رغم تدهور حالته الصحية "بريتا حاجي حسن" مستمر في إضرابه عن الطعام

رغم تدهور حالته الصحية "بريتا حاجي حسن" مستمر في إضرابه عن الطعام
أخبار | 02 يوليو 2019

تدهورت حالة  "بريتا حاجي حسن" رئيس مجلس مدينة حلب السابق،الصحية وأسعف إلى أحد المستشفيات في مدينة جنيف في سويسرا، على خلفية إضرابه عن الطعام لمدة 24 يوماً، احتجاجاً على التصعيد العسكري وتردي الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري.

 


وقال حاجي حسن اليوم الثلاثاء، لـ"روزنة"، إنه "مستمر في الإضراب عن الطعام طالما وجدت الطاقة فيه"، لكن بأسلوب مختلف، وذلك بتناول الفيتامينات والسوائل، ولفت إلى أنه كان يشرب الماء خلال الفترة الماضية من دون أي أملاح أو معادن، فنصحه الطبيب بعد تدهور حالته الصحية بتناول مادة "المغنيسيوم" المهمة للجسم.

وعاد حاجي حسن إلى مدينة ليون الفرنسية  قادماً من جنيف حيث تقيم عائلته بعد تدهور صحته إثر الإضراب.

عبد القادر بكار، أحد المضربين عن الطعام في تركيا و المتضامنين مع حاجي حسن، قال لـ"روزنة"، إن الطبيب حذّر حاجي حسين من استمرارالإضراب، لأنّ ذلك يشكل خطراً على حياته، ولفت إلى أن مجموعة المضربين يعملون على إقناعه بالعدول عن الإضراب، حرصاً على صحته، بينما يعملون هم على إيصال الرسالة من الإضراب.

وبحسب تقرير طبي وصل "روزنة" عن حالة حاجي حسن، فإن "الطبيب السوري أحمد مجبور بعد فحصه أمام مقر الأمم المتحدة لليوم الـ 23 على التوالي، أفاد بأن الحالة العامة مقبولة مع ملاحظة نقص في الشوارد واضطراب في الضغط والمؤشرات الحيوية، وظهور ترهل وضعف في العضلات والجلد ناتج عن نقص الغذاء والأملاح والفيتامينات".

وقال بسام حاج مصطفى، أحد المضربين عن الطعام في فرنسا لـ"روزنة"، إنه يتم الآن الإعداد لترخيص خيمة دائمة للإضراب في عاصمة أوروبية يوجد فيها مقر للأمم المتحدة قد تكون بروكسل، سيقيم فيها المضربون عن الطعام، ويتم من خلالها توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لحثهم على الإسراع بالتدخل ووقف المجازر في الشمال السوري.

وشدّد مصطفى على أن الإضراب مستمر، وأن الاعتصامات والتظاهرات وكل أشكال الاحتجاج السلمي ستكون حاضرة في نشاطهم حتى إيقاف التصعيد العسكري في إدلب.

وتضامن الكثير من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي مع حاج حسن ومطالبه بحماية المدنيين وإيقاف القصف على محافظة إدلب.

وانضمّ للإضراب حوالى 40 ناشطاً سورياً، بينهم الشاعرة الإيطالية فرانشيسكا سكالينشي"، المعروفة بمواقفها المؤيدة للثورة السورية. بحسب ما أعلنت على صفحتها الرسمية في "فيسبوك".


وكانت لجنة دعم الإضراب أوضحت  أنّ الهدف من الإضراب حماية الأطفال والسوريين من خلال القوانين الدولية، وطالبت مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بكسر الصمت الذي يجيز القتل والتحرك لإيقاف المجازر.

وخرجت منظومة الإسعاف والطوارئ "أسوار" في ريف حلب الغربي في وقفة تضامنية مع بريتا حاجي حسن، وطالبت بإيقاف القصف على إدلب وحماة وتهجير المدنيين.

وكان حاج حسين وجّه رسالة إلى حكام العالم دعا فيها إلى إيقاف الحملة العسكرية على المدنيين في إدلب، وطالب بمنع النظام السوري من الاستمرار بأعمال القصف وارتكاب المجازر وجرائم الحرب، وتفعيل الحل السياسي عبر مسار جنيف.

وأطلق ناشطون عبر منظمة "آفاز" حملة تحت عنوان "بريتا حاجي حسن مستمراً في إضرابه احتجاجاً على ما يجري في إدلب، بريتا لست وحدك ساعدوا بريتا"، طالبت المعنيين بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحصل في إدلب عبر مطالب عدة، أبرزها وضع السجون والمعتقلات السورية تحت رقابة أممية، والتدخل المباشر والفوري لإنقاذ حياة المدنيين.
 
