الدراما العربية المشتركة خطفت نجوم الدراما السورية.. ما مصير الإنتاج المحلي؟

الدراما العربية المشتركة خطفت نجوم الدراما السورية.. ما مصير الإنتاج المحلي؟
الأخبار العاجلة | 08 مايو 2019

يحتل نجوم الدراما السوريين بشكل دائم في كل موسم دراما رمضاني؛ السيطرة على أدوار البطولة في مسلسلات الدراما العربية المشتركة "pan arab"، حيث يشكل هذا الحضور بوابة نجاح رئيسية لصُنّاع العمل؛ بسبب ما يمتلكه نجوم الدراما السورية من حرفية عالية و جماهيرية واسعة جدا تجاوزت منذ زمن حدود أي مقارنة مع العديد من نجوم المنطقة العربية.

و إن كان يمثل تواجد هؤلاء النجوم السوريين في الدراما المشتركة؛ كـ تيم حسن؛ عابد فهد؛ جمال سليمان؛ باسل خياط؛ مكسيم خليل؛ قصي خولي؛ قيس الشيخ نجيب؛ وآخرون، يمثل لهم إنجازات متوقعة تضيف لرصيدهم الفني الزاخر؛ إلا أنه وفي المقام نفسه لا يمكن إنكار تأثر الدراما المحلية السورية في ظل غياب العديد منهم عن التواجد في دراما بلدهم لسنوات.

وشهدت الدراما السورية تدنيا كبيرا بشكل ملحوظ من بعد عام 2011 سواء في عدد الأعمال المنتجة ومستوى الدعم المالي لتلك الأعمال؛ ما ارتبط أيضاً برداءة جودتها وسويتها؛ إن كان على صعيد النص و الصورة أو حتى التمثيل.

وفي حين يمكن اعتبار أن مداومة نجوم الدراما السورية على تصدر الأعمال العربية؛ يمنح تواجدا لأحد أهم عناصر الدراما السورية؛ ما يعني ضمانا لعدم تغييب متكامل الأطراف للدراما السورية عن المشهد الدرامي العربي، فمع ضعف إنتاج الأعمال السورية وقلة الاهتمام بأركان نجاحها خلال السنوات الماضية؛ والحظر المفروض على تسويق الأعمال السورية في المحطات العربية؛ باتت المخاوف من انهيار الدراما السورية تشكل هاجسا مستمرا لمن بقي محافظا على دوران عجلة الإنتاج الدرامي السوري ولو بحده الأدنى.

فالدراما السورية التي لم تغب عن متابعيها بالحضور و إن كانت بمستوى بات متهالكا و مهلهلا في أعمال عدة، إلا أن ذلك يمكن أن يكون موضع الإهتمام والربط ما بينه وبين استمرار حفاظ النجوم السوريين على الصف الأول عربيا؛ ما يدفع لإثارة التساؤل حول ما قدمته الدراما المشتركة للدراما السورية المحلية؛ وفيما إذا كان ذلك التأثير ذو طابع سلبي أم إيجابي.


اقرأ أيضاً: دراما رمضان تشهد عودة فنانين غابوا طويلاً.. ما هي أسباب الغياب؟


الكاتب الدرامي السوري؛ كمال مرة، وهو صاحب أعمال درامية تركت بصمتها في ساحة الدراما السورية؛ منها مسلسلات "الحوت" و "كوم الحجر" و "حمام شامي"، قال في حديث لـ "راديو روزنة" أن وضع الدراما السورية ليس بخير، معتبرا أن الوضع الذي وصلت إليه الدراما لاعلاقة له بالسنوات الأخيرة من الأزمة السورية فقط، بل أن المشكلة كانت موجودة أثناء الإنتاج الدرامي الكثيف كمّا و نوعا، وفق رأيه.

وأضاف متابعاً: بأن "هذه المشكلة تتلخص في أن أكثر من نصف الإنتاج لم يكن سورياً خالصاً؛ بل كان يتم برؤوس أموال أجنبية، وبالتالي فإن رؤوس الأموال هذه اضطرت للهرب أثناء الأزمة إلى الدول المجاورة،  خاصة و أن الحصار الاقتصادي قد طال الأعمال الدرامية".

وأردف بالقول: "(هناك سبب آخر يتمثل في أنه) لم يكن هناك سوق محلي كي تعاود دورة الانتاج عملها بعيدا عن الأسواق الخارجية؛ التي تتحكم في هذا الإنتاج ونوعيته".

واعتبر مرة خلال حديثه لـ "روزنة" أن هذان الأمران كانا من الأسباب الرئيسية لتراجع الإنتاج في سوريا؛ مضافا إليها الأزمة السورية التي لما تنتهي بعد، وفي ظل هذا الوضع رأى بأنه لم يعد للممثلين نجوما و غيرهم سوى البحث عن فرص عمل خارج سوريا؛ وتحت ما يسمى "الإنتاج المشترك"؛ أو "التطعيم"، حيث أشار إلى أن ذلك ليس سيئا بالشكل العام، إلا أنه يضع الممثل السوري ولو بعد حين تحت مسمى النجم الثاني.

وختم بالقول: "لست متفائلا بخصوص الدراما السورية، طالما أنها بدأت عشوائية دون أي ضوابط فنية و انتاجية؛ و تستمر على هذا النحو، وهذا ما يبرر ظهور الكثير من الأعمال الرديئة و دخول أنصاف المواهب لهذا الوسط من فنيين وفنانين".


قد يهمك: 5مسلسلات سوريّة "تحضر بقوة" في دراما رمضان 2019


هذا ويبرز خلال الموسم الدرامي الحالي تصَدّر عديد النجوم السوريين لأعمال الدراما المشتركة، حيث يجسد الفنان عابد فهد دور البطولة في مسلسل "دقيقة صمت" (تأليف سامر رضوان، و إخراج شوقي الماجري)، بينما يستمر إنتاج مسلسل "الهيبة" بـ جزئه الثالث (تأليف باسم السلكا؛ و إخراج سامر البرقاوي)، وببطولة متفردة لـ "تيم حسن"، و سيدة الشاشة "منى واصف".

بينما يشارك النجم قصي خولي في بطولة مسلسل "خمسة ونص" (تأليف إيمان سعيد؛ و إخراج فيليب أسمر)، وتقف أمامه للمرة الأولى الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم.

وفي مسلسل "الكاتب" (تأليف ريم حنا؛ و إخراج رامي حنا)، تعاد ثنائية النجم السوري باسل خياط والممثلة اللبنانية دانييلا رحمة بعد مسلسل "تانغو" العام الفائت، بينما يبدع النجم مكسيم خليل في بطولة مسلسل "صانع الأحلام" (تأليف بشار عباس؛ و إخراج محمد عبد العزيز).

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق