صحيفة: صفقة روسية أميركية محتملة تخفف حدة الصراع في سوريا

صحيفة: صفقة روسية أميركية محتملة تخفف حدة الصراع في سوريا
أخبار | 18 يونيو 2019

قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن مساعي أميركية إسرائيلية مشتركة تتجه لأن يكون اجتماع المستشارين الثلاثي مع الجانب الروسي والذي يعقد في القدس خلال الشهر الجاري؛ محطة مؤثرة في إضعاف العلاقات الروسية مع إيران على طريق إنهاء وجود طهران في سوريا.

و من المقرر أن يجتمع رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، و نظيره الروسي، نيكولاي باتروشيف، و الإسرائيلي، مئير بن شبات، بعد أيام في القدس، على أن يبحث مستقبل الوجود الإيراني في سوريا؛ كملف رئيسي على جدول الأعمال.

وبحسب مصادر ديبلوماسية فإن الاجتماع سيعقد تحت عنوان "مناقشة الأمن الإقليمي"، في الشرق الأوسط، حيث يأتي اللقاء بناء على تفاهم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، بشأن ضرورة "إعطاء أولوية لضمان أمن إسرائيل"، ومن المنتظر أن تقترح واشنطن "خارطة طريق" تهدف من خلالها إلى حث روسيا على اتخاذ "إجراءات ملموسة" تتعلق بضبط دور إيران والعملية السياسية في سوريا مثل تشكيل اللجنة الدستورية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية.

ماذا ستناقش مخابرات إسرائيل وروسيا وأمريكا في القدس؟

وفي المادة التحليلية التي نشرها موقع الصحيفة وترجمه موقع راديو "روزنة" يقول كاتبها أنه و من بين السيناريوهات المتوقع حدوثها في الاجتماع، عقد صفقة محتملة قد تتضمن قيام روسيا بطرد إيران من سوريا، وهو مطلب أمريكي وإسرائيلي رئيسي، في مقابل رفع بعض العقوبات الأمريكية والأوروبية على الأقل ضد روسيا؛ وقبول الولايات المتحدة لاستمرار سلطة الأسد.

وترى الصحيفة أن الروس يرون قيمة في المحادثات الثلاثية، ومن الممكن أن يكونوا على استعداد للقيام بذلك بشكل علني، ما تعتبره بأنه في حد ذاته مهم للغاية، ونقلت قول لمسؤول كبيرفي إدارة ترامب بأنهم يأملون بأن تحمل روسيا إلى الاجتماع الثلاثي بعض المقترحات الجديدة التي ستتيح إحراز تقدم.

وتشير "إسرائيل اليوم" إلى تطور ملموس من جانب روسيا تمثل مؤحراً برفض موسكو بيع إيران نظامها الدفاعي الصاروخي الأكثر تطوراً من طراز"S-400"، فضلاً عن الرضا الروسي الضمني للهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا ، ما يمكن أن يفتح الباب أمام صفقة محتملة، في حين تذرعت إيران بالنفي أن تكون قد رغبت في الحصول على نظام الدفاع الروسي.

ويأتي الاجتماع الثلاثي في وقت تكافح إيران لتخفيف تأثير العقوبات الأمريكية القاسية على طهران في أعقاب انسحاب إدارة ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.

وفي تقرير نشره الشهر الماضي معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بأنه على الرغم من التصريحات الروسية العلنية الداعية إلى انسحاب القوات الأميركية من سوريا؛ فإن روسيا حقيقة؛ مثل إسرائيل، ترفض انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، انطلاقا من أن الانسحاب الأميركي يعزز من النشاط  الإيراني و قد يجبر روسيا على السماح لإيران بالسيطرة على حقول النفط في شرق البلاد.

  قد يهمك:مسؤول أميركي يؤكد اقتراب توقيع ميثاق سوري جديد يمهد للانتقال السياسي
 
في المقابل ذكرت صحيفة هآرتس، أن نظرة روسيا تختلف عن إيران حول الشكل النهائي لإرساء الاستقرار في سوريا، مشيرة إلى أن روسيا ليس لديها أي نية لإعادة سيطرة الأسد ببساطة؛ حيث ترى أن روسيا تنظر إلى سوريا كقاعدة لإقامة علاقات أوثق مع الخليج ومصر.

بينما تأمل إيران في الاستفادة من استثماراتها الضخمة في سوريا للحفاظ على نفوذها في لبنان ومواجهة الطموحات الإقليمية السعودية؛ فضلا عن وصولها للبحر المتوسط.
وتختم الصحيفة بأن اجتماع القدس الثلاثي قد يكون اختبارا حقيقيا لمدى التوافق بين كل الأطراف المجتمعة، حيث سيتبين فيما إذا كانت روسيا قد وافقت على طلب إسرائيلي بعدم منح سوريا السيطرة الكاملة على النظام الدفاعي "S-300" ، والتي كانت موسكو وقد باعتها وسلمته لدمشق.

وكان المسؤولون الإسرائيليون قد حذروا نظرائهم الروس بأنه  و بمجرد تسليم السيطرة الكاملة لقنظام على الـ "S-300" فإنه سيكون هدفًا مشروعًا بالنسبة لهم.

و اتفقت إسرائيل وروسيا منذ أربع سنوات على تنسيق الأعمال العسكرية على سوريا من أجل تجنب تبادل الصدام بين الطرفين، وعلى رغم ذلك رفضت إسرائيل العام الماضي عرضًا روسيًا؛ يتمثل بضمان عدم تحرك القوات الإيرانية على بعد 100 كيلومتر من مرتفعات الجولان المحتلة، والتي اعترفت بها الولايات المتحدة مؤخرًا كأرض إسرائيلية، ما كان يعني القبول بالعرض الروسي من قبل إسرائيل أنه بمثابة قبول ضمني لوجود إيراني في سوريا.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق