مصيدة سوريّة لإيران.. و قرع طبول الحرب ينتظر إشارة يابانية

حسن روحاني
حسن روحاني

سياسي | 13 يونيو 2019

عادت وتيرة التصعيد تجاه إيران للارتفاع مجددا، فبعد الاستهداف الإسرائيلي الأخير بعدد من الصواريخ على تل الحارة في الجنوب السوري يوم الأربعاء الماضي بحجة تمركز إيراني في تلك المنطقة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حكومته تعمل بشكل ممنهج من أجل عدم السماح لـ "أعدائها" بإنشاء قواعد عسكرية بجوارها.


وقال نتنياهو: أن "سلسلة الاختبارات التي نتعامل معها لا تتوقف.. نرد بحزم وبقوة على كل اعتداء يشن علينا، ولكن لا نعمل بعد شنه فحسب بل نجرد العدو من قدراته القتالية قبل أن يتمكن من شن هذا الاعتداء علينا"، وأضاف: "نعمل بشكل ممنهج ومتسق من أجل منع أعدائنا من إقامة قواعد هجومية ضدنا في المنطقة القريبة منا".

تلك التهديدات المباشرة من قبل نتنياهو؛ لم تكن هي المؤشر الوحيد الذي يشي بارتفاع حرارة الأوضاع في المنطقة والتي تؤثر بشكل من الأشكال على الملف السوري؛ وذلك في وقت أكد فيه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الخميس، أن "التصرفات الإيرانية تشكل تطورا غير مسبوق"، مضيفاً أن "الأعمال الإيرانية الاستفزازية تشكل تهديدا للأمن الدولي".

حديث بومبيو جاء في وقت رجح مسؤول في البنتاغون، أن تكون إيران مسؤولة عن الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان، وتعرضت ناقلة النفط "فرونت ألتير" لهجوم صباح الخميس في بحر عُمان بين الإمارات وإيران، وسمعت ثلاثة انفجارات على متنها، وقال المسؤول الأميركي لشبكة "سي بي اس" الأميركية، أن هناك احتمالية كبيرة لكون إيران مسؤولة عن الهجوم.

الاستهداف الذي لاقى إدانات دولية واسعة، ووقع في وقت حساس، وذلك وسط استمرار التصعيد بين واشنطن وطهران في المنطقة، فضلا عن أنه حصل في الوقت الذي  يزور رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إيران حاملاً رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

زيارة آبي تأتي كأول زيارة لمسؤول ياباني رفيع المستوى منذ 41 عاماً؛ وهي التي تحمل بين طياتها الكثير لنزع فتيل الحرب التي بدت أن طبولها اقترب قرعها، حيث التقى رئيس الوزراء الياباني علي خامنئي ما يسمى بـ المرشد الأعلى الإيراني، اليوم الخميس، في العاصمة الإيرانية، بعد أن كان التقى مساء أمس أيضاً الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وأشاد خلال مؤتمر صحفي بفتوى خامنئي بشأن تحريم السلاح النووي، وقال: "أكن احتراما كبيرا للغاية لإصدار سماحة قائد الثورة في عدة مرات فتوى بشأن تحريم أسلحة الدمار الشامل، منها السلاح النووي"، وأشار رئيس الوزراء الياباني إلى تصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة وقف أي نزاع عسكري بأي ثمن وشكل كان، مؤكدا على أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لخفض حدة التوتر في المنطقة.


قد يهمك: هل تحمي روسيا النفوذ الإيراني في سوريا من التهديدات الأميركية؟


ولا يبدو أن طهران ستخفف من حدة تصريحاتها تجاه الولايات المتحدة بعد أن شدد رئيسها (ترامب) من عقوبات إدارته على القطاع النفطي لإيران بعد انسحب أيضاً من الاتفاق النووي مع إيران و الموقع في عام 2015.

و قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني؛ يوم أمس الأربعاء، إن إيران قد تغير من طريقة تعاملها مع الصفقة النووية إذا لم تتمكن من بيع نفطها، وأضاف لاريجاني خلال حديثه للصحفيين بالقول: "سيتغير الموقف إذا لم تتمكن إيران من بيع النفط".

الباحث المختص في الشؤون الإيرانية؛ علي عاطف، قال في حديث لراديو "روزنة" أنه و بالنظر إلى ما قامت به مجموعات تابعين لإيران خلال الفترة الماضية من استهداف مصالح في الخليج العربي؛ فإنه من الجلي أن كل الاحتمالات واردة في  هذا الصدد.

