تستمر الاجهزة الامنية في ريف حمص باعتقال سيدات مع أطفالهن في مدينة الرحيبة، في الوقت الذي حول بعض منهن إلى محاكم الارهاب رغم اجرائهن تسويات وضع مع الاجهزة الامنية برعاية روسية.
قال مسؤول محلي في مدينة الرحيبة بمنطقة القلمون بريف دمشق لـ "روزنة" إنّ السلطات الأمنية التابعة للنظام تواصل إرسال التبليغات لعدد من السيدات في المدينة من أجل مراجعة مقار الأفرع الأمنية في العاصمة دمشق"، مشيرًا إلى "تحويل إحدى الفتيات تنتمي لعائلة (القدامي) إلى محكمة الإرهاب على الرغم من كونها والدها مدرس معروف و(حزبي)".
وأشار المسؤول إلى أنّ السلطات الأمنية لا تزال تعتقل عشرات النسوة من بينهن "آلاء نسله"، حيث تم اعتقالهن مع أطفالهن الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات، إذ تم الاحتفاظ بالأمهات، فيما أطلق سراح الأطفال بعد أشهر قليلة، لافتًا إلى أنّ إحدى المعتقلات تكون ابنة أخ الشيخ الأصفر المعروف بعراب المصالحة في المنطقة.
الاعتقالات التي شنّتها قوات النظام لم تقتصر على النساء، بل طالت الشبان ممن أجروا عمليات تسوية أو ما يطلق عليها بـ "المصالحة"، حيث تم اعتقال نحو 100 شابًا أثناء مراجعتهم الأفرع الأمنية من أجل الالتحاق بالخدمة في جيش النظام وذلك منذ ستة أشهر بحسب المسؤول المحلي.
حملة الاعتقالات الممنهجة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد الأهالي في مدينة الرحيبة، دفعت عددًا من الأهالي إلى تحميل لجنة المصالحة المسؤولية الكاملة عما يحصل، حيث قال الناشط محمود القلموني لـ "روزنة": إنّ "الأهالي ضاقوا ذرعًا بتصرفات النظام"، وحمّل القموني "لجنة المصالحة في المدينة كاملة المسؤولية عن مصير شباب ونسوة المدينة".
قد يهمك: ريف حمص.. الفصائل العسكرية في تلبيسة تتجه إلى تسوية جماعية مع النظام
مصدر محلي في المدينة قال لـ"روزنة" إنّ "اللواء أحمد ديب وعد بالإفراج عن المعتقلين خلال شهر، بعد إتمام تحويل الموقوفين إلى محكمة الإرهاب"، مشيرًا إلى "عدم تنفيذ الوعود التي قطعها ديب ومحافظ ريف دمشق وقائد فرع المنطقة بدمشق في الإفراج عن المعتقلين".
إلى ذلك، ملازم أول في الفرقة الثالثة لروزنة - نتحفظ عن ذكر اسمه لاسباب تتعلق بسلامته - و التي تحيط بمدينة الرحيبة نفى لـ "روزنة" مسؤولية الفرقة الثالثة عن عمليات الاعتقال، مشيرًا إلى أنّ "الاعتقالات تتم من قبل الأفرع الأمنية ولاعلاقة لعناصر وضباط النظام في الفرقة بها".
وفي سياق آخر، قال الضابط في الفرقة الثالثة إنّ نحو ألف ممن وصفهم بـ"الفارين" التحقوا بالفرقة الثالثة منذ نحو 3 أشهر وحتّى الآن، مشيرًا إلى أنّ البعض منهم كان فارًا في بيته، وآخرين أجروا تسويات مع قوات النظام، مؤكدًا على معاملتهم بشكل لائق من قبل ضباط الفرقة، لكنه ابتسم قائلًا: "على الطريق والافرع الأمنية. إلا ما يكونا اكلوا الي فيو النصيب".
وأشار الضابط في الفرقة 13 إلى أنّ "الملتحقين الجدد يخضعون لما يسمى دورة إعادة الشرفية، والتي يتم فيها تحفيز الملتحقين حول الدفاع عن الوطن وقائده، وما إلى ذلك من أمور تخض التربية (البعثية) التي اعتاد عليها ضباط النظام".
يُشار إلى أنّ فصائل المعارضة أجرت مصالحة مع قوات النظام برعاية روسية في نيسان/ أبريل الماضي، وسلمتها كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزتها. وكانت الشرطة العسكرية انسحبت من مدن وبلدات القلمون بعد ثلاثة أشهر من بدء تطبيق الاتفاق، إلى محافظة درعا جنوب البلاد.
الكلمات المفتاحية