علقت وزارة الخارجية الأمريكية على الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا، وأبرزها أزمة المحروقات التي يبررها النظام السوري بحصار وحرب اقتصاديين على سوريا، قائلة “وفي الوقت نفسه، يعاني السوريون العاديون من نقص يومي في الوقود والضروريات الأساسية الأخرى. حان الوقت كي تتوقف الحكومة السورية عن قتل وتجويع السوريين”، بحسب تعبير الوزارة.
تضارب تصريحات رسمية بشأن عبور ناقلة نفط إيرانية قناة السويس
يثور في سوريا التي تعاني أزمة حادة في المحروقات، الجدل بعد تضارب التصريحات بشأن منع مرور ناقلات النفط المتجهة إلى سوريا عبر قناة السويس المصرية.
وكما أثار التصريح المنسوب لرئيس الحكومة السورية عماد خميس حول المنع اهتماما واسعا، كذلك جاء النفي المصري ليثير جدلا ما زال يتزايد دون حسم، فمعظم المواقف في سوريا ما زالت تتسم بطابع الرفض المطلق لتصريحات إحدى الجهتين، وتصديق الأخرى، خاصة مع غياب أي تصريح رسمي من الحكومة السورية، يوضح ما تم تداوله نقلاً عن لسان رئيس الوزراء عماد خميس، ثم نفته الحكومة المصرية، من أن مصر تمنع ناقلات النفط المتجهة إلى سوريا من المرور.
وقال رئيس مجلس الوزراء السوري، المهندس عماد خميس، إن حكومته أجرت العديد من الوساطات مع جمهورية مصر العربية للسماح بمرور شحنات النفط إلى سوريا عبر قناة السويس، ولكن دون جدوى.
ونقلت وسائل إعلام أن السفينة الإيرانية عبرت بالفعل قناة السويس لكنها تجاوزت سوريا ورست على الشواطئ التركية، قبل يوم واحد من زيارة غير معلن عنها لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تركيا،
هل نجحت وساطة ظريف لدى أنقرة في حل المشكلة؟
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي يقوم بزيارة إلى تركيا، قادما من العاصمة السورية دمشق، قال أمس إنه سينقل فحوى محادثاته مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح ظريف في تصريح للصحفيين في أنقرة في ختام زيارته إلى تركيا، بأن الجانبين يتابعان 5 مواضيع تشمل التعرفة التفضيلية والطاقة و الأمور المصرفية والافادة من النقد المشترك وايجاد آلية تماثل اينستكس.
رغم ذلك نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، وجود أي اتصالات لحكومة بلاده مع السلطات السورية، مكذبا التقارير حول وساطة إيرانية بين أنقرة ودمشق، وقال: "لا نبحث عن أي وسطاء ولسنا على أي اتصال مع النظام السوري ولا نخوض أي حوار معه، وفي حال وجود ضرورة للتواصل معه نقوم بذلك عبر روسيا وإيران".
وأضاف قالن، أن المنطقة الممتدة من إدلب إلى منبج مرورًا بعفرين وجرابلس على الحدود السورية التركية، تشكلت فيها منطقة آمنة فعليًا.
بينما تستمر أزمة الوقود حتى لحظة إعداد هذا التقرير، رغم توقع صحيفة ديلي صباح التركية، بقبول أنقرة العروض الإيرانية إذا ما استمرت الولايات المتحدة في تهديد تركيا حول شراء منظومة الإس-400 وبعض العقوبات، ما سيدفع تركيا للرد بالمثل.
واليوم الجمعة قال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان بالوكالة، إن بلاده أحرزت تقدمًا في المباحثات مع تركيا، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها شاناهان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألبانية أولتا جاتشكا في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون).
ويوم أمس أشار موقع "المونيتور" إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية طلبت من الأكراد السوريين أن يتركوا للقوات التركية بابًا على الحدود السورية التركية.
وبحسب "المونيتور" فإنّ الولايات المتحدة تعمل على تحقيق أهداف كثيرة معًا، فهي تضغط على الأكراد أيضًا كي لا ينخرطوا مع النظام السوري، وبدلاً من ذلك أن يتحدوا مع الأتراك ضد النظام السوري، للقيام بأكبر ضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، على أمل أن يسقط، وهذا الأمر سيحقّق هدفًا آخر لإدارة ترامب بتقليص نفوذ إيران في سوريا، كما تتمكّن واشنطن بهذه الطريقة أن تنتزع تركيا من الفلك الروسي.
إيران اقتربت من المصالح الروسية في الساحل!
نقلت صحيفة سفوبودنايا بريسا الروسية، اتفاق طهران مع دمشق وبغداد على إنشاء قاعدة بحرية عسكرية في سوريا، من دون التنسيق مع روسيا.
وقالت الصحيفة إن طهران لطالما تطلعت إلى إنشاء قاعدة بحرية خاصة بها على ساحل البحر المتوسط، حيث لا يوجد ببساطة خيار آخر غير استخدام أحد موانئ سوريا (جغرافياً وسياسيا)، لذلك، كان خبر استئجار إيران ميناء اللاذقية اعتبارا من الأول من أكتوبر لأغراضها الخاصة متوقعا تماما.
وهذا يبين مواصلة الأسد التعاون مع إيران، عن رغبة، بما في ذلك في توفير قاعدة بحرية على أراضي بلاده، ربما يفعل ذلك، آخذا في الاعتبار أن الدفاعات الجوية الإيرانية، التي سيتم وضعها في اللاذقية لتغطية المنشآت العسكرية، ستسقط الطائرات الإسرائيلية، الأمر الذي لا تفعله روسيا الآن.
ويفند أستاذ العلاقات الدولية خالد العزي في حديثه لإذاعة روزنا وجود أسباب سياسية أدت بموسكو إلى التملص من مساعدة الأسد، خصوصا مع تزايد تضارب المصالح بين إيران وروسيا على الأرض، منذ أن تمت دعوة روسيا للحضور والانضمام إلى الحرب في سوريا بدلاً من تقديم الدعم من الخارج، وأنه كلما وضعت الحرب أوزارها بشكل أكبر واقتربت من نهايتها تزداد حالات عدم التنسيق بين روسيا وبين "القوات" المدعومة من إيران والتي تحارب إلى جانب الأسد، كما تزايدت التكهنات بأن روسيا ستجبر إيران على الخروج من سوريا، وأصبحت الهوة بين طهران وموسكو أكبر وأوضح.
ويتابع "العزي" أن الاشتباكات بين كتائب ألوية ماهر الأسد والفيلق الخامس بقيادة الضابط السوري سهيل حسن تظهر النزاعات المتنامية بين القوات المدعومة من إيران، والقوات المدعومة من روسيا على الأرض. وينقل "إزي عن مصادر ميدانية وقوع قتال دموي مؤخراً باستخدام أسلحة ثقيلة في حماة بين الجماعات المدعومة من روسيا وتلك المدعومة من إيران على مناطق النفوذ.
ماهي حجة موسكو في عدم مساعدة النظام السوري بتجاوز الأزمة؟
تنقل وكالة سبوتنيك عن الخبير الاقتصادي الروسي أنطون شابانوف عدم وجود إمكانيات تقنية وتجارية لتوريد النفط الروسي إلى سوريا، حيث لا توجد بنية تحتية برية لذلك (أنابيب أو نقل بري)، أما النقل البحري فسوف يجعل تكلفة الوقود تتضاعف بحوالي 20 مرة.
وقال شابانوف: "لا توجد خطوط أنابيب للنفط، والبنية التحتية (في سوريا) بأكملها بعد الحرب في حالة سيئة، والنقل الجوي مكلف للغاية، وكذلك عن طريق البحر أيضا مكلفة، سيكون "نفط ذهبي".
لهذا السبب، يرى الأكاديمي اللبناني أن رحلة الأسد إلى طهران في كانت بمثابة رسالة إلى موسكو مفادها أن طهران لن تتخلى عن الأسد.
وهذا ما يفسر حسب "إزي" زيارة مسؤولين روس إلى الرياض وبحث التسوية السورية وتشكيل اللجنة الدستورية مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في العاصمة الرياض.
وبحسب بيان للخارجية الروسية اليوم، الجمعة 19 من نيسان، فإن بن سلمان استقبل في الرياض الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين وممثلون عن وزارة الدفاع الروسية.
وفي الزيارة ذاتها التقى رئيس هيئة التفاوض السورية، نصر الحريري، مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، لبحث تشكيل اللجنة الدستورية.
وبحسب ما نشرت الهيئة في حسابها على تويتر فإن الطرفين التقيا في السفارة الروسية في العاصمة السعودية، بناء على دعوة من الجانب الروسي.
واشنطن تلقي باللوم على النظام السوري وتحالفه مع إيران
وزارة الخارجية الأمريكية اتهمت النظام السوري بتبديد موارده الاقتصادية لتمويل الميليشيات المسلحة، والاستمرار بذلك بسياسة تجويع وقتل الشعب السوري، قائلة عبر موقعها في تويتر إن نظام الأسد يواصل تبديد موارده القليلة لتمويل الميليشيات التي تقتل السوريين بينما تثري مستفيدي الحرب
وتعاني سوريا من أزمة وقود خانقة في الفترة الأخيرة، بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي والغربي الذي يطول نواحي ومستويات عديدة
وتحتاج سورية بوضعها الحالي يومياً إلى ما لا يقل عن (4.5) ملايين لتر من البنزين وإلى (6) ملايين لتر من المازوت، و(7000) طن من الفيول و(1200) طن من الغاز، أي إن الحكومة تحتاج إلى فاتورة مالية يومية تُقَدّر بـ(4) مليارات ليرة سورية، ما يعادل (8) ملايين دولار أميركي، لتصبح الفاتورة الشهرية التي تحتاجها الحكومة (200) مليون دولار أميركي.
حوار مفيد مع الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية خالد العزي
الكلمات المفتاحية