وأضاف في سياق مواز أن " النظام الإيراني من الممكن أن يصعد من عملياته في سوريا  ليتم استخدامها كورقة مساومة في التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على رغم الضربات المتعددة ضده خلال السنوات القليلة الماضية".

وفي تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" ترجمه موقع راديو "روزنة" أشار إلى أن التقديرات الأخيرة أكدت أن صادرات النفط الإيرانية تراجعت إلى ما دون الـ 400 ألف برميل يوميًا بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة في شهر تشرين الثاني الماضي، وذلك بمعدل أقل من نصف المستوى حتى شهر نيسان الماضي؛ كما سجلت تراجعا عن 2.5 مليون برميل يوميًا على الأقل في نيسان من العام الماضي.


وقال مسؤول أمريكي رفيع في آذار الماضي أن طهران خسرت 10 مليارات دولار من العائدات النفطية منذ إعادة فرض العقوبات.

الباحث السياسي السوري؛ عبد الرحمن عبّارة، اعتبر خلال حديث لـ راديو "روزنة" أنه ومع العقوبات الأميركية التي طالت النفط الإيراني، وشعور إيران بعدم جدية أوروبا في دعم استمرار الإتفاق النووي والتمسك به بعد انسحاب واشنطن منه، عدا عن الموقف المتأرجح للحليف الروسي مما يجري، فإن كل ذلك من شأنه أن يدفع طهران للاعتقاد بأنها أصبحت شبه وحيدة ومحشورة في الزاوية؛ بمقابل تحديات داخلية وإقليمية ودولية حقيقية وغير مسبوقة.

وعلى ضوء ذلك رأى عبّارة أنه ليس أمام طهران إلا المواجهة، مُرجّحا أن تلجأ إيران إلى تصعيد رسائلها السياسية والعسكرية غير المباشرة؛ سواء في منطقة الخليج العربي أو في أي من مناطق نفوذها في سوريا ولبنان واليمن والعراق.

وعلى صعيد المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية في سوريا؛ قال الباحث السياسي السوري أن الموقف الإسرائيلي موقف ثابت لجهة رفض الوجود الإيراني في سوريا، معتبرا أنه موقف "قد يعطي انطباعا للوهلة الأولى بأنه مستقل عن أي تطورات في المنطقة، لكن التحركات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا؛ ليست عزفا منفردا عن سياسات الإدارة الأمريكية تجاه إيران بصورة عامة".

وختم بالقول: "أعتقد أن إسرائيل ستستمر في ضرب أهداف إيرانية في سوريا، ومن جهة أخرى فقد يؤثر التوترات الأخيرة في الخليج العربي على الموقف الإسرائيلي؛ وبالتالي قد تزيد تل أبيب من وتيرة ونوعية تلك الضربات".


اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تؤكد على إسرائيلية الجولان.. من يتصدى لصفقة القرن؟


وزير الخارجية الإيراني؛ محمد جواد ظريف، اعتبر في حديث لوكالة مهر الإيرانية يوم الثلاثاء أن "الحرب الاقتصادية التي أعلنها الرئيس الأمريكي على إيران هي إرهاب"، مؤكدا أنه "لا فرق بين الحرب العسكرية والاقتصادية وفي ظروف التوتر كل شيء وارد والمنطقة هي المتضرر الأكبر".

ظريف نفسه كان صرح، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني، بأن مشكلة الشرق الأوسط سببها "السياسات العدوانية من قبل الكيان الصهيوني والدعم الأمريكي اللا محدود له"، وقال إن إسرائيل تمتلك السلاح النووي وإن نتنياهو يهدد بالقضاء على إيران، وفقا لما نقلته وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.

بينما قال نتنياهو، ردا على تصريحات وزير الخارجية الإيراني، إن "ظريف يكذب مرة أخرى. إيران هي التي تهدد كل يوم وعلنا بتدمير دولة إسرائيل"، وفقا لما جاء عبر صفحته على موقع "فيسبوك" يوم الاثنين.  

وأشار نتنياهو إلى أن "إيران تستمر في التموضع عسكريا في سوريا واليوم أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران تسرع وتيرة برنامجها النووي". وأضاف: "أكرر وأقول: إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير الأسلحة النووية التي تهدد وجودنا وتعرض العالم أجمع للخطر".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق