يُقدّم صناع مسلسل "مسافة أمان" خلال الموسم الدرامي الحالي لوحة فنية متكاملة من الطراز الرفيع؛ جذبت جمهور الدراما السورية والعربية على حد سواء بتلهف وشغف لمتابعة الدراما التي احترمت عقولهم وقدمت لهم دراما اجتماعية تشبه حياتهم الحقيقية بعيداً عن أي مغالاة ومبالغة.
و يمكن القول أن "مسافة أمان" ومن خلال النص البديع الذي قدمته الكاتبة المتميزة خلال هذا الموسم بعملين دراميين مهمين؛ إيمان السعيد، استطاع من خلاله أبطال المسلسل من أمام الكاميرا ووراءها أن يضعوا أمام الجمهور دراما بسيطة أسرت القلوب وهي تروي لهم القصص المعاشة بعيدا أي تنميق أو تزلف، قصصاً عن الحب والأنانية والفقر و قسوة الحرب وآثارها الصادمة.

وأكد "مسافة أمان" كل التوقعات التي سبقت عرضه أنه سيحجز مركز متقدم ضمن قائمة الأعمال الجماهيرية وذات السوية العالية والاحترافية في الوقت نفسه، حيث عاد بنا العمل للتأكيد على أن الدراما الناجحة هي من تصور الحياة الحقيقية لمجتمعاتها وتعالج مشاكلهم و أزماتهم بكل صدق وإحساس عال.
المسلسل الذي يشارك في بطولته نجوم الصف الأول في الدراما السورية؛ كـ سلافة معمار، كاريس بشار، عبدالمنعم عمايري، قيس الشيخ نجيب، نادين حسام تحسين بك، وفاء موصللي؛ وآخرون من النجوم الشباب الذين أثبتوا علو كعبهم في ساحة الدراما السورية خلال الموسم الحالي بشكل خاص، قدموا لنا اللوحة الفنية الرفيعة بأدوات فنية متفردة ليجسدوا لنا شخصياتهم ضمن أبعاد جديدة تضمن قوة حضورها أمام الناس و تتناغم مع براعة النص وتشكيل الشخصيات التي جادت بها الكاتبة إيمان السعيد.
الكاتبة إيمان السعيد؛ وهي مؤلفة مسلسل "مسافة أمان" فسّرت خلال حديث خاص لـ "راديو روزنة" أسباب الانتشار الجماهيري والمتابعة الواسعة التي حظي بها المسلسل بالقول أن العمل استطاع ملامسة كثير من السوريين؛ لأن العمل احترم ظرفهم الواقعي وحجم معاناتهم ولم يتجاهلها؛ وفق قولها.

وأضافت: "(كذلك فإن) العمل لم يتحول لنشرة أخبار توثيقية، فضلا عن أنه أخذ البعد الإنساني من خلال شخصياته، و حتى لو كان المتابعون أيضاً من خارج دائرة الاهتمام المعني بالعمل؛ فإنهم سيكونوا مهتمين لمتابعة شرط الحكاية والتشويق ومصير الشخصيات، وكيف يمكن أن تتقاطع هذه الحكايات مع بعضها".
وكذلك اعتبرت السعيد بأن من يرفع من أسهم مشروع المسلسل قبل العرض أيضاً اسم مخرج كـ الليث حجو لديه رصيده من الأعمال الدرامية السورية الناجحة؛ وكذلك يملك جمهور خاص سوري و عربي.
كاتبة العمل الذي أنجزته بإتقان؛ لم يفتها أيضاً أن تشير إلى أداء الممثلين الذي وصفته بـ "العالي جدا"، وتضيف" أحسوا بصدق شخصياتهم و أدوارهم، ولكن أيضاً كان قلبي على بعض الشخصيات التي تمثل الجيل الجديد مثل شخصية صبا و مثل شخصية مروان، فـ صبا بالنسبة لي هي صفعتي لهذا المجتمع حينما أريد القول له "انظر إلى أين الظلم يستطيع أن يصل بالإنسان".
اقرأ أيضاً: بعد استمرار نجاح "الهيبة" كاتب العمل يتحدث لـ "روزنة" عن التأثير الحاسم للجمهور
وتابعت في السياق ذاته: "الشخصية الثانية و هي مروان، وهي تمثل شيء خاص لدي أيضاً؛ فهي هزيمتي بأحلام التغيير والحرية، و بأن نكون بمستقبل أفضل، هذه الخطوط من الخطوط المتبدلة بشكل كبير دراميا والصراع الداخلي والخارجي أيضاً فيها كبير".
وختمت في هذا الجانب قائلة: "كنت متخوفة على تلك الشخصيات الشابة أكثر من غيرها؛ لأن الجيل الأول من الممثلين مثل قيس وسلافة وكاريس وعبد المنعم وندين "ما بينخاف عليهم" لأنهم متمرسين وعندهم تاريخهم وأدواتهم واسمهم وجمهورهم، كنت خائفة فقط على شخصيات الجيل الجديد، والحقيقة الآن فأنا أشعر أنهم بدأوا بتنفس أدوارهم لذا بت مطمئنة".
سيطرة القصص النسائية..
السعيد لفتت خلال حديثها لـ "روزنة" إلى أن الأسباب التي تعود لسيطرة الجانب المتعلق بالنساء وقصصهن وتفاصيلهن في "مسافة أمان" يعود وفق رأيها إلى أن حصاد المرأة من الحرب في مجتمعنا و في كل مجتمعات العالم يكون "الأكبر و الأفجع و الأصعب".
و اعتبرت أنها ككاتبة امرأة فإن درجة حساسيتها تجاه المرأة وتفاصيلها تكون بدرجة أعلى، فيكون لديها القدرة على التقاطها وتقديمها بطريقة وحساسية إنسانية مختلفة؛ بين واقعها و صراعاتها الداخلية.
![]()
وتابعت: "يمكن أن يكون شكل الخطوط الدرامية المتعلقة بقصص النساء حاضرة في العمل أكثر، لكن هذا له علاقة بأن نسبة النساء ترتفع على نسبة الذكور في فترة الحرب وما بعدها لأسباب جميعنا يعرفها، فالرجال تفتقد في الحروب بنسبة أكبر من النساء، وكما ذكرت سابقاً فإن النساء يحصدن هذا الخراب والفقدان، لذلك تتحمل النساء أيضاً عبء القدرة على المتابعة والاستمرار بوظيفة الرجل والمرأة في الآن ذاته، وذلك لتعويض غياب الرجل بكل الأشكال".
ونفت السعيد بأن يكون الغرض من حضور القصص النسائية بشكل أكبر؛ من أجل الاستثمار في هذا الجانب سواء لغايات تسويقية أو لغايات استهلاك الموضوع النسوي من خلال أن يكون هذا الأمر عنصر جذب أكبر.
وأكدت في الوقت ذاته أن النص لم يذهب فقط لحكايات النساء؛ وإنما ذهب أيضاً إلى فئة عمرية كانت السعيد حريصة لأن تكون هذه الفئة حاضرة في العمل، معتبرة أنها هي من تمثل المستقبل على الرغم من أنه لا يحمل أي بشرة خير؛ وفق اعتبارها.
وتابعت: "هم مصير جيل من أولادنا المتروكين لوحدهم على الطريق من غير حماية وحصانة أهل و دولة ومستقبل و علم، واعتقد أن هذا الموضوع كان حاضراً في مسافة أمان، وهذه الفئة العمرية لا يتم التطرق لها عادة في الدراما، ولكنها الآن فرضت نفسها علينا؛ لأنها حاضرة أمامنا وتخبرنا كم هو المستقبل مخيف ومجهول".
لماذا مسافة أمان؟
وخلال حديثها لـ "روزنة" أوضحت الكاتبة إيمان السعيد بأن اسم "مسافة أمان" يحمل نفسه؛ فـ (السوريين) اليوم بحسب تعبيرها يضعون مسافة أمان تجاه بعضهم بسبب عدم شعورهم بالأمان تجاه بعضهم، معتبرة أن السؤال عن هذه المسافة في العمل يأتي الجواب عليه بنتيجة العمل في نهايته؛ من خلال الإبراز حول ما إذا كانت هذه المسافة قادرة أن تحمينا أم لا.
وأضافت: "مشروع مسافة أمان تحدث كثيرا عن نفسه من خلال الحلقات المعروضة، فهو يحمل رسائل كثيرة، وصوت الراوي هو صوتي في هذا العمل، أما باقي الأمور التي أردت الحديث عنها قمت بتوزيعها على باقي الشخصيات بما تتطلبه الضرورة الدرامية".
ولفتت السعيد خلال حديثها إلى أن ما كان يهمها في العمل القول بأن ما يحدث أثناء الحرب وما بعد الحرب هو أقسى مما يحدث في لحظة إطلاق الرصاص ولحظة القصف ولحظة الدمار لأن الخراب الإنساني و المبدأي و الأخلاقي هو الخراب الأكبر؛ بحسب وصفها.
وتابعت:" أعتقد أن هذه المرحلة نعيشها الآن كما نعيش الانهيار بانسانيتنا و بمبادئنا؛ ليبدأ الإنسان كمن يأكل لحم أخيه ميتا؛ وهذه إحدى الرسائل التي يحملها العمل".
وختمت بالقول: "هذا النص كان ثقيلا على روحي لأنه فعلا كان مؤلما جدا لي أثناء الكتابة، والآن الألم يزيد أكثر أثناء العرض، فحقيقة نحن مثلما قالت إحدى شخصيات العمل بأن السوريين اليوم هم مأساة القرن الـ21".
و يمكن القول أن "مسافة أمان" ومن خلال النص البديع الذي قدمته الكاتبة المتميزة خلال هذا الموسم بعملين دراميين مهمين؛ إيمان السعيد، استطاع من خلاله أبطال المسلسل من أمام الكاميرا ووراءها أن يضعوا أمام الجمهور دراما بسيطة أسرت القلوب وهي تروي لهم القصص المعاشة بعيدا أي تنميق أو تزلف، قصصاً عن الحب والأنانية والفقر و قسوة الحرب وآثارها الصادمة.

وأكد "مسافة أمان" كل التوقعات التي سبقت عرضه أنه سيحجز مركز متقدم ضمن قائمة الأعمال الجماهيرية وذات السوية العالية والاحترافية في الوقت نفسه، حيث عاد بنا العمل للتأكيد على أن الدراما الناجحة هي من تصور الحياة الحقيقية لمجتمعاتها وتعالج مشاكلهم و أزماتهم بكل صدق وإحساس عال.
المسلسل الذي يشارك في بطولته نجوم الصف الأول في الدراما السورية؛ كـ سلافة معمار، كاريس بشار، عبدالمنعم عمايري، قيس الشيخ نجيب، نادين حسام تحسين بك، وفاء موصللي؛ وآخرون من النجوم الشباب الذين أثبتوا علو كعبهم في ساحة الدراما السورية خلال الموسم الحالي بشكل خاص، قدموا لنا اللوحة الفنية الرفيعة بأدوات فنية متفردة ليجسدوا لنا شخصياتهم ضمن أبعاد جديدة تضمن قوة حضورها أمام الناس و تتناغم مع براعة النص وتشكيل الشخصيات التي جادت بها الكاتبة إيمان السعيد.
الكاتبة إيمان السعيد؛ وهي مؤلفة مسلسل "مسافة أمان" فسّرت خلال حديث خاص لـ "راديو روزنة" أسباب الانتشار الجماهيري والمتابعة الواسعة التي حظي بها المسلسل بالقول أن العمل استطاع ملامسة كثير من السوريين؛ لأن العمل احترم ظرفهم الواقعي وحجم معاناتهم ولم يتجاهلها؛ وفق قولها.

وأضافت: "(كذلك فإن) العمل لم يتحول لنشرة أخبار توثيقية، فضلا عن أنه أخذ البعد الإنساني من خلال شخصياته، و حتى لو كان المتابعون أيضاً من خارج دائرة الاهتمام المعني بالعمل؛ فإنهم سيكونوا مهتمين لمتابعة شرط الحكاية والتشويق ومصير الشخصيات، وكيف يمكن أن تتقاطع هذه الحكايات مع بعضها".
وكذلك اعتبرت السعيد بأن من يرفع من أسهم مشروع المسلسل قبل العرض أيضاً اسم مخرج كـ الليث حجو لديه رصيده من الأعمال الدرامية السورية الناجحة؛ وكذلك يملك جمهور خاص سوري و عربي.
كاتبة العمل الذي أنجزته بإتقان؛ لم يفتها أيضاً أن تشير إلى أداء الممثلين الذي وصفته بـ "العالي جدا"، وتضيف" أحسوا بصدق شخصياتهم و أدوارهم، ولكن أيضاً كان قلبي على بعض الشخصيات التي تمثل الجيل الجديد مثل شخصية صبا و مثل شخصية مروان، فـ صبا بالنسبة لي هي صفعتي لهذا المجتمع حينما أريد القول له "انظر إلى أين الظلم يستطيع أن يصل بالإنسان".
اقرأ أيضاً: بعد استمرار نجاح "الهيبة" كاتب العمل يتحدث لـ "روزنة" عن التأثير الحاسم للجمهور
وتابعت في السياق ذاته: "الشخصية الثانية و هي مروان، وهي تمثل شيء خاص لدي أيضاً؛ فهي هزيمتي بأحلام التغيير والحرية، و بأن نكون بمستقبل أفضل، هذه الخطوط من الخطوط المتبدلة بشكل كبير دراميا والصراع الداخلي والخارجي أيضاً فيها كبير".
وختمت في هذا الجانب قائلة: "كنت متخوفة على تلك الشخصيات الشابة أكثر من غيرها؛ لأن الجيل الأول من الممثلين مثل قيس وسلافة وكاريس وعبد المنعم وندين "ما بينخاف عليهم" لأنهم متمرسين وعندهم تاريخهم وأدواتهم واسمهم وجمهورهم، كنت خائفة فقط على شخصيات الجيل الجديد، والحقيقة الآن فأنا أشعر أنهم بدأوا بتنفس أدوارهم لذا بت مطمئنة".
سيطرة القصص النسائية..
السعيد لفتت خلال حديثها لـ "روزنة" إلى أن الأسباب التي تعود لسيطرة الجانب المتعلق بالنساء وقصصهن وتفاصيلهن في "مسافة أمان" يعود وفق رأيها إلى أن حصاد المرأة من الحرب في مجتمعنا و في كل مجتمعات العالم يكون "الأكبر و الأفجع و الأصعب".
و اعتبرت أنها ككاتبة امرأة فإن درجة حساسيتها تجاه المرأة وتفاصيلها تكون بدرجة أعلى، فيكون لديها القدرة على التقاطها وتقديمها بطريقة وحساسية إنسانية مختلفة؛ بين واقعها و صراعاتها الداخلية.
وتابعت: "يمكن أن يكون شكل الخطوط الدرامية المتعلقة بقصص النساء حاضرة في العمل أكثر، لكن هذا له علاقة بأن نسبة النساء ترتفع على نسبة الذكور في فترة الحرب وما بعدها لأسباب جميعنا يعرفها، فالرجال تفتقد في الحروب بنسبة أكبر من النساء، وكما ذكرت سابقاً فإن النساء يحصدن هذا الخراب والفقدان، لذلك تتحمل النساء أيضاً عبء القدرة على المتابعة والاستمرار بوظيفة الرجل والمرأة في الآن ذاته، وذلك لتعويض غياب الرجل بكل الأشكال".
قد يهمك: مسلسلات "البيئة الشامية"... هل أساءت لتاريخ وعراقة دمشق؟
ونفت السعيد بأن يكون الغرض من حضور القصص النسائية بشكل أكبر؛ من أجل الاستثمار في هذا الجانب سواء لغايات تسويقية أو لغايات استهلاك الموضوع النسوي من خلال أن يكون هذا الأمر عنصر جذب أكبر.
وأكدت في الوقت ذاته أن النص لم يذهب فقط لحكايات النساء؛ وإنما ذهب أيضاً إلى فئة عمرية كانت السعيد حريصة لأن تكون هذه الفئة حاضرة في العمل، معتبرة أنها هي من تمثل المستقبل على الرغم من أنه لا يحمل أي بشرة خير؛ وفق اعتبارها.
وتابعت: "هم مصير جيل من أولادنا المتروكين لوحدهم على الطريق من غير حماية وحصانة أهل و دولة ومستقبل و علم، واعتقد أن هذا الموضوع كان حاضراً في مسافة أمان، وهذه الفئة العمرية لا يتم التطرق لها عادة في الدراما، ولكنها الآن فرضت نفسها علينا؛ لأنها حاضرة أمامنا وتخبرنا كم هو المستقبل مخيف ومجهول".
لماذا مسافة أمان؟
وخلال حديثها لـ "روزنة" أوضحت الكاتبة إيمان السعيد بأن اسم "مسافة أمان" يحمل نفسه؛ فـ (السوريين) اليوم بحسب تعبيرها يضعون مسافة أمان تجاه بعضهم بسبب عدم شعورهم بالأمان تجاه بعضهم، معتبرة أن السؤال عن هذه المسافة في العمل يأتي الجواب عليه بنتيجة العمل في نهايته؛ من خلال الإبراز حول ما إذا كانت هذه المسافة قادرة أن تحمينا أم لا.
وأضافت: "مشروع مسافة أمان تحدث كثيرا عن نفسه من خلال الحلقات المعروضة، فهو يحمل رسائل كثيرة، وصوت الراوي هو صوتي في هذا العمل، أما باقي الأمور التي أردت الحديث عنها قمت بتوزيعها على باقي الشخصيات بما تتطلبه الضرورة الدرامية".
قد يهمك: خلدون قتلان لـ"روزنة": مسلسل باسل خياط ممنوع من العرض قريباً
ولفتت السعيد خلال حديثها إلى أن ما كان يهمها في العمل القول بأن ما يحدث أثناء الحرب وما بعد الحرب هو أقسى مما يحدث في لحظة إطلاق الرصاص ولحظة القصف ولحظة الدمار لأن الخراب الإنساني و المبدأي و الأخلاقي هو الخراب الأكبر؛ بحسب وصفها.
وتابعت:" أعتقد أن هذه المرحلة نعيشها الآن كما نعيش الانهيار بانسانيتنا و بمبادئنا؛ ليبدأ الإنسان كمن يأكل لحم أخيه ميتا؛ وهذه إحدى الرسائل التي يحملها العمل".
وختمت بالقول: "هذا النص كان ثقيلا على روحي لأنه فعلا كان مؤلما جدا لي أثناء الكتابة، والآن الألم يزيد أكثر أثناء العرض، فحقيقة نحن مثلما قالت إحدى شخصيات العمل بأن السوريين اليوم هم مأساة القرن الـ21".
الكلمات المفتاحية