وكان بريتا حاج حسين يشغل رئيس مجلس مدينة حلب سابقاً، وهو مهندس اتصالات، تخرّج من جامعة حلب عام 2002، وشارك في "تجمع المهندسين الأحرار"، كما عمل رئيساً للمكتب الاقتصادي في المجلس المحلي لمدينة حلب، وسبق أن ترشح لمنصب عمدة العالم نهاية عام 2016 عقب تهجير المدنيين من الأحياء الشرقية، ولجأ مع عائلته إلى فرنسا، واستمر في مزاولة نشاطه السياسي هناك.
 
وتتعرض محافظة إدلب لقصف مكثّف من قبل قوات النظام وروسيا، منذ أواخر نيسان الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، ونزوح عشرات الآلاف، رغم أنها مشمولة بالاتفاق الروسي التركي الذي يتضمن إيقاف القصف على المنطقة.
 
وتندرج محافظة إدلب ضمن اتفاقية "خفض التصعيد" الذي توصلت له الدول الراعية لمؤتمر أستانة (تركيا، روسيا، إيران) في كانون الأول 2017، وأيضا اتفاق "المنطقة المنزوعة السلاح" الموقع بين روسيا وتركيا في 17 أيلول الفائت.
 
حملة عالمية تضامناً مع مدنيي إدلب

وأطلقت 11 منظمة أممية وإنسانية، الخميس الماضي، حملة عالمية تحت اسم العالم يراقب"، تضامناً مع 3 ملايين مدني في محافظة إدلب.
 
وقال قادة المنظمات في رسالة مشتركة عبر تسجيل مصوّر: "إنّ المدنيين في إدلب يواجهون تهديداً مستمراً ويحتاجون بشدة إلى الحماية، إذ مات الكثير منهم، وبخاصة أنّ بينهم مليون طفلاً، وجميعهم في خطر وشيك"، وفق وكالة الأناضول.
 
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك: " إن الحملة تعرب عن تضامنها مع الأسر التي تتعرّض للهجوم، وتخبر الجميع إنهم يراقبون ويرون ما يحدث".
 
اقرأ أيضاً: إدلب: أطفال يولدون بين الشجر جراء القصف العنيف (فيديو)
 
وجاء في رسال قادة المنظمات الإنسانية أنّ ما لا يقل عن 330 ألف شخص نزحوا داخلياً في المنطقة خلال تصاعد الحملة العسكرية في الشهرين الماضيين فقط، حيث لم يعد لديهم مكان يفرون إليه.
 
ومن بين قادة الحملة، مديرة عام منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" هنريتا فور، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية  مارك لوكوك، ورئيسة المجلس النرويجي للاجئين جان إغلاند، رئيسة منظمة أنقذوا الأطفال كارولين مايلز، رئيسة منظمة الرؤية العالمية جوستين بيورث وغيرهم آخرين.
 
الائتلاف الوطني يدعو فرنسا إلى التحرك لوقف القصف

ودعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الرحمن مصطفى فرنسا إلى التحرك الجاد خارج مجلس الأمن، وبرفقة الدول الفاعلة لإيقاف الحملة العسكرية على إدلب، مطالباً بمحاسبة مجرمي الحرب.
 
وبحسب المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري، استقبل رئيس الائتلاف مبعوث الرئيس الفرنسي الخاص للملف السوري، فرانسوا سينيمو، وبحث معه جرائم الحرب المنتهكة بحق المدنيين جراء القصف من قبل قوات النظام السوري بدعم روسي على مناطق خفض التصعيد.
 
وأشار مصطفى إلى ضرورة دعم اتفاق إدلب والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيما الحكومة الفرنسية التي دعاها لزيادة الزخم الدولي حول سوريا لتمهيد الطريق من أجل تنفيذ الانتقال السياسي الشامل، والتطبيق الكامل للقرارات الدولية المتعلقة بالانتقال السياسي، وزيادة الضغط على النظام السوري لتنفيذ الاستحقاقات السياسية وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254.
 
ورأى المبعوث الفرنسي، وفق الائتلاف، أنّ الحملة العسكرية الأخيرة للنظام السوري "تدار بشكل خبيث" بسبب استهدافها المدنيين، والمدارس والمشافي والأسواق، مضيفاً أنّ بلاده تدين وبشدة تلك الاعتداءات.
 
وأشار المبعوث الفرنسي إلى أنّهم يركزون على الوضع الإنساني للمدنيين والنازحين، ويعملون على أفكار جديدة تساعد على تحسين ظروفهم لتجاوز أزمتهم.
 
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، مقتل ما لا يقل عن 487 مدنيًا، بينهم 118 طفلًا و92 سيدة، منذ بدء التصعيد العسكري على المنطقة في الـ 26 من نيسان الماضي.
 
وكان  الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا سابقاً أنقرة وموسكو إلى العمل على استقرار الوضع في محافظة إدلب شمالي سوريا، دون تأخير، فيما حذّرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية من مخاطر تهدد الشرق الأوسط في حال استمرار التصعيد العسكري في المنطقة.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق