تقارب روسي أميركي محتمل تنتظره المسائل العالقة في الملف السوري؛ وذلك بعدما أعلنه المبعوث الرئاسي الأميركي إلى سوريا؛ جيمس جيفري والذي قال أن الولايات المتحدة وروسيا تجريان محادثات حول مسار محتمل للمضي قدما نحو حل الأزمة السورية، الأمر الذي من شأنه أن ينهي عزلة سوريا دولياً.
لا يبدو أن هذا الطرح الأميركي سيكون صعب التنفيذ فيما لو تكشفت آليات وإجراءات خطة المسار؛ إلا أن ما تشير إليه هذه الجزئية من التصريح أن واشنطن تبادر الآن لأنها باتت تدرك أن انفراجة الاستعصاء الروسي ستكون محققة لو قدمت واشنطن بعض التنازلات الشكلية.
إن تعطل المسار الدولي للحل في سوريا (مسار جنيف)؛ قد يخلفه تعطلاً آخر في المسار الذي نتج عن مؤتمر سوتشي مطلع العام الفائت (اللجنة الدستورية)، لذا فإن الولايات المتحدة الذي تبدو أنها ما تزال تمسك بأوراق الملف السوري على الصعيد السياسي؛ اتخذت خطوة إلى الأمام آملة أن تبادرها موسكو كذلك في خطوة مماثلة.
لا يبدو أن هذا الطرح الأميركي سيكون صعب التنفيذ فيما لو تكشفت آليات وإجراءات خطة المسار؛ إلا أن ما تشير إليه هذه الجزئية من التصريح أن واشنطن تبادر الآن لأنها باتت تدرك أن انفراجة الاستعصاء الروسي ستكون محققة لو قدمت واشنطن بعض التنازلات الشكلية.
إن تعطل المسار الدولي للحل في سوريا (مسار جنيف)؛ قد يخلفه تعطلاً آخر في المسار الذي نتج عن مؤتمر سوتشي مطلع العام الفائت (اللجنة الدستورية)، لذا فإن الولايات المتحدة الذي تبدو أنها ما تزال تمسك بأوراق الملف السوري على الصعيد السياسي؛ اتخذت خطوة إلى الأمام آملة أن تبادرها موسكو كذلك في خطوة مماثلة.

وجاءت تصريحات جيفري بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، والتي لفت من خلالها بأن موسكو وواشنطن تستكشفان "مقاربة تدريجية، خطوة بخطوة" لإنهاء النزاع السوري المستمر منذ 8 أعوام، غير أن ذلك يتطلب اتخاذ "قرارات صعبة".
القرارات الصعبة التي أشار إليها جيفري تتعلق بالخطوات الروسية الدالة على رغبة جدية في المضي قدما في تسيير المسار السياسي المتعلق بسوريا نحو الأمام؛ وتتمثل في إيقاف الحملة العسكرية التي تستهدف منطقة إدلب لخفض التصعيد في المقام الأول؛ ومن ثم قد تكون بدرجة أقل إطلاق اللجنة الدستورية بشكل رسمي؛ ليبدأ معها بالتوازي بدء رسم الخطوط العملية للتقارب الروسي الأميركي المحتمل.
هل بات التقارب الروسي-الأميركي قريباً؟
الناطق باسم "هيئة التفاوض" المعارضة؛ د. يحيى العريضي، قال في حديث خاص لـ "راديو روزنة" أن الأمريكان دائماً ما عبروا خلال لقاءاتهم المشتركة مع المعارضة عن رغبتهم في تفاهم حول المسألة السورية مع روسيا.

