تحالف روسي-إسرائيلي في سوريا.. كيف ستكون نتائجه؟

تحالف روسي-إسرائيلي في سوريا.. كيف ستكون نتائجه؟
الأخبار العاجلة | 02 مايو 2019

 

بعد إتمام تسليم رفات الجندي الإسرائيلي (زخريا باومل) مطلع نيسان الفائت، ومن ثم الإفراج عن أسيرين سوريين لدى إسرائيل، باتت تلوح في الأجواء إشارات تقارب وتفاهم كبيرة بين روسيا و إسرائيل.

هذا التقارب الذي على ما يبدو سيكون له الثقل الأساس على الملف السوري؛ والذي سيتركز في المقام الأول على مسألة إخراج النفوذ الإيراني من سوريا، فضلاً عن توقعات بأن يكون هذا التقارب مفتاح الحل للتوجه نحو المسار السياسي في سوريا.

وكانت تقارير إعلامية روّجت أخباراً عن قرب تسليم النظام السوري؛ رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي نفذ فيه حكم الإعدام في دمشق في العام 1965، وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، قد أكد في حديث لقناة "روسيا اليوم" مؤخراً، أنه سيتم تسليم جثة الجاسوس الإسرائيلي «كوهين» قريباً.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كانت قد سلطت الضوء على ما أسمته بـ"حقل الألغام" الذي يواجه روسيا في سوريا، في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن "تحالف" روسي إسرائيلي لطرد إيران من سوريا.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" بحسب ما ترجم موقع "عربي 21" أنه "بعد أن نقلت السيطرة على معظم أراضي سوريا لبشار الأسد، كان بإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن يسجل لنفسه إنجازا عسكريا هاما؛ إلا أن هذا الإنجاز ما زال لا يشكل انتصارا"، وأضافت: "في اليوم التالي تبين له أنه أمام حقل الغام سياسي، حيث يضع أمامه تحديات جديدة غير مخططة، والتي من شأنها أن تقضم من إنجازاته العسكرية".

وبينت الصحيفة، أن "روسيا معنية بتمثيل كبير بقدر الإمكان لقوى المعارضة إلى جانب ممثلي النظام، وتركيا تعارض إشراك الأكراد، والأسد يعارض مشاركة عدد من منظمات المعارضة، وإيران من ناحيتها تريد الحفاظ على نفوذها في سوريا إزاء السيطرة الاقتصادية لروسيا على مواردها مثل حقول النفط والغاز التي اعطيت حقوق تطويرها لشركات روسية، إلى جانب تأجير ميناء طرطوس لروسيا مدة 49 عاما".

وأفادت بأن "هذا الصراع الاقتصادي تعاظم إلى جانب ما تسميه إيران تعاونا بين روسيا وإسرائيل، في مؤامرة لطردها من سوريا"، منوهة إلى أن هناك العديد من الدلائل- بحسب محليين إيرانيين – التي تشير إلى طرد طهران من سوريا منها؛ منح الضوء الأخضر لمهاجمة أهداف إيرانية؛ ضبط النفس الروسي بشأن قرار ترامب الاعتراف بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل؛ وإطلاق سراح أسيرين سوريين مقابل جثمان زخاريا باومل".

واعتبرت "هآرتس"، أن كل هذه الأمور هي "خطوات تدل على وجود تحالف روسي إسرائيلي ضد طهران؛ وهذا التفسير الإيراني له مؤيدون في الحكومة التركية، وهو يخدم في الحقيقة إسرائيل التي تبدو كمن تستطيع التأثير على سياسة روسيا في الشرق الأوسط".


اقرأ أيضاً: كيف ستعمل روسيا على إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا؟


وزعمت أنه "ليس من المؤكد أن روسيا راضية عن هذا التشبيه، لا سيما عندما تكون موجودة ضمن ضفيرة من الخطوات السياسية في سوريا، التي من الأفضل لها أن لا تظهر كمن تعمل حسب أجندة إسرائيل"، مشيرة إلى أن "روسيا تحتكر إدارة العمليات السياسية، وهذا الاحتكار يقتضي صيانة ومرونة تجاه المنافسين الآخرين كي يتحقق".

ما الذي ستحققه روسيا من هذا التحالف؟

الباحث السياسي في العلاقات الدولية؛ جلال سلمي، قال خلال حديث لـ "راديو روزنة" أن جوانب التحالف بين روسيا و إسرائيل كانت قد برزت إثر توقيع روسيا اتفااًق مع إسرائيل في الـ  21 أيلول عام 2015، أي قبل بضع أيام من التدخل المباشر في سوريا.

ما كان قد حمل مؤشراً واضحاً عن توجه روسيا نحو عدم مخالفة طموح إسرائيل في سوريا والاتفاق مع طموحها؛ حيث يبرز ذلك الطموح في تحجيم النفوذ الإيراني ضمن ما يناسب التوجه الروسي في تحقيق ذات الهدف، للحصول على أكبر حصة اقتصادية في سوريا.

سلمي استبعد خلال حديثه لـ "روزنة" أن يكون هناك أي رفض أميركي للتحالف الروسي-الإسرائيلي، معتبراً أن واشنطن دعمت اتفاق موسكو ـ تل أبيب بخصوص منطقة الجنوب السوري العام الفائت.

مردفاً بأن واشنطن اشترطت أيضاً في أكثر من مناسبة على موسكو إمكان الدخول في تفاوض مباشر في حال تم القضاء على النفوذ الإيراني في سوريا، بما يمكن من تحقيق مصالح واشنطن هناك، وذلك يعني وفق حديث سلمي بأنه سيكون اقتناص حصة من النفط، و الحفاظ على أمن إسرائيل والحلفاء الآخرين، و الإبقاء على قواعد عسكرية على الحدود تمكّنها من موازنة القوى الأخرى الفاعلة في سوريا.

وأضاف بالقول: "روسيا ستضمن نفوذاً مُستقراًَ في سوريا في حال دخلت هذا الاتفاق؛ والذي يعني عدم تحقيقه امتداد الأزمة من سوريا إلى حوض البحر المتوسط والذي تطمح روسيا في تأسيس نفوذ جيو اقتصادي لها فيه، حيث كانت قد أرسلت إسرائيل باستهدافها للاذقية في أيلول الماضي؛ رسالةً واضحةً إلى موسكو مفادها؛ إما الاتفاق أو مد الأزمة إلى المتوسط".
 

قد يهمك: إيران تحت الضغط الروسي.. إلى الوراء دُر؟


وكان موقع "إندبندنت عربية" أشار يوم الثلاثاء الماضي؛ إلى حدوث نوع من التقدم في الاتصالات بين موسكو وتل أبيب حول إعادة رفات الجنود الإسرائيليين من سوريا إلى بلادهم مقابل الإفراج عن أسرى سوريين لدى إسرائيل.

ونقلت "إندبندنت" عن مصدر غربي مطلع قوله إن "سوريا طلبت إطلاق سراح أجنبي أدين بالتجسس لصالح إيران في إسرائيل، وآخر أدين بالتخابر لصالح حزب الله، لكن إسرائيل رفضت ذلك".

وأكد المصدر أن اتصالات جارية بين الجانبين الروسي والإسرائيلي بشأن استمرار الجهود لإعادة رفات جنود ويهود آخرين من سوريا ولبنان، ومن بين الأسماء المطروحة الطيار رون أراد، والجاسوس إيلي كوهن.

وأشارت الصحيفة استنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها، إلى أن "تقدما ما" حصل في موضوع رون أراد الذي أسرته حركة أمل عام 1986، عندما أسقطت طائرته فوق الأراضي اللبنانية، ثم تم نقله من فصيل لآخر حتى ضاعت آثاره، ولم يعثر عليه أو على رفاته حتى الآن.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق