الولايات المتحدة تؤكد على إسرائيلية الجولان.. من يتصدى لصفقة القرن؟

الولايات المتحدة تؤكد على إسرائيلية الجولان.. من يتصدى لصفقة القرن؟
سياسي | 31 مايو 2019

ما تزال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستمرة بتقديم دعمها الكامل للحكومة الإسرائيلية على طريق إعلان ما تروج له واشنطن ضمن ما بات يعرف بـ "صفقة القرن"، في مسعى مباشر لتكريس إسرائيلية الجولان.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أعلن مساء أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أرسل له خريطة جديدة لإسرائيل وقعها بنفسه تظهر هضبة الجولان السورية المحتلة جزءا من إسرائيل.

ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن نتنياهو يوم الخميس قوله: "ترامب أرسل لي مع مستشاره، جاريد كوشنر خريطة تظهر مرتفعات الجولان تحت السيادة الإسرائيلية"، متابعا بأن الخريطة المحدثة "أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية مذيلة بتوقيع ترامب".
 
 
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لنتنياهو مع خريطة وزارة الخارجية الأمريكية التي استلمها من جاريد كوشنر‬ بخط يد ترامب كتبت عليها كلمة جميل "Nice" بالقرب من مرتفعات الجولان المحتل.    
 
صحيفة "جيروزاليم بوست" ذكرت اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني بحسب ما ترجم عنه راديو روزنة أنه من المقرر عقد اجتماع ثلاثي إسرائيلي وأمريكي وروسي لمستشاري الأمن القومي في إسرائيل خلال الأيام المقبلة للتعامل مع قضايا الأمن الإقليمي، حيث سيتركز ضمن ملفاته بحث التورط الإيراني في سوريا.

و كان "البيت الأبيض" أصدر بيانًا يوم الأربعاء الفائت يقول فيه إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات والأمين الروسي لمجلس الأمن نيكولاي باتروشيف سيلتقيان في القدس في حزيران "لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي".
 
 
وقال نتنياهو تعليقاً على ذلك: "اقترحت على [الرئيس الأمريكي دونالد] ترامب [والرئيس الروسي فلاديمير] بوتين تشكيل لجنة ثلاثية أمريكية روسية إسرائيلية، تجتمع في القدس لمناقشة الوضع الأمني في الشرق الأوسط واتفقا على ذلك". . "هذا غير مسبوق. لقاء مثل لم يحدث من قبل في إسرائيل. أبدا"، في حين ذكرت وسائل إعلام روسية أن يفغيني أنوشين، المتحدث باسم باتروشيف ، أكد هذا اللقاء المقبل خلال حديثه مع صحفيين.

المحلل السياسي بسام القوتلي اعتبر خلال حديث لـ "راديو روزنة" أن القضية الأبرز ضمن ملفات "صفقة القرن" ستتركز بشكل رئيسي على قضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية بشكل خاص فهي الأهم بالنسبة لإسرائيل؛  معتبراً أن إسرائيل ومنذ ضمها للجولان المحتل منذ عام 1981 بات مسألة هذه الأراضي محسومة لديها؛ رغم وجود رفض أممي و دولي لذلك الإجراء الأحادي.


وأضاف: "أعتقد أن الحل الأميركي الإسرائيلي المطروح هو تقسيم سوريا؛ ومن خلال ذلك يتم إنهاء الحديث عن الجولان سواء كان الحل التقسيم أو الفدرلة، وأي عملية تقسيم لسوريا ستنهي الكيان السوري بشكله الحالي ما يعطي مبرر أكبر لإسرائيل أن تتمسك بالجولان".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال نهاية شهر آذار الفائت؛ أن الوقت حان لدعم "السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية" التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا، وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر" حينها: "بعد 52 عاما، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي".

الكنيست الإسرائيلي كان قد أقر في الـ 14 من كانون الأول 1981 ما يسمى بـ "قانون الجولان"، وهو قرار تم بموجبه فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على الهضبة، وإقامة انتخابات بلدية إسرائيلية فيها، إلا أن مجلس الأمن الدولي رد بسرعة على الخطوة الإسرائيلية؛ عندما اتخذ قراره رقم 497 بتاريخ 17 كانون الأول 1981، والذي اعتبر فيه أن قرار إسرائيل بضم الجولان لاغياً وباطلاً وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي.

اقرأ أيضاً: ترامب بدأ بـ رسم خارطة سوريا الجديدة.. ما السيناريوهات المحتملة؟

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت في حديث لـ "راديو روزنة" أن ما قام به ترامب من اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، هو عمل غير قانوني من قبل الإدارة الأميركية؛ مشيرة إلى أن ما تم هو اعتراف بأخذ أرض بطريقة غير قانونية في ظل رفض الأمم المتحدة لذلك.


وأشارت سارة كيالي؛ الباحثة المختصة في شؤون سوريا في منظمة هيومن رايتس ووتش، إلى أن اعتراف ترامب هو انتهاك للقانون الإنساني الدولي فضلاً عن أنه يساهم في تشريع الانتهاكات الممارسة من قبل إسرائيل.

وأضافت خلال حديثها لـ "روزنة" بأن "توقيع ترامب على هذا المرسوم لا يغير من حالة الجولان بأنها محتلة، هذا شيء معترف عليه وتحت القانون الدولي، وتبقى المنطقة محتلة إلى حين رحيل المحتل عن الأرض، والاستيلاء على الأرض التي قامت به إسرائيل هو شيء غير قانوني وغير معترف فيه، والحقوق الخاصة بالسوريين في الجولان الموضوعين تحت قانون الاحتلال ستبقى كما هي ولن تتغير".


من جانبه قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي؛ في حديث لـ "راديو روزنة" أن خطوة الاعتراف الأميركي "لا تقدم ولا تؤخر قانونيا"، وأن القانون الدولي لا يعترف بدولة ثالثة تقرر اقتطاع جزء من أراضي دولة أولى كي تمنحها لدولة ثانية.

وأضاف: "لكن بالمعنى الميداني والسياسي فيمكننا القول أن إسرائيل انتهكت الوضع القائم بمدينة القدس بموجب القرار 181 واستولت على القدس الغربية، ثم تطاولت في عام 1967 واحتلت بقية القدس، ومنذ ذلك اليوم تعاملنا مع كل هذه القرارات بوصفها أمرا واقعا، وبدأنا نطالب إسرائيل بعدم التمادي، وعدم احتلال المزيد وهي تفعل".

وأردف "بهذا المعنى؛ فالأمر خطير سيما إذا بقي الحال العربي من ضعف وتفكك؛ لانقسام وحروب داخلية، في هذه الحالة قد يصبح المؤقت دائم، ويتحول هذا الترتيب غير الشرعي إلى مقدمة لشرعية لاحقة، الرنتاوي رأى في قرار الجولان، بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل؛ من أجل ضم الضفة الغربية في فلسطين كاملة، وقال: "إذا بقي الحال السوري-الفلسطيني-العربي على ما هو عليه فأنا أتوقع أن تفقد سوريا جولانها بالفعل.

وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية نشرت تقريرا تقول فيه إن الحديث عن الحرب في الشرق الأوسط يتعلق بطهران وواشنطن، في الوقت الذي يحتل فيه الإسرائيليون مقعدا خلفيا لهذه المرة.

ويتحدث التقرير عن عودة الهدوء إلى مرتفعات الجولان، واختفاء الحديث في الصحف الإسرائيلية عن الحرب التي يخوضها الجيش على ثلاث جبهات، مع الجماعات الوكيلة لإيران، وحزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة، مشيرا إلى أن الحديث عن الحرب المحتومة بين إيران وإسرائيل استبدل بحديث عن حرب قادمة بين الولايات المتحدة وإيران.
 
و لفت التقرير بأن المسؤولين العسكريين وفي مجال الاستخبارات يرون أن مجموعة من العوامل السياسية والعسكرية أدت في الوقت الحالي لإبعاد الخطر الإيراني في سوريا، وقال ضابط كبير للصحيفة: "لم يعد هناك أي تهديد وجودي على دولة إسرائيل".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق