بين الرقة والحسكة.. أمنيات العيد تغلبت على أحزان الشرق السوري

بين الرقة والحسكة.. أمنيات العيد تغلبت على أحزان الشرق السوري
أخبار | 06 يونيو 2019

بين ركام الأبنية المدمرة في الرقة، تحضر بهجة العيد هذا العام لتعلو مظاهرها على مآسي الحرب، ويحل عيد الفطر هذه السنة على مدينة الرقة دون تنظيم داعش للعام الثاني على التوالي، ولعل أول ما يفعله أهل الرقة بعد صلاة العيد هو التوجه إلى المقابر لزيارة موتاهم، وهو ما كان ممنوع عليهم خلال سنوات حكم تنظيم داعش.

وخلال أيام العيد تفوح رائحة الكعك من منازل أهل الرقة، مثل "الكليج" الذي تعده النساء والفتيات في بيوتهن قبل العيد استعداداً لاستقبال الضيوف، كما يتم تقديم الحلويات والسكاكر والمعمول المعد منزلياً إلى جانب "الكليج".
 

باسم الحسن (من أهالي الرقة) قال لـ "روزنة" إنهم يقومون بزيارة القبور ليكون أول من يزورونه يوم العيد هم موتاهم، ويدعون لهم بالرحمة ويلقون الحلوى والسكاكر على قبورهم، وبعدها يذهبون لزيارة الأقارب والأصدقاء لتهنئتهم بالعيد.

بينما ترى آيات مسلم (شابة من الرقة) أن أبسط الأشياء تمثل فرحة كبيرة لهم مثل إعداد كعك العيد ، وتضيف آيات: "تجهيزات العيد تقوم على الأكلات اللذيذة مثل الحلويات والسكاكر والمعمول والكليج الذي يعد شيء أساسي في كل بيت بالرقة، ويتم إعداده في البيت بالعجوة والجوز ويتألف من الطحين والسمنة والسكر والخميرة، ونتعاون مع البنات في البيت على عجنه ثم إرساله إلى الفرن ليتم خبزه".
 

تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء وصلة الأرحام هي من أبرز مظاهر العيد، ولكن بعد سنوات الحرب في الرقة والدمار الكبير الذي لحق بها، هاجر الكثيرون وتركوا مدينتهم، لتبقى فقط ذكريات الأعياد السابقة، ورغم كل ذلك فإن أمنيات أهل الرقة ما زالت متواجدة بأن يحل عليهم العيد القادم بالأمان وعودة الأبناء إلى مدينتهم، ليساهموا بإعادة إعمارها من جديد بعد أن دمرتها الحرب.

 

الجميع يحتفل بالعيد في الحسكة

وفي محافظة الحسكة يحتفل الجميع بالعيد؛ كل حسب أعرافه وعاداته الاجتماعية الخاصة التي تنعكس إيجابياً على بهجة الناس في المحافظة.
 
  

و يوضح عبد الغني عمر (مواطن من مدينة القامشلي) لـ "راديو روزنة" أن العيد بالنسبة لهم كمناسبة دينية واجتماعية بالمرتبة الأولى تتشارك فيه جميع المكونات؛ إلا أنه يبقى مفتقدا طقوسه المعتادة.  
  .

اقرأ أيضاً: الرقة...  مبادرات شبابية لإغاثة الأسر المنكوبة في رمضان


ويفتقد العيد لطقوسه التقليدية في الحسكة كما كان الحال قبل العشر سنوات الأخيرة؛  وذلك نتيجة لظروف الحرب التي تأثرت بها الأهالي، ويضيف متابعاً عمر: "افتقدنا هذا الشعور الذي يقربنا من بعضنا؛ كصلة الرحم و زيارة الأقارب، حيث لم نعد نرى لما كنا نراه قبل من زيارات بين أبناء المحافظة، وظروف الحرب أثرت على جميع النفسيات؛ فالعيد بالنسبة لي يفتقد إلى هذا الشعور".

وفي مقلب آخر دائما ما يأتي عيد الفطر ليجمع بين شعوب الجزيرة من مسيحيين وإسلام، حيث يتحدث آرام سركيس (مواطن من الطائفة المسيحية) لـ "راديو روزنة": "عيد الفطر هو عيد لا يعني فقط للإسلام؛ فهو يعني لنا كشعوب مسيحية أيضاً، فلطالما كنا نُعيّد مع أصدقائنا المسلمين؛ حتى كنا نقوم بشراء الثياب الجديدة و نقوم بمعايدة جميع أصدقائنا".
  

و بالإضافة إلى كذلك فإن العيد يعتبر من أهم الأيام التي تُوحد السوريين في أحزانهم ومعاناتهم خلال ثمان سنوات من التشرد والقتل والدمار، ورغم ذلك لم تغادر الفرحة أعين الأطفال المتشبثين بالحياة بكل براءة. 

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق