عاودت طائرات النظام وحليفه الروسي استهداف مواقع فصائل المعارضة بريف حماة الشمالي، بعد هدوء حذر استمر طيلة منذ فجر (الأربعاء) وحتّى مساء اليوم ذاته، وتزامنت تلك الطلعات الجوية بمحاولات تسلل من قبل قوات النظام والميلشيات الموالية له عبر الجبين وتل ملح.
وتأتي عودة الطيران الحربي للنظام والروس إلى الأجواء في ريف حماة، بعد إعلان النظام والروس عن هدنة من طرف واحد لمدة ثلاثة أيام، رفضتها فصائل المعارضة بجميع مكوناتها.
وقال مصطفى معراتي، وهو قياديٌ في فصيل "جيش العزة" المعارض إنّ "الهدنة التي أعلن عنها النظام والروس لم يلتزما بها أصلًا، عبر قصفهما لقرى وبلدات ريفي حماة وإدلب"، مشيرًا إلى أنّ "هذه الهدنة لا تعني قوات المعارضة في شيء"، ومؤكدًا "استهداف مقاتلي مواقع قوات النظام في ريف حماة الشمالي".
فيما لم تشهد جبهة الكبينة بريف اللاذقية أي تحركات لقوات النظام والروس، ووصفت مصادر في المعارضة الوضع بـ"الهادئ"، باستثناء التفجير الذي تبنته سرية أبو عمارة للمهام الخاصة في قرية المارونيات قرب سلمى في جبل التركمان والذي أسفر عن مقتل عدد من قوات النظام.
وكانت فصائل المعارضة مدعومة بالحزب الإسلامي التركستاني (الجهادي) تمكنت من صد هجمة عنيفة لقوات الظام والروس على المنطقة، عبر الطائرات التي كانت تحلق على علو منخفض، وهي مدعومة بآليات ثقيلة على الأرض، لكنها بحسب مصادر معارضة، لم تستطع إحرارز أي تقدم على الجبهة.
وتأتي الهدنة، التي أعلن عنها النظام والروس بعد أسابيع من فشلهم في تحقيق التقدم على الأرض، سواءً في ريف حماة أو على جبهة الكبينة بريف اللاذقية، وهي تعتبر – بحسب قادة عسكريين- محاولة من قبل قوات النظام لإعادة تجميع قواتهم وتغير التكتيكات العسكرية التي كانت متبعة من قبلهم خلال الفترة الماضية.
اقرأ أيضاً.. روسيا: التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار كامل في إدلب
من جهته، أقرّ مصدر عسكري في ميلشيا تتبع لقوات العقيد سهيل الحسن الذي يُلقبه موالو النظام بـ"النمر" لـ"روزنة" أنّ "خسائر تلك القوات كانت كبيرة للغاية على الجبهات"، مبينًا أنّ "أكثر من 300 عنصر وضابط من قوات النمر لقوا حتفهم خلال معارك حماة المستمرة منذ مطلع الشّهر الماضي وحتّى الآن".
ولفت المصدر إلى أنّ "الخطة العسكرية التي يحاول الاعتماد عليها النظام والروس تتمثّل في ضرب (الحاضنة الشعبية) للمعارضة-أي التجمعات السكنية للمدنيين-من أجل إحداث خرق أمني في تلك المناطق، يحاول من خلاله البناء عليه، بعد أن فشل في تحقيق تقدّم ملحوظ في ميدان المعركة".
كلام المصدر المنضوي تحت راية قوات النمر، وهي ميلشيا مدعومة من الروس، يتقاطع مع كلام قادة بارزين في المعارضة، إذ أكد قائد غرفة عمليات المعارضة في حماة، وهو عقيد يطلق على نفسه لقب (أبو شهاب) أنّ "مقاتلي المعارضة استطاعوا نقل المعركة إلى أرض العدو، بعد أسابيع من قيامهم بالدفاع عن مناطقهم"، موضحًا أنّ "النظام لم يستطع التقدم في أي منطقة خلال العشرين يوم الأخيرة رغم اتباعه سياسة الأرض المحروقة".
إلى ذلك، قال قائد طاقم مجوعة مضادات دروع (ميم دال)، ويطلق على نفسه لقب أبو محمد كاف لـ "روزنة" إنّ "طاقمه تمكّن من تدمير تجمع تتحصن به مجموعة من قوات النظام على جبهة الجبين، إضافة إلى تدمير دبابتين بصواريخ مضادة للدروع".
تأتي تلك التطورات بعد نحو شهر ونصف من الهجمات البرية والجوية لقوات النظام والروس على ريفي حماة واللاذقية، وسط تجاذات سياسية غير مسبوقة بين أنقرة وموسكو بشأن التصعيد على إدلب، إذ فشلت جميع المباحثات بين مسؤولي البلدين في التوصل لاتفاق حول إدلب، إذ تشترط أنقرة على الروس عودة الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل الثامن من أيار الماضي حتّى يتم التوصل إلى تهدئة، وهو ماترفضه موسكو حتّى الآن.
فيما تؤكد الفصائل عبر لسان قاداتها أنّ بغض النظر عن الدعمين اللوجستي والسياسي المقدّمين لهم من قبل أنقرة، إلا أنهم يعرفون مصيرية معركة إدلب كونها آخر قلاع المعارضة المتبقية، وبالتالي فهم يحاولون اتباع تكتيكات عسكرية متعددة من بينها توسيع المحاور ونقل المعركة إلى مناطق العدو كي يستطيعوا من استنزاف الروس والنظام، من خلال توسيع دائرة الأهداف وتعدد المحاور ما يصعّب من مهمة الطيران الروسي بتحديد الأهداف.
الكلمات المفتاحية