اعترض 30 شخص مساء الثلاثاء الفائت؛ سيارة شرطة في مدينة لايبزيغ الألمانية كانت تعتزم نقل شاب سوري إلى مطار المدينة لترحيله إلى إسبانيا.
القصة التي بدأت بالصدفة حينما شاهد جيران الشاب السوري (محمد 23 عام) الشرطة قادمة لترحيله، فقاموا بالتظاهر السلمي بداية، وسدوا الطريق بالأثاث أمام سيارة الشرطة ورفعوا أصوات الموسيقى.
في منتصف الليل كان الشاب السوري داخل سيارة الشرطة التي أصرت على ترحيله؛ ما أدى إلى تصاعد الوضع، حيث تزايد عدد المتظاهرين ليصل إلى 500 شخص.
و حوالي الساعة الواحدة والنصف أمرت الشرطة المتظاهرين بالتفرق وإخلاء الطريق، ورغم مطالبات الشرطة المتكررة إلا أن المتظاهرين لم يمتثلوا، وبدلاً من ذلك راحوا يرددون هتافات مثل "لن تفلتوا" و "خنازير، ثيران"، فاضطرت الشرطة إلى طلب قوات اضافية وفريق لمكافحة الشغب.
إلا أنه وعند الساعة الثالثة ليلاً خرج الوضع تماماً عن السيطرة، و حصلت معركة غير متكافئة؛ حيث واجه 80 شرطي 500 من المتظاهرين، استخدم فيها المتظاهرين الزجاج والبيض والأحجار، بينما استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل والهراوات.
وأصيب جرّاء الاشتباكات 11 شرطي و8 متظاهرين بجروح، فيما تحطمت 5 سيارات، وتم اعتقال ثلاثة متظاهرين.
اقرأ أيضاً: الخارجية الهولندية: عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم ليست آمنة
كان محمد قد وصل إلى ألمانيا في العام 2016 من مدينة ذات غالبية كردية في شمال سوريا عبر المغرب واسبانيا مع شقيقه البالغ من العمر 19 عام، وقدموا طلب لجوء في مدينة لايبزيغ التابعة لولاية ساكسونيا في ألمانيا، عبر مركز تقديم طلبات اللجوء القديم هناك.
و في عام 2017 رفض "المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين" طلب محمد للجوء في ألمانيا، ولم تمنحه السلطات التصريح للإقامة، لأنه وبحسب الإدارة الإقليمية المختصة في ولاية سكسونيا كان قد حصل سابقاً على إقامة في إسبانيا.
وبحسب ما نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن والد محمد وشقيقه؛ بأن محمد كان يحلم بالعمل كمهندس لميكانيك السيارات في ألمانيا، الأمر الذي حُرم منه، بينما انهارت والدته عندما أخذته الشرطة وتم نقلها إلى مستشفى سان جورج عقب الحادثة في لايبزيغ.
صباح الأربعاء، تم نقل محمد من مطار لايبزيغ على متن رحلة متوجهة إلى إسبانيا عبر مدينة فرانكفورت، ولم تكن هذه الرحلة مستأجرة لترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، بل رحلة عادية مجدولة؛ وفق ما ذكرت الصحيفة الألمانية.
قد يهمك: محاكمة أوروبيّة التحقت بداعش في سوريا منذ 6 سنوات
وعن ترحيل الشاب السوري؛ قالت شرطة لايبزغ يوم أمس الأربعاء أن محمد لم يف بالتزامه بمغادرة البلاد عقب قرار رفض طلب لجوئه.
و لفتت الشرطة بأن التحقيقات حول الاشتباكات التي وقعت أثناء التظاهرة جارية؛ مضيفة بأنهم سيقيمون ما حدث و توجيه الاتهامات للمتسببين بأعمال الشغب من خلال استخدام تسجيلات فيديو يمتلكونها.
كما نوهت الشرطة إلى أنهم اعتقلوا 3 من المشتبه بهم في أعمال الشغب أثناء تلك الليلة، وبحسب توجيهات مكتب المدعي العام فقد صدرت أوامر القبض عليهم لتسببهم بانتهاكات خطيرة للسلم العام و أذى جسدي خطير، و فيما تم إطلاق سراح واحد منهم مايزال اثنين قيد الاحتجاز، تبلغ أعمارهم 26 و 22 عامًا.
وأعلن وزير الداخلية الألماني رولاند فولر (48 عام، من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي) تعليقا على الحادثة أنه "ستتم محاسبة الأشخاص المسؤولين عن أعمال العنف هذه" بعقوبات قاسية".
الكلمات المفتاحية