في الوقت الذي يُنتشل فيه الأطفال السوريون من تحت الأنقاض بفعل القصف الكثيف لقوات النظام وروسيا على شمالي البلاد، يظهر دريد لحام الممثّل السوري، يدعو إلى حملة تضامنية مع أطفال اليمن لدعمهم وعلاجهم، إثر القصف الذي تعرّضوا له من طيران التحالف.
ودعا لحّام خلال تسجيل مصوّر، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى "المشاركة في مداواة جراح طفل يمني، وعدم الاستحياء من إعطاء القليل، لأنّ الحرمان أقل منه" على حد قوله، بعدما سرد قصة جرت معه في دمشق.
وقال لحام خلال الفيديو بأنه "صادف في دمشق طفلاً استثنائياً، يبلغ من العمر 7 سنوات، وضع كرسياً، وطاولة عليها ألعاب في الشارع".
وأضاف أنه سأل الطفل عن سبب ما قام به، ليجيبه أنه يريد بيع هذه الألعاب من أجل إرسال ثمنها إلى طفل يمني، ليستطيع من خلالها تركيب طرف صناعي.
وتابع: " أحسست كم أن العالم بحاجة إلى لمسة طفولة لتصبح حياتنا أفضل، فأمور كثيرة يحتاجها الطفل اليمني، كالطعام والكساء والدواء والأمان ومداواة الجراح".
اقرأ أيضاً: أمل عرفة تشارك في صناعة دراما الشر السورية
واستهجن ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي دعوته إلى مساعدة أطفال اليمن، في الوقت الذي تشهد فيه مناطق الشمال السوري قصفاً عنيفاً من قبل النظام.
قال عاصم جميل، ناشط على وسائل التواصل الاجتماعي، تعليقاً على كلام دريد لحّام، " السوري دريد لحام يتباكى على أطفال اليمن بينما بشار الأسد يحرق أطفال ادلب وهو يصفق للأسد"
بينما اعتبر حساب على تويتر يحمل اسم "قحطاني"، أن "دريد الذي أيّد جرائم بشار الأسد ضد المدنيين، بمن فيهم الأطفال، طيلة ثمان سنوات، لا يمكن أن يكون تعاطفه صادقاً مع أطفال اليمن".
بينما علّق حساب آخر يحمل اسم "بيبرس" قائلاً: "دريد لحام ترك مئات الآلاف من الأطفال السوريين يعيشون الآن تحت القصف ويعانون من القتل والتهجير وذهب ليتضامن مع أطفال اليمن ، دريد يؤيد قاتل أطفال بلده لكن ضد قتل أطفال اليمن،لما الشخص ينتمي لطائفته بدل إنسانيته، مؤكداً التضامن مع كل أطفال العالم المظلومين، بما فيهم أطفال اليمن وليبيا"
وكان دريد لحام قد قال في حوار سابق في برنامج "قصارى القول" على قناة "روسيا اليوم" أنه: "عندما اندلع ما يسمى بالربيع العربي في سوريا، بعض الناس المخلصين نزلوا إلى الشوارع وطالبوا بالإصلاحات في البلاد، لكن كان هناك من قدم من الخارج لضرب سوريا، التي أرى أنها محور الإرادة".
يذكر أن دعوة الممثل السوري لمناصرة أطفال اليمن، تأتي بالتزامن مع استمرار الحملة العسكرية الكثيفة التي تشنها قوات النظام السوري على محافظة إدلب، منذ شهر نيسان، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين والأطفال، حيث تتوارد يومياً على وسائل التواصل والإعلام صور وأشلاء ودماء الأطفال الذين قضوا جراء القصف.
وحذّرت الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في شهر آب من العام الفائت، من أنّ مليون طفل سوري معرّضون للخطر في محافظة إدلب وحدها.
بينما كانت الأمم المتحدة أعلنت في الـ 25 من الشهر الحالي، نزوح نحو 210 آلاف شخص خلال أكثر من 16 يوماً، بفعل الغارات والقصف المدفعي شمالي غربي سوريا، ما يرفع إجمالي النازحين في أقل من شهرين إلى 240 ألف مدني.
الكلمات المفتاحية