واعتبر العريضي أن روسيا تتطلع لصفقة أكبر من الإتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب أو إعلان تشكيل اللجنة الدستورية مع الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً بأن "الملفات التي على كاهل روسيا كثيرة وتريد بشكل أو بآخر التفاهم مع أميركا".
العريضي أشار إلى أن موسكو تسعى لتقديم أوراق اعتمادها للولايات المتحدة حتى لو استلزم الأمر أن يكون عن طريق إسرائيل، وتابع: "الخلافات بين (موسكو وواشنطن) في ملفات أخرى لن تطوى، فإحدى الميادين التي تشهد تصادم مصالحهم هي سوريا، وفي كثير من الأحيان تُحل كثير من القضايا على حساب القضية السورية والتي اعتبرت كـ "مكسر عصا" لكثير من القوى الإقليمية والدولية".
فيما رأى أن احتمال التقارب بين الطرفين موجود بحكم أنهما دولتين أساسيتين فيما يتعلق بالقرارات الدولية التي تعنى سوريا ابتداء من بيان جنيف إلى القرار"2254".
من جانبه أكد عبد المجيد بركات؛ عضو الهيئة السياسية في "الائتلاف" المعارض خلال حديثه لـ "روزنة" بأن أي تقارب روسي أميركي يكون على حساب القضايا الأساسية في المنطقة؛ ما ينعكس بشكل سلبي على تطلعات شعوب المنطقة وبخاصة سوريا.
وأضاف: "رأينا التفاهم الذي منح روسيا سواء في الجنوب في درعا أو في الغوطة الشرقية السيطرة في تلك المناطق، ولولا الموقف التركي الحازم بخصوص إدلب لكان أيضا يمكن أن يكون هناك تفاهم لمصلحة روسيا من أجل سيطرتها على المنطقة".
ونظر بركات إلى تصريحات جيفري بأنها تأتي ضمن حديث عام عن تقاسم مناطق النفوذ ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وإنما في شرق أوروبا، وأردف: "نحن ننظر إلى أن تقوية الدور الروسي؛ يأتي من أجل استمالة روسيا مع الدول الموقعة على العقوبات الأميركية ضد إيران، فوقوف روسيا مع الولايات المتحدة والمجموعة الدولية ضد إيران أعتقد أنه سينعكس بشكل ايجابي على الملف السوري".
كما رأى أن تصريحات جيفري تأتي ضمن حالة فترة توتر عسكري في منطقة الخليج، ما يشي بأنه قد يكون محاولة أميركية لإعطاء تطمينات لروسيا وإبقائها على موقف حيادي.
وتابع في هذا السياق: "هناك خشية من إطلاق يد روسيا في سوريا، فعادة عندما يكون تقارب بين دول يكون هناك تقاسم لمناطق النفوذ، لذلك فإن هذه الخشية خاصة بعد الصراع الروسي الإيراني في مناطق تواجد سيطرة النظام وأعتقد هنا بأن الكل سيقف مع روسيا ضد إيران".
هل تستجيب روسيا؟
الخبير في الشؤون الروسية؛ طه عبد الواحد، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن روسيا ومنذ بداية تدخلها في سوريا كانت تحاول تحقيق هدف واضح يتمثل بفرض أي شكل من أشكال التعاون مع الولايات المتحدة؛ على أساس يشمل اعتراف وإن كان ضمنياً بأن تصبح روسيا قوة دولية مهمة ولها مصالحها الخاصة إقليميا.
واعتبر في الوقت ذاته بأن ترامب يريد أن يتعاون مع روسيا في الملفات التي يمكن أن يتم التعاون فيها بين البلدين؛ موضحاً بأنه و رغم تراكم الخلافات بين موسكو وواشنطن لكن دائما ما تكون هناك أجواء ايجابية فيما يخص الملف السوري.
و فيما يخص الحملة العسكرية التي تشنها روسيا على إدلب رأى عبد الواحد أنه طالما يوجد فتور وضعف في المواقف الدولية؛ فإن روسيا ستنجح في تحقيق التقدم وخصوصا في تنفيذ سياستها وكل ما يخدم مصالحها.
القرارات الصعبة التي أشار إليها جيفري تتعلق بالخطوات الروسية الدالة على رغبة جدية في المضي قدما في تسيير المسار السياسي المتعلق بسوريا نحو الأمام؛ وتتمثل في إيقاف الحملة العسكرية التي تستهدف منطقة إدلب لخفض التصعيد في المقام الأول؛ ومن ثم قد تكون بدرجة أقل إطلاق اللجنة الدستورية بشكل رسمي؛ ليبدأ معها بالتوازي بدء رسم الخطوط العملية للتقارب الروسي الأميركي المحتمل.
هل بات التقارب الروسي-الأميركي قريباً؟
الناطق باسم "هيئة التفاوض" المعارضة؛ د. يحيى العريضي، قال في حديث خاص لـ "راديو روزنة" أن الأمريكان دائماً ما عبروا خلال لقاءاتهم المشتركة مع المعارضة عن رغبتهم في تفاهم حول المسألة السورية مع روسيا.

واعتبر العريضي أن روسيا تتطلع لصفقة أكبر من الإتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب أو إعلان تشكيل اللجنة الدستورية مع الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً بأن "الملفات التي على كاهل روسيا كثيرة وتريد بشكل أو بآخر التفاهم مع أميركا".
اقرأ أيضاً: هل تحمي روسيا النفوذ الإيراني في سوريا من التهديدات الأميركية؟
العريضي أشار إلى أن موسكو تسعى لتقديم أوراق اعتمادها للولايات المتحدة حتى لو استلزم الأمر أن يكون عن طريق إسرائيل، وتابع: "الخلافات بين (موسكو وواشنطن) في ملفات أخرى لن تطوى، فإحدى الميادين التي تشهد تصادم مصالحهم هي سوريا، وفي كثير من الأحيان تُحل كثير من القضايا على حساب القضية السورية والتي اعتبرت كـ "مكسر عصا" لكثير من القوى الإقليمية والدولية".
فيما رأى أن احتمال التقارب بين الطرفين موجود بحكم أنهما دولتين أساسيتين فيما يتعلق بالقرارات الدولية التي تعنى سوريا ابتداء من بيان جنيف إلى القرار"2254".
من جانبه أكد عبد المجيد بركات؛ عضو الهيئة السياسية في "الائتلاف" المعارض خلال حديثه لـ "روزنة" بأن أي تقارب روسي أميركي يكون على حساب القضايا الأساسية في المنطقة؛ ما ينعكس بشكل سلبي على تطلعات شعوب المنطقة وبخاصة سوريا.

ونظر بركات إلى تصريحات جيفري بأنها تأتي ضمن حديث عام عن تقاسم مناطق النفوذ ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وإنما في شرق أوروبا، وأردف: "نحن ننظر إلى أن تقوية الدور الروسي؛ يأتي من أجل استمالة روسيا مع الدول الموقعة على العقوبات الأميركية ضد إيران، فوقوف روسيا مع الولايات المتحدة والمجموعة الدولية ضد إيران أعتقد أنه سينعكس بشكل ايجابي على الملف السوري".
كما رأى أن تصريحات جيفري تأتي ضمن حالة فترة توتر عسكري في منطقة الخليج، ما يشي بأنه قد يكون محاولة أميركية لإعطاء تطمينات لروسيا وإبقائها على موقف حيادي.
وتابع في هذا السياق: "هناك خشية من إطلاق يد روسيا في سوريا، فعادة عندما يكون تقارب بين دول يكون هناك تقاسم لمناطق النفوذ، لذلك فإن هذه الخشية خاصة بعد الصراع الروسي الإيراني في مناطق تواجد سيطرة النظام وأعتقد هنا بأن الكل سيقف مع روسيا ضد إيران".
هل تستجيب روسيا؟
الخبير في الشؤون الروسية؛ طه عبد الواحد، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن روسيا ومنذ بداية تدخلها في سوريا كانت تحاول تحقيق هدف واضح يتمثل بفرض أي شكل من أشكال التعاون مع الولايات المتحدة؛ على أساس يشمل اعتراف وإن كان ضمنياً بأن تصبح روسيا قوة دولية مهمة ولها مصالحها الخاصة إقليميا.
واعتبر في الوقت ذاته بأن ترامب يريد أن يتعاون مع روسيا في الملفات التي يمكن أن يتم التعاون فيها بين البلدين؛ موضحاً بأنه و رغم تراكم الخلافات بين موسكو وواشنطن لكن دائما ما تكون هناك أجواء ايجابية فيما يخص الملف السوري.
و فيما يخص الحملة العسكرية التي تشنها روسيا على إدلب رأى عبد الواحد أنه طالما يوجد فتور وضعف في المواقف الدولية؛ فإن روسيا ستنجح في تحقيق التقدم وخصوصا في تنفيذ سياستها وكل ما يخدم مصالحها.

وحول تأثيرات تلك الحملة العسكرية قال الخبير في الشؤون الروسية أن التحرك الروسي أثر بشكل عام على مجمل الوضع في سوريا، وكان له تداعيات على التفاهمات التركية الأميركية بشأن المنطقة الآمنة في سوريا.
وأضاف أن "هذا التحرك العسكري مكن الروس والنظام من تثبيت تقدم ميداني في نقاط استراتيجية توفر للنظام السيطرة الشاملة على كافة الطرق والشرايين الاقتصادية؛ وتقليص مساحات المعارضه المسلحة إلى أكبر قدر ممكن، مقابل الحفاظ على سيطرة واسعة لجبهة النصرة".
وختم عبد الواحد حديثه لـ "روزنة" بالإشارة إلى أن كل هذه العوامل تشكل عنصر ضغط على أنقرة و المعارضة التي ترعاها تركيا، وفق قوله، فضلا عن أنها ستؤثر على الموقف بشأن قائمة المجتمع المدني واللجنة الدستورية؛ والتي مازالت محط خلاف إلى الآن، وهو الأمر الذي تعمل روسيا على التمكن من تحقيقه وما تسعى اليه من خلال حملتها على إدلب.
وأضاف أن "هذا التحرك العسكري مكن الروس والنظام من تثبيت تقدم ميداني في نقاط استراتيجية توفر للنظام السيطرة الشاملة على كافة الطرق والشرايين الاقتصادية؛ وتقليص مساحات المعارضه المسلحة إلى أكبر قدر ممكن، مقابل الحفاظ على سيطرة واسعة لجبهة النصرة".
وختم عبد الواحد حديثه لـ "روزنة" بالإشارة إلى أن كل هذه العوامل تشكل عنصر ضغط على أنقرة و المعارضة التي ترعاها تركيا، وفق قوله، فضلا عن أنها ستؤثر على الموقف بشأن قائمة المجتمع المدني واللجنة الدستورية؛ والتي مازالت محط خلاف إلى الآن، وهو الأمر الذي تعمل روسيا على التمكن من تحقيقه وما تسعى اليه من خلال حملتها على إدلب.
الكلمات المفتاحية