نفت شركة Novartis "نوفارتس" السويسرية لصناعة الأدوية، تصدير أي مواد كيميائية قد تستخدم في صناعة غاز السارين إلى سوريا.
رد الشركة السويسرية جاء بعد تدقيق تخضع له شحنات لشركة "برينتاج" الألمانية المختصة بتوزيع المواد الكيميائية، صدرت في عام 2014، عبر وحدة سويسرية تابعة لها.
وذكرت تقارير صحفية إن شركة "برينتاج"، التي تعتبر أكبر موزع للمواد الكيميائية في العالم، باعت خاما كيميائيا لشركة سورية، عن طريق شركة "نوفارتس" السويسرية، المرتبطة بالشركة السورية بعقد يسمح للأخيرة بصنع وتوزيع بعض المنتجات الصيدلانية والدوائية.
وشددت الشركة السويسرية، على أن العقد، ينص على "حصول الشركة السورية من أطراف ثالثة، على المواد اللازمة لإنتاج الأدوية".
وكان الادعاء العام في ألمانيا قال يوم أمس الأربعاء، إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بالتحقيق مع شركة "برينتاج" الألمانية، حول صفقة مواد كيماوية إلى سوريا.
وذكرت متحدثة باسم الادعاء العام في مدينة إيسن بغرب ألمانيا أنهم تلقوا شكوى تتعلق بشركة "برينتاج" أكبر موزع للكيماويات في العالم ، مشيرة إلى استمرار النظر في هذه الشكاوى، إلا أنه لم يُتخذ قرار بعد بشأن فتح تحقيق رسمي مع الشركة الألمانية؛ كما لفتت بأنه سيتخذ قرارا بهذا الشأن في القريب العاجل.
من جانبها وضعت شركة "برينتاج" نفسها تحت مجهر النيابة العامة بسبب قضية المبيعات الكيمياوية إلى سوريا
نضال شيخاني مسؤول العلاقات الخارجية في مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا تحدث حول الموضوع مشيرآ أن الرقابة إلى الآن ليست صارمة ، موضحآ أن هذا يأتي بسبب أن البلاغات التي تأتي عن هذه المواد الى المراكز القضائية المعنية، تأتي من مؤسسات غير حكومية أو منظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان .
وتابع نضال شيخاني قائلآ:" من مدة ليست ببعيدة تم تأكيد تورط شركة بلجيكية ببيعها مثل تلك المواد، التحقق من بعض الشركات التي ربما يثبت تورطها بتصدير تلك المواد، هو شائكة جديدة تقع على عاتق الدول التي تحتضن هذه الشركات.
ولفت نضال إلى أن تحريك هذا الملف يحتاج محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة ومعاقبة كل من مستخدميه والمتورطين، وتابع قائلا : " متابعة هذه الشركات هو واجب على الدول والتي من المفترض هي مضطرة اخلاقيا لمتابعة هذه الشركات وتقديمها الى المحاكم المختصة".
أما عن وصول هذه المواد الى سوريا أشار نضال شيخاني انه تم السماح لهذه الشركات بنقل تلك المواد تحت مسميات مختلفة وضمن مواد تستخدم لتصنيع مواد دوائية، بينما هي أيضا يمكن العمل عليها لتصنيع مادة السارين، كما يتم العمل عليها في مركز الدراسات والبحوث العملية في سوريا، وتخزينها، ووضعها ضمن آليات عسكرية تستخدم بقصف الشعب السوري.
نضال شيخاني مدير العلاقات الخارجية في مركز توثيق الإنتهاكات الكيمائية في سوريا
وحول التقارير التي تحدثت عن تورط هذه الشركات ببيع مواد خام تستخدم في مواد كيمائية قال شيخاني أن هذه الشركات مثلها مثل أي مجرم أستخدم السلاح الكيماوي على مدار التاريخ ، وبالتالي من يقوم بتصدير هذه الأسلحة مثله مثل من يستخدمها ضد الشعب.
مشيرآ أن الدول مجبرة على الالتزام باتفاقية حظرالأسلحة الكيميائية ، ومتابعة كل من المتورطين إن كانوا شركات، وإن كانوا مستخدمين، وإن كانوا مصنعين،وأن كانوا ناقلين لهذه المواد.
وكانت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية قد كشفت النقاب عن صفقات المواد الكيمياوية مع شركات لصناعة الأدوية تعمل لحساب النظام السوري.
ومن بين المواد المثيرة لشكوك المحققين في الصفقة، مادتي Isopropanol "إيزوبروبانول" و diethylamine "ديثيلامين" اللتان تدخلان في صناعة مرهم لتخفيف الآلام ماركة فولتارين، إلا أنهما تدخلان أيضا في صناعة الغازات السامة، مثل غاز السارين الذي استخدم في بعض جبهات القتال من قبل النظام السوري.