تحت مسمى "الدفاع عن الشرف" جريمتي قتل في السويداء

تحت مسمى "الدفاع عن الشرف" جريمتي قتل في السويداء
القصص | 23 يونيو 2019
للمرة الثانية خلال شهر تتكرر في السويداء جريمة قتل تحت مسمى "جريمة شرف"، لتكون ضحيتها هذه المرة امرأة أربعينية، أرملة منذ عشر سنوات، وأم لثلاثة أطفال (ابنتين وابن).

وهزت مدينة السويداء جريمة بشعة في متصف شهر حزيران الجاري، حيث قتلت سيدة في الأربعين من عمرها على يد شقيقها تحت ذريعة الادعاء بأنها "جريمة شرف". وفتحت القضية بعد ان قام الجيران باسعافها للمششفى الوطني في مدينة السويداء.

تعرضت (ناديا الجمال) قبل أسبوع للضرب المبرح على يد شقيقها (فادي)، بعد أن اتهمها بتشغيل ابنتيها القاصرتين بالدعارة، حينها استغاثت الضحية بجيرانها لإنقاذها وحمايتها ورد تلك التهم عنها حسب ما أفاد لنا أحد الجيران، حيث تمتلك ناديا سمعةً حسنة بين جيرانها وأقاربها، علماً أن ابنتها الكبرى في الصف التاسع.

تعمل ناديا كموظفة في دائرة قضايا الدولة بالإضافة إلى عملها في تنظيف المنازل لتعيل أطفالها، وتسكن في منزل بالإيجار في منطقة (الرحا) بالقرب من مدينة السويداء.

 لكن فقرها وفقر أطفالها لم يشفع لها أمام شقيقها الذي قام بضربها دون أي رادع أو شعور بالشفقة، ليقوم بعد أسبوع من ذلك بضربها بقطعة حادة على رأسها، وتركها تنزف حتى الموت، على عكس ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بأن الجريمة تمت بإطلاق الرصاص على الضحية من قبل الجاني.

بعد ذلك، قام شقيق الضحية (فادي) بتسليم نفسه إلى الأمن الجنائي، واعترف بجريمته مدعياً أنه قام بغسل عاره بقتل شقيقته، مستنداً على ثغرات في القانون السوري التي تؤدي إلى تخفيف العقوبة على ذلك النوع من الجرائم، وعدم المحاكمة فيها كما باقي الجرائم الجنائية.

الجريمة الاولى حدثت بتاريخ ال 29 من شهر أيار الماضي، حيث قتلت سيدة ثلاثينية تقطن في ريف السويداء بعد بإطلاق النار عليها عدة مرات، وقتلها تحت مسمى (جريمة شرف)  في حين امتنع الأقارب عن الإدلاء بأي معلومات حول الجريمة معتبرين اياها "شأناً عائلياً" لا يجب الالمساس به.

وحسب المنظمات النسائية العاملة في المدينة لم تعلن أي جهة أمنية أو طبية بأي معلومات عن تلك الجريمة بوصفها "قضية حساسة في مجتمع شرقي".

قد يهمك: قتلُ تحت عذر قانوني.. وسوريا الثالثة عربياً في جرائم الشرف

تقرير الطبيب الشرعي أنصف الضحية 

عرضت جثة الضحية ناديا على الطب الشرعي، و أكد تقرير الطبيب الشرعي عدم قيام الضحية بأية علاقة جنسية تسبق الجريمة، الأمر الذي لا يمنح المجرم تخفيفاً عن عقوبته، بغض النظر عن اتهاماته الأخرى بحقها بما يخص طفلتيها.

مصير الأطفال ..دار الرعاية!

أثارت الجريمة ردود فعل غاضبة ضمن المجتمع الأهلي في السويداء، خاصةً وأنها جاءت بعد جريمة مماثلة قبل قرابة الشهر بحق شابة ثلاثينية، تم التكتم على قضيتها من قبل الجهات المختصة معتبرين إياها "قضية حساسة في مجتمع شرقي"، حيث ظل الجاني حراً طليقاً.

وحول هذه الجريمة من وجهة نظر القانون قال المحامي محمود خليل أنه وحسب القانون السورري وفق "المادة 548"من قانون العقوبات السورية والذي ينص وفق الفقرة الاولى منه يستفيد من "العذر المحل" من فاجئ زوجته او احد اصوله او فروعه في جرم الزنا أو الصلات الجنسية مع شخص آخر وأقدم على قتله يستفيد من العذر المحل، أي لا جرم عليه ولايتم توقيفه بالمطلق.

وأردف الأستاذ محمود قائلا "بالتالي أناط هذا الموضوع أن الشرف مناص بخطأ المرأة فقط، ولمجرد أنها امرأة وهذا موضع ظلم كبير وأشار المحامي  محمود خليل أنه بالمقابل فلو دخلت امرأة وشاهدت زوجها أو أحد من أصولها بجرم الزنى وقتلته يطبق عليها قانون العقوبات و بجريمة القتل التامة .

وعملت النيابة العامة إلى تسليم الطفلين التي دار الرعاية الاجتماعية في السويداء، والتي تهتم بشؤون وتربية الأطفال الذين لا معيل لديهم.

وطالب أهالي مدينة السويداء بإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني، وعدم منحه حكما قضائياً مخففاً كما يحدث في قضايا مشابهة. و دعوا إلى تحرك اجتماعي وديني وقضائي، لوضع حد لهذا النوع من الجرائم لمنع تكرارها حيث باتت عاراً يوصم المجتمع وتحضره، كما طالب الكثيرون بفتح نقاش حول قضايا الشرف والميراث وحقوق المرأة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق