إيران تحت الضغط الروسي.. إلى الوراء دُر؟

إيران تحت الضغط الروسي.. إلى الوراء دُر؟
الأخبار العاجلة | 25 أبريل 2019

بعد الإعلان عن المبادرة الروسية مع السعودية مؤخراً؛ والتي ستفضي من خلال تطلعات موسكو إلى إعادة العلاقات بين الرياض و دمشق، حيث لن تكلل هذه المبادرة بالنجاح إلا عبر تحرك جدي لإخراج إيران من سوريا؛ وذلك في ظل الأنباء المتواردة عن اتساع رقعة المواجهات بين قوات موالية لـ روسيا من جهة والقوات الموالية لـ إيران من جهة ثانية في مناطق عدة من سوريا.

زار يوم أمس الأربعاء؛ وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي؛ العاصمة الروسية موسكو، ضمن إطار أعمال مؤتمر موسكو الدولي الثامن للأمن، حيث بحث عدد من الملفات مع نظيره الروسي سيرغي شويغو؛ فيما يبدو أن عديد المسائل المتعلقة بالملف السوري كانت على رأس قائمة الملفات المبحوثة.

فالجانب الإيراني يبدو أنه قد بات يشعر بخطورة الموقف حيال تغير الرؤية الروسية من استمرار تواجد نفوذ طهران في سوريا؛ خاصة بعد التقارب المتجدد مع إسرائيل من ناحية وهي التي ما تزال تصر وبكل عزمها على مواجهة النفوذ الإيراني، ومن ناحية أخرى تقرأ طهران الرغبة الروسية في إيجاد حل نهائي وحاسم للملف السوري من بوابة المحيط العربي بالمقام الأول والذي تتسيده السعودية والتي هي الأخرى عازمة على تبديد مخاطر إيران على المنطقة؛ وفق الرؤية السعودية.

وعلى الرغم من تأكيد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، يوم أمس، أن التعاون الروسي الإيراني في المجال العسكري بلغ مستوى عالي، في إشارته إلى أهمية هذا التعاون في تهدئة الوضع بسوريا.

إلا أن التصريحات الروسية في مثل هذا الوقت قد تقرأ في طياتها معان مختلفة، فالوزير الروسي لفت في المقام نفسه بأن "العمل الجاري ضمن صيغة أستانا (بمشاركة روسيا وإيران وتركيا)وهو الأمر الذي  يلعب دوراً هاماً في إقامة نظام وقف الأعمال القتالية وإعادة الوضع في سوريا إلى طبيعته".

ما طبيعة الموقف الإيراني تجاه روسيا؟

الباحث السياسي؛ عبد الرحمن عبّارة، اعتبر في حديث لـ "راديو روزنة" أن زيارة وزير الدفاع الإيراني "حاتمي" لموسكو من أجل المشاركة في مؤتمر موسكو للأمن برعاية وزارة الدفاع الروسية تحمل الكثير من الدلالات، والتي تأتي عقب تطورات سياسية وعسكرية تستهدف مصالح إيران الداخلية والخارجية، وفق حديثه.

مضيفاً بأن أول تلك التطورات كانت تصنيف واشنطن للحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب أمريكياً، فضلا عن إعلان وزير الخارجية الأميركي انهاء فترة إعفاء بعض الدول لاستيراد النفط الإيراني، و كذلك فرض عقوبات جديدة طالت ممولي حزب الله الذراع الإيراني في لبنان.

اقرأ أيضاً: ما الذي سيوقف توغل النفوذ الإيراني في سوريا؟


وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو أعلن يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة لن تمدد أي إعفاءات تستثني مستوردي النفط الإيراني من العقوبات الأميركية، وإنه لن تكون هناك فترة سماح للالتزام بالقرار، وقال بومبيو للصحفيين "سنصل إلى الصفر، سنصل إلى الصفر مع الجميع".

و قد جاءت تصريحات بومبيو بعد أن أعلن البيت الأبيض إنهاء الإعفاءات بهدف الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي، وقال بومبيو "لن تكون هناك إعفاءات (نفطية) تمتد بعد تلك الفترة، انتهى النقاش".

من جانبه اعتبر الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، خلال حديث لـ "راديو روزنة" أنه و رغم أن زيارة وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى روسيا تأتي في إطار المشاركة بمؤتمر موسكو الدولي الثامن للأمن، إلا أن جدول أعمال زيارة حاتمي لموسكو وفي هذا التوقيت؛ لا يمكن أن تتجاهل التطرق إلى العديد من الملفات المهمة والمتعلقة بالعلاقة بين البلدين.

معتبرا أن الملف السوري يأتي كأبرز هذه الملفات، وذلك على خلفية احتدام الصراع بين كل من روسيا وإيران في سوريا وهو الصراع الذي اتخذ مؤخرا شكلا عسكريا أسفر عن سقوط قتلى ومصابين من الجانبين، الأمر الذي يمكن أن يخرج عن السيطرة وفق تقديره، ويوسع من دائرة هذا الصراع  ومن ثم فقد استلزم أن يسعى الطرفان وبشكل سريع إلى احتواء هذا النزاع وتحجيمه حتى لا تفشل أهداف كل من الدولتين في سوريا.

وأضاف "لا يخفى على المتابعين أن هذا النزاع العسكري يعكس إلى مدى وصلت حدة المنافسة بين البلدين على الاستئثار بالنفوذ الاقتصادي والسياسي في سوريا، إذ ترى كل منهما أنها صاحبة الدور الأكبر والأهم في بقاء نظام بشار الأسد وإنقاذه من الانهيار، وهو ما يصور لكل منهما أنه صاحب الحق في أن يطمح للحصول على النصيب الأكبر في كعكة المكاسب السورية، ما دفع كل منهما إلى أن يمارس ضغوطه على النظام السوري لتوقيع الاتفاقيات والصفقات في العديد من الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية".

و  اعتبر بالمقابل أن روسيا أحسنت في تحركاتها في سوريا، من خلال استغلال تطورات المشهد الدولي والإقليمي خاصة تنامي حالة الرفض والاحتقان الأميركي والصهيوني والخليجي من السلوك الإيراني في المنطقة؛ فعملت كل جهدها من أجل توظيف ذلك في الضغط على إيران من أجل الحد من نفوذها في سوريا.

قد يهمك: ضغوط إقليمية و دولية تزيد من صعوبة موقف الأسد
لافتا في الوقت ذاته إلى أن موسكو لا يمكن لها أن تغض الطرف عن العلاقة القوية بينها وبين طهران، باعتبارهما شريكين رئيسيين في مواجهة النفوذ الأميركي، ومن ثم فإن خسارة روسيا لإيران سيؤثر بشكل سلبي على تصاعد النفوذ الأمريكي، وفق رأي الهتيمي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق