كثفت الهجمة العسكرية الأخيرة على مناطق في إدلب وحماة من قبل النظام السوري وحليفه الروسي؛ من استهدافها للمراكز الطبية والكوادر العاملة في القطاع الإغاثي والطبي.
ولا يعتبر هذا الاستهداف الممنهج هو الأول من نوعه؛ فقد كانت المراكز الطبية هدفاً رئيسيا خلال الفترة السابقة ضمن الاستهدافات المتكررة، الأمر الذي دفع المئات من العاملين في الكوادر الطبية والإغاثية؛ مطلع الأسبوع الفائت، لإطلاق نداء يطالب بحماية المدنيين في شمال غرب سوريا و ايقاف القصف على منطقة إدلب.
حيث وقع حوالي 400 عامل وعاملة في المجال الطبي والإنساني والبحث والإنقاذ، رسالة مفتوحة لمطالبة الأطراف الرئيسية في شمال غرب سوريا - روسيا وتركيا بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة - بإيقاف القصف على المنطقة.
واستهدف كل من النظام السوري و حليفه الروسي (ابتداء من الـ 29 من شهر نيسان) بقصف 19 مشفى ونقطة طبية على الأقل؛ ما أخرجها عن الخدمة تماماً، وأجبر المشافي على العمل بحالة الطوارئ واستقبال الحالات المستعجلة فقط.

ووجه الموقعون على الرسالة المفتوحة ندائهم إلى "الناس والبشر في كل مكان، لقد فقدنا الأمل بقادة العالم على التحرك؛ ولكننا نطلب منكم أن تكونوا شهوداً وتنشروا في اوساطكم معلومات عما يحدث في إدلب".
وتابعوا ندائهم بالتوجه إلى "ضامني اتفاقية نزع السلاح وأعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة، نضعكم تحت المساءلة لكل مدني ومدنية فقدوا حياتهم ونطالبكم بتحمل مسؤولياتكم وإيقاف القصف، و إلى الحكومات الممولة، نطالبكم بتخصيص تمويل عاجل للسماح للمنظمات على الأرض بالاستجابة لهذه الكارثة الإنسانية".
قد يهمك: مركز الدفاع المدني الوحيد في كفرنبل.. خارج الخدمة
حركة "حملة من أجل سوريا" التي تبنت هذا النداء، قالت مديرتها التنفيذية ليلى كيكي؛ في حديث خاص لـ "راديو روزنة" أنه وبعد التصعيد الكبير من قبل النظام و روسيا فإن المدنيين في المنطقة ليس لهم مكان يهربون إليه إلا حدود مغلقة، وتابعت بأنهم قد أخبروا شركائهم على الأرض بأن المدنيين لم يشهدوا هجوماً بهذه الوحشية طيلة السنوات الثمانية التي مضت.
وأكدت بالقول: "لا يمكننا الوقوف جانباً بينما يقع المدنيون في إدلب ضحية جرائم حرب ترتكب ضدهم في ظل صمت دولي مخجل، سنستمر في توجيه النداءات لإيقاف القصف إلى أن يتوقف القصف فعلاً، بالرغم من أننا فقدنا الأمل في مجلس أمن مرهون بفيتو روسي، و بقادة دول ليست من أولوياتهم حماية المدنيين، إلا أننا نأمل بتحرك دولي لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية".
ونوهت إلى أن الاستهداف المتعمد للمشافي والنقاط الطبية وإخراجها عن الخدمة، أدى إلى حرمان عدد كبير من المدنيين في تلك المناطق من عناية طبية أساسية جداً خاصة مع استمرار القصف؛ وفق قولها.
وأضافت: "الجرحى الذين يتم إخراجهم من تحت الأنقاض اليوم لن يتمكنوا من تلقي العلاج الذي قد ينقذ حياتهم، سيضطرون للسفر إلى مناطق أبعد لتلقي العلاج وهذا سيعرض حياتهم لخطر أكبر، عدا عن الأمراض التي لا تخص القصف، إذ شهدنا على قصف مراكز غسيل الكلى، ومشافي توليد وأطفال وبنوك الدم، إنها كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة".
وحول الأثر المتوقع من هذا النداء؛ قالت كيكي: "(من خلال) تواصلنا المباشر مع أصدقائنا وصديقاتنا في إدلب سنستمر في تغطية ما يحدث و إخبار قصصهم عبر جميع القنوات التي يمكننا الوصول إليها، سنستمر في حملتنا إلى أن يُسمع من أصحاب القرار".
وفي هذا السياق لفتت إلى أن حملات المناصرة السابقة لحلب والغوطة لاقت تأييداً عالمياً كبيراً ومن المؤكد أنها ساهمت في الضغط على أصحاب القرار لإنقاذ المدنيين، وفق قولها.
و أردفت: "نعم لم يتوقف القصف ولكن من المهم الاستمرار في هذه الحملات على الأقل لفضح جرائم النظام ضد الشعب السوري، كما أن الجهود المحلية والدولية العام الفائت ساهمت بشكل كبير في الضغط على تركيا وروسيا لتوقيع اتفاقية المنطقة منزوعة السلاح؛ والتي أعطت المدنيين في إدلب نوعاً من الراحة لفترة زمنية".
اقرأ أيضاً: فصائل المعارضة تطلق عملية عسكرية ضد النظام شمال حماة
وكان مجلس "محافظة حماة الحرة" المعارض، الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والدول الضامنة، الوقوف عند التزاماتها والعمل على وقف الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري وروسيا على ريفي حماة وإدلب.
ودعا بيان لـ مجلس المحافظة، المدنيين إلى التظاهر اليوم الجمعة، للمطالبة بالعودة إلى قراهم ومدنهم ومناطقهم التي هجرتهم منها الحملة العسكرية الأخيرة، هذا وسيطرت قوات النظام السوري هذا الأسبوع على قرية الحويز في منطقة سهل الغاب غرب حماة، وبلدتي قلعة المضيق وكفرنبودة، وقرى تل هواش والجابرية والتوبة والشيخ إدريس شمال مدينة حماة.
وأطلقت فصائل المعارضة، الاثنين الماضي، عملية عسكرية ضد قوات قوات النظام وحلفائه في شمال مدينة حماة، في الوقت الذي يشهد فيه ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي قصفاً كثيفاً منذ أواخر نيسان الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، فضلاً عن نزوح آلاف المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً.
وبحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من 180 ألف شخص نزحوا جراء القصف الذي استهدف مناطقهم في شمال غرب سوريا، في الفترة الممتدة بين التاسع والعشرين من نيسان وحتى التاسع من أيار الجاري.
الكلمات المفتاحية