"لا تلمس أخي" حملة تركية ضد العنصرية التي تواجه السوريين

"لا تلمس أخي" حملة تركية ضد العنصرية التي تواجه السوريين
أخبار | 09 يوليو 2019

ينقسم المواطنون الأتراك بين رافض وكاره للعنصرية التي يعامل بها اللاجئون السوريون في تركيا، يطالب باحترامهم ومعاملتهم بالحسنى عبر حملات تضامنية معهم، وبين مؤيد لترحيلهم من البلاد، منتقداً تصرفاتهم ووجودهم.

 
وأطلق ناشطون أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت وسم "لا تلمس أخي" (kardeşimedokunm) لوقف الاعتداء والتعرّض للاجئين السوريين في تركيا، وبخاصة في إسطنبول بعد حادثة "إكيتيلي".
 
وانتشر خبر تحرّش طفل سوري بطفلة تركية في منطقة "إكيتيلي" في إسطنبول أواخر شهر حزيران الماضي، الأمر الذي دفع الكثير من الأتراك للاعتداء على محال السوريين، ما تم نفيه لاحقاً، إذ ألقت الشرطة التركية القبض على 16 شاباً من الذين حرّضوا ضد السوريين في منطقة "إكيتيلي" وطالبوا بترحيلهم عبر وسوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق موقع "ملييت" التركي.
 
ولاقت الحملة "لا تلمس أخي" رواجاً كبيراً بين المواطنين الأتراك  تضامناً مع السوريين، حيث قال أحد المواطنين الأتراك ويدعى "إدريس أكيجي" على موقع "تويتر": "نحن ضد كل أنواع خطابات الكراهية التي تقال للسوريين الهاربين من الحرب والاضطهاد والظلم"، مرفقاً تغريدته بصورة لطفل يودع مدينة حلب.
 

 
وانتشر ضمن الحملة تسجيل مصوّر لـ"جمعية المعلومات والحكمة" فيه أطفال أتراك قالوا فيه: ": نحن مع إخوتنا السوريين، وكلنا واحد أتراك وعرب... لا تلمس أخي".
  
وقال أوغور تشوروم في تغريدة على "تويتر": " السوري ماذا يفعل؟ عندما يحارب يقال عنه إرهابي، وعندما يهرب يقال عنه جبان، وعندما لا يعمل يقال عنه مستهتر، وعندما يعمل يقولون استحوذ على عملنا، وعندما يستأجر يقولون كم هو مرتاح، وعندما يعيش في خيمة يقولون أهكذا يكون الإنسان".
 
وطالب يعقوب شيمشيك أحد المواطنين الأتراك، بنشر السلام بين الأتراك والسوريين قائلاً: "إذا لم نحب بعضنا لا يوجد لدينا إيمان".
 
بينما رأى محمد غور، أن العنصرية هو مرض، وقال: "البارحة أخوتنا البلغار، واليوم أخوتنا السوريون، حفظ الله الجميع من مرض العنصرية"، ودعا شريف أكان السوريين لعدم الخوف بقوله "لا تخف أخي، أنت مثلي بأرضك، وضيف الله، وهذا الكون لنا".
 
وبحسب موقع "كوكلو ديشيم"التركي، فإن عدداً كبيراً من الصحافيين والكتاب والأكاديميين أيدوا حملة "لا تلمس أخي" التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلين: "اللاجئون السوريون هم إخوتنا، البقاء للسوريين، ليخرج العنصريون، العنصرية هي جريمة إنسانية".
 
اقرأ أيضاً: تركيا... 10 نصائح مهمة للسوريين تحفظ سلامتهم
 
كما خرج عشرات المواطنين الأتراك في مدينة إسطنبول منذ أيام بمظاهرة تضامناً مع اللاجئين السوريين، نظمتها جمعيتا "أوزغور در" التركية و "الجمعية العربية"، وهتفوا "المهاجرون أمانة من الله" و "كن أنصاراً للمهاجرين"، وطالبت الحكومة التركية لمحاسبة القائمين على حملات العنصرية ضد السوريين.
 
وخاطب الفنان التركي محمد علي أصلان السوريين بأغنية باللغة العربية قائلاً: "أنتم جئتم فأيدينا التحمت، وبيوتنا ازدهرت"، وكتب على حسابه في "فيسبوك" عبارة باللغة التركية "أيها المهاجرون قلوبنا وبيوتنا تباركت بكم، مكانكم على رؤوسنا".
 
 
يشار إلى أنّ الأحزاب التركية المعارضة استخدمت ملف اللاجئين السوريين كأداة للإعلان عن حملاتها الانتخابية في تركيا، سواء بالتصرّيحات المعادية للوجود السوري في المنطقة، و التوعد بترحيل اللاجئين من تركيا، أو بعدم تجنيسهم أو منحهم تراخيص عمل، في الوقت الذي تقدّم فيه مساعدات دولية لمساعدة الدول المضيفة للاجئين السوريين بملايين الدولارات.
 
ويعتبر "حزب الشعب الجمهوري" من أبرز الأحزاب السياسية المعارضة في تركيا، ويتميز بدعمه للنظام السوري ومعارضته للثورة السورية، حيث دعا مسؤولون من الحزب سابقاً الحكومة التركية إلى ضرورة الحوار مع النظام السوري من أجل التوصل إلى حل سياسي، وإعادة اللاجئين السوريين.
 
وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، موزعين على مدن وبلدات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها: "عينتاب، هاتاي، أورفا، واسطنبول"، فيما يعيش 250 ألف منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية مع سوريا جنوب البلاد،  حيث فرّ معظمهم هربًا من الحرب الدائرة في بلادهم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق