يقومون بمهن غير تقليدية أو المهن التي يسيطر عليها الرجال أو يعملن في القطاع الاقتصادي الغير رسمي أو مع العمال المهاجرين.

وتقول عرابي  إن الآثارالناجمة عن التعرض للتحرش تتفاوت بين أنثى وأخرى. ومن الآثار النفسية الشائعة: القلق، عدم الأمان، انعدام الثقة بالنفس، وقد يصل إلى أعراض ما بعد الصدمة، خصوصاً التحرش الجسدي.

كما يمكن أن يؤثر التحرش في الفتاة ورؤيتها للعالم وثقتها بالجنس الآخر، وعلى السيدة  أن تتشجع في رفع صوتها، وتقديم الشكوى. وأيضاً فإن التعبير هو العامل الرئيسي لوقف التحرش، فالقدرة على الكلام جزء مهم في مواجهة التحرش. 

اقرأ أيضاً: التحرش الجنسي: اللاجئون السوريون.. متهمون أم ضحايا؟


اختيار المرأة الصمت عن التحرش برأي نحاس سببه الحرص على بقائها في العمل، وتقول: "الحل برأيي هو فتح باب الشكوى لدرء هذه السلوكيات غير الطبيعية"، لأنه لو فتح المجال للمتحرش وتُرك من دون محاسبة، فسيكرر أفعاله أكثر وأكثر.

وتشير نورا إلى أن ثقافة الصمت هو سلوك معتاد من قبل  المجتمع الشرقي، وذلك بسبب الصورة الذهنية الموجودة لدى المجتمع بأن المرأة مستضعفة وأن الرجل هو السيد ويستطيع فعل ما يريد، كما ترى نحاس أن الرجل يكيل بمكيالين مع الأسف، إذا كان هو المتحرش فهو مسموح له، أما إذا تم التحرش بأخته أو ابنته أو أحد أفراد عائلته ينتفض ويفقد السيطرة على أعصابه، وعدّت أن هذه الازدواجية بالتفكير تجعل الرجل يتمادى أكثر، كما أن المجتمع دائماً يلوم المرأة فهو يبقى في وظيفته ولا يتأثر. 

وحول الحلول المقترحة على مستوى المؤسسات، يقول رائد الرفاعي، استشاري في الموارد البشرية في الدفاع المدني، إنه ينبغي أن نسعى إلى جعل بيئة العمل آمنة، ولأن ذلك من حقوق الإنسان الذي يعمل في أي مكان.

ولفت إلى أهمية وجود قوانين رادعة، إذ إنه في حال كانت هناك إجراءات رادعة فذلك يساعد في الحد من التحرش. مشدداً أن على الذي يريد العمل في مؤسسة الاطلاع على سياسات المؤسسة، ينبغي أن توجد قوانين تحد من التحرش، ونوّه إلى أنه في مؤسساتنا في سوريا لا قوانين واضحة تمنع التحرش.

وتابع: "الآن بدأ الموضوع يعالج بشكل جيد، المؤسسات تدقق حول القضية في أنظمتها، وهناك دورات وتغطية إعلامية"، وشدد على أنه يجب تدريب الموظفين على معالجة القصة، كيفية تقديم الشكوى، وعدم السكوت عن التحرش مهما كانت مرتبة الشخص المتحرش، مشيراً إلى أن توثيق هذه الانتهاكات في هذه الأيام سهل، الآن أصبحت هناك كاميرات، وتسجيل، وهذا يجعل الحصول على دليل أمراً أسهل من قبل.  

لمعرفة المزيد حول التحرش الجنسي في العمل.. تابعوا الحلقة كاملةً


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق