وساطة روسية لترسيم الحدود البحرية بين سوريا ولبنان.. ما الأهداف؟

وساطة روسية لترسيم الحدود البحرية بين سوريا ولبنان.. ما الأهداف؟
أخبار | 22 يونيو 2019

يخوض لبنان مسارات معقدة في سبيل ترسيم الحدود البحرية المشتركة مع سوريا، ففي الوقت الذي يتحضر للمفاوضات مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية برعاية أميركية، يبدو أن السيناريو ذاته يذهب بنفس الاتجاه في ملف ترسيم الحدود البحرية السورية اللبنانية برعاية روسية.

الوساطة الروسية بين دمشق وبيروت أعلن عنها مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، خلال زيارته إلى بيروت مؤخراً؛ حيث قال أن "روسيا تستطيع لعب دور الوسيط في مسألة ترسيم الحدود البحرية السورية اللبنانية، في حال تطلب الأمر".

وأضاف لافرينتيف: "بالنسبة للحدود اللبنانية السورية على وجه التحديد، نعم هناك طلب من الجانب اللبناني لنقدم الوساطة، وسنحاول بالطبع العمل في هذا الاتجاه".

و طلبت روسيا من دمشق الاتصال بالحكومة اللبنانية من أجل إجراء البدء في ترسيم منطقة الحدود البحرية الشمالية التي تتراوح مساحتها بين 850 و900 كيلومتر؛ بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وقالت الصحيفة أن "موسكو طلبت من (دمشق) الاتصال ببيروت للبدء بإجراءات ترسيم المنطقة البحرية"، وذلك على صورة أمر ينفذ على وجه السرعة، بسبب رغبة روسيا في الإستثمار في تلك المنطقة، ونوهت الصحيفة أن الأمر الذي صدر لدمشق جاء بسبب رغبة روسيا في الإستثمار في تلك المنطقة، حيث أنها كانت قد أبلغت لبنان بهذه الرغبة، ونقلت عن مصدر دبلوماسي في بيروت أن دمشق تجاوبت بشكل سريع للأمر الروسي، وأرسل رسالة خطية إلى لبنان، وتضمنت الرسالة طلب ترسيم "البلوكين"1 و2.

اقرأ أيضاً: تصفية حسابات سياسية في لبنان تحمل عون إلى دمشق!

وكان وزير الدفاع اللبناني إلياس بو صعب، ذكر في وقت سابق، أنه "بإمكان روسيا القيام بدور إيجابي في ترسيم الحدود البحرية مع سوريا"، وقال بوصعب "إن روسيا بدأت بالعمل لاستخراج الغاز من البلوكات في لبنان، كما لها دور في البلوكات الموجودة في سوريا، وأضاف أنه نتيجة وجود الروس في المنطقة، سيكون ترسيم الحدود البحرية مصلحة لروسيا، ومن الممكن أن تقوم بدور إيجابي لتسريع المهمة".

المحلل السياسي اللبناني، د.أحمد الزين، قال خلال حديث لـ "روزنة" أنه و بعد تعاظم دور روسيا في الشرق الأوسط، كان من الطبيعي أن يكبر هذا الدور في الساحة اللبنانية.

وتابع أنه "و في هذا السياق كان زيارة الوفد الروسي الى لبنان و الذي رشح نتائج إيجابية عن هذه الزيارة، أما المبادرة إلى إلى لعب دور الوسيط لترسيم الحدود فهذا أمر طبيعي، بخاصة أن لروسيا علاقة مميزة مع جميع الأطراف".

بينما أكد الزين عدم وجود خلاف لبناني سوري حول ترسيم الحدود البحرية، معتبرا أن الخطوة الروسية هي في سياقها الطبيعي، وختم بالقول: "لقد توقعنا منذ ما يقارب الشهر مثل هذه المبادرة، وسوف تشهد الساحة السياسية حلفا جديدا ثلاثي الأضلاع قوامه روسيا-لبنان-سوريا".

 
 
 
فيما رأى الباحث السياسي السوري، عبد الرحمن عبّارة، خلال حديثه لـ "روزنة" أن تحريك ملف ترسيم الحدود البحرية هو مطلب روسي بالدرجة الأولى، وذلك لأجل تحديد أين ستتحرك بحريا وأين سيمتنع الآخرون (أميركا والغرب) عن الاقتراب بحريا.

وأضاف: "من جهة أخرى لا يمكن إغفال العامل الاقتصادي والذي يتمثل بتأمين مصادر النفط مقابل الساحل السوري، فمصادر النفط والغاز في منطقة شرق المتوسط معركة مؤجلة و تطبخ على نار هادئة بين عدة محاور وعشرات الدول".

تقارير صحفية كانت أشارت إلى أن لبنان فتح الباب أمام دورة التراخيص الثانية لموارده البتروليّة في المياه البحريّة، عارضاً خمسة بلوكات للمزايدة بين الشركات، وفاتحاً الباب لغاية 31 كانون الثاني 2020 لتقديم طلبات الاشتراك في الدورة.

ومن ضمن البلوكات الخمسة، يطرح لبنان للمزايدة البلوكين 1 و2، وهي تحديداً البلوكات الشماليّة التي تحاذي كامل حدود المنطقة الاقتصاديّة الخالصة لسوريا مع البلوكات اللبنانيّة؛ وفي حال نجح لبنان في استدراج عروض لهذه البلوكات، فإن الأمور ستتجه إلى خلاف حدودي مع سوريا، التي تبادر بدورها إلى تفعيل نشاطها في التنقيب عن الغاز في الجهة الأخرى من الحدود، بحسب ما أفادت به التقارير الصحفية.
 
 
و تبلغ المساحة التي تتضارب فيها تقديرات كل من الدولتين لحدود المنطقة الاقتصاديّة الخالصة الخاصّة بها حوالي الـ 400 كلم مربّع، وهو ما يوازي نصف المساحة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.

وكانت روسيا قد وقعت مع دمشق بتاريخ 25 كانون الأول 2013 اتفاقا مع شركة "سويوز نفتاجاز" الروسية للتنقيب البحري عن النفط والغاز ضمن مساحة 2190 كيلومترا مربعا من المياه الاقليمية، والاتفاق هو الأول من نوعه وتبلغ مدته 25 عاما، إلا أن هذه المنطقة متداخلة مع الحدود اللبنانية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق