للطب اختصاصات متعددة، كان أهمها في الوقت الحالي الجراحة التجميلية والترميمية، والتي تهدف بشكل خاص لإصلاح التشوهات الجسدية وتصلح عيب مافي الجسد، أما اليوم فقد تطور هذا المجال وتفرع ليصل لمرحلة تغيير شكل كامل؛ في سوريا البلد الواقع تحت وطأة الحرب لم يكن التجميل متأخراً عن باقي الدول، رغم العقوبات الاقتصادية وصعوبة الحصول على المواد الطبية اللازمة لمثل هذه العمليات.
يقول الطبيب "علي.و" أخصائي جراحة التجميل والترميم، في حديث لـ "راديو روزنة" أنه يقوم يومياً بما لا يقل عن أربع عمليات تجميل تتراوح من تعديل مظهر الأنف؛ لحقن ابر "البوتوكس" و "الفيلر" وصولاً لـ "شفط الدهون" و "نحت الجسد".
و يعالج البوتوكس التجاعيد الحركيّة وهي التجاعيد التي تظهر عند حركة العضلة وتزول عند زوال هذه الحركة. أمّا عندما تتحوّل هذه التجاعيد إلى تجاعيد ثابتة مرتسمة على الجّلد حتى بدون حركة العضلات المسؤولة تصبح الإستفادة من حقن البوتوكس جزئيّة، بمعنى أنّها تحسّن من التجاعيد دون أن تزيلها تماماً.
بينما تكون حقن الفيلر عبارة عن علاجٍ تجميليّ يستخدم للتخفيف من حدة التجاعيد والندب الموجودة في البشرة، كما يُستخدم لزيادة حجم الشفتين ومنحهما الامتلاء الكامل عن طريق حقنه تحت الجلد بهدف رفع ونفخ منطقة مُعيّنة لفترة معيّنة من الوقت.
و لا يجد علي خلال حديثه لـ "روزنة" عن كثرة عدد العمليات التجميلية يومياً؛ لايجده أمراً مبالغاً فيه، حيث يرد بالقول "الله جميل ويحب الجمال"، و أضاف "ما أفعله مساعدة كبيرة للمريضة أو المريض، فأنا اساعدهم على الحصول على منظر أجمل ويحسن نفسية قسم كبير منهم".
وكذلك لا يستغرب علي الإقبال الهائل من قبل الناس اليوم على مثل هذه العمليات؛ فهي باعتقاده عمليات بسيطة، فيضيف بالقول: "إزالة النتوء العظمي الزائد في الأنف لا يختلف عن إزالة اللوزات عند بعد المرضى، وفي النهاية الموضوع نفسي؛ فكثيرات يعانين من مشاكل نفسية بسبب المظهر المزعج للأنف أو الثدي الصغير أو الجسد المليء بالشحوم".
هل كل عمليات التجميل لسبب جمالي؟
الدكتور "ممدوح.ي" أخصائي جراحة البدانة قال في حديثه لـ "روزنة" أن هذه العمليات ليس لها جانباً جمالياً فقط، حيث يلفت بأن كثير من المرضى يأتي لسبب طبي بحت.
موضحاً أنه يقوم بعمليات قص المعدة أو الربط لتخفيف البدانة؛ التي تسبب الكثير من المشاكل الصحية و حتى النفسية.
و رأى ممدوح أنه ينقذ حياة أناس من الموت عندما يساعدهم على الحصول على جسد أنحف وهو بالمحصلة جسد صحي، و رغم وجود مخاطر كبيرة لمثل هذه العمليات؛ إلا أن هنالك إقبال كبير عليها؛ وليست عمليات قص المعدة وشفط الدهون وحدها ما يقوم به الأطباء لسبب طبي.
حيث يقول "بدر.ت" وهو طبيب أخصائي في الأنف والأذن والحنجرة؛ أنه يقوم بعمليات لتحسين شكل الأنف والتي يكون السبب الذي أدى للتشوه؛ سبب طبي كالقرينات أو انحراف الوتيرة التي تسبب مشاكل في التنفس، إضافة لإصلاح بعض الحالات مثل شفة الأرنب أو تحسين شكل صيوان الأذن كما هو الحال عند بعض المرضى.
ما الدافع النفسي وراء عمليات التجميل؟
"منذر.س" مختص في مجال علم النفس والمجتمع، يعتبر أن للمجتمع دور كبير في القيام بمثل هذه العمليات، فسخرية الناس وفق رأيه من بدانة الفتيات أو شكل أنفهم أو الوجه؛ تدفع كثيرات لتغيير أشكالهن بسبب الضغط النفسي الذي يولده المجتمع.
ويجد منذر أيضا أن الإنترنت قد ساهم بشكل كبير في ذلك، فنرى كثيرا من الفتيات يسعين لتغيير أشكالهن ليشبهن إحدى الفنانات أو عارضات الأزياء أو مشاهير الإنترنت، بالإضافة إلى الشكل الجديد للجمال.
وكذلك لا يستغرب قيام الناس بعمليات تجميل في ظل الحرب القائمة، فقسم من الناس ينفصل عن الواقع ويهرب لهذه العمليات؛ وقسم آخر أساسا لا يهمه مايحصل في البلد فهو يعيش في عالم آخر، وحسب قوله فإنه و في ظل الأزمات والحروب يعاني كثير من الناس من حالة رفض للواقع وإنكاره وهذه أحد النتائج للحرب القائمة في سوريا.
من يعمل اليوم في مجال التجميل في سوريا؟
أصدرت الهيئة العامة للجراحة التجميلية وترميم الحروق في سوريا بياناً توضح فيه أن عدد الأطباء المصرح لهم بمزاولة هذا الاختصاص هم ٣٠٠ طبيب فقط، في حين أن ٣٠٠٠ عملية تجميل تجرى شهرياً في سوريا كلها.
وحول ذلك يشير الطبيب بدر؛ أخصائي الأنف والأذن والحنجرة؛ إلى أنه و ضمن اختصاصه يعلمونهم كيفية القيام بتعديل شكل الأنف؛ معتبراً أنه بذلك لا يتعدى على اختصاص غيره، إلا أنه لم ينكر وجود أطباء كثر يقومون بحقن "إبر الفيلر والبوتوكس" دون حصولهم أو قيامهم باختصاص فرعي يؤهلهم القيام بمثل هذه الإجراءات.
لم يكتف الأطباء بمجال اختصاصهم، فنجد طبيب الأسنان يقوم بحقن الفيلر والبوتوكس؛ وطبيب العظمية يجري عمليات تجميل للأنف؛ وطبيب الجلدية يقوم أيضاً بعمليات حقن الفيلر والبوتوكس؛ دون أن يقوم معظمهم باختصاص فرعي يؤهلهم لهكذا إجراءات.
وعلى الجانب الآخر تشهد سوريا صعوداً لطلاب اختصاص في مجال الجراحة التجميلية أو الانف يقومون بعمليات مستقلة قبل أن ينهوا اختصاصهم، فكيف يسمح لمثل هؤلاء بمزاولة المهنة قبل إتمام تعلمهم واكتسابهم الخبرة اللازمة لمثل هذه العمليات التي تحمل مضاعفات قد تصل حد الموت.
"ريم" فتاة خضعت لحقن فيلر في وجهها عند طبيب مازال في مرحلة الاختصاص وتقول أنها لجأت له لأنها رأت عملته وأعجبها ووجدت السعر زهيدا مقارنة بأطباء أخصائيين.
لكن النتيجة المرجوة كانت كارثية، فقد عانت من تغيير في ملامح وجهها بسبب سوء تطبيق الحقن، ما دفعها لعلاج وجهها مدة سنة كاملة لتتخلص من الحقن التي حقنتها.
بينما "هدى" التي قصدت طبيبا أخصائيا و مصرحا له بالعمل في مجال الجراحة التجميلية لإصلاح شكل أنفها، عانت من مشاكل تنفسية كبيرة بسبب سوء العمل الجراحي المجرى لها.
فمن يحاسب هؤلاء اليوم في ظل غياب قانون فعلي أو تطبيق له في سوريا، لا سيما أن أغلب هؤلاء يدفعون رشاوي لمديريات الصحة لعدم سحب تراخيصهم أو إيقافهم عن العمل خصوصا طلاب الاختصاص.
يقول الطبيب "علي.و" أخصائي جراحة التجميل والترميم، في حديث لـ "راديو روزنة" أنه يقوم يومياً بما لا يقل عن أربع عمليات تجميل تتراوح من تعديل مظهر الأنف؛ لحقن ابر "البوتوكس" و "الفيلر" وصولاً لـ "شفط الدهون" و "نحت الجسد".
و يعالج البوتوكس التجاعيد الحركيّة وهي التجاعيد التي تظهر عند حركة العضلة وتزول عند زوال هذه الحركة. أمّا عندما تتحوّل هذه التجاعيد إلى تجاعيد ثابتة مرتسمة على الجّلد حتى بدون حركة العضلات المسؤولة تصبح الإستفادة من حقن البوتوكس جزئيّة، بمعنى أنّها تحسّن من التجاعيد دون أن تزيلها تماماً.
بينما تكون حقن الفيلر عبارة عن علاجٍ تجميليّ يستخدم للتخفيف من حدة التجاعيد والندب الموجودة في البشرة، كما يُستخدم لزيادة حجم الشفتين ومنحهما الامتلاء الكامل عن طريق حقنه تحت الجلد بهدف رفع ونفخ منطقة مُعيّنة لفترة معيّنة من الوقت.
و لا يجد علي خلال حديثه لـ "روزنة" عن كثرة عدد العمليات التجميلية يومياً؛ لايجده أمراً مبالغاً فيه، حيث يرد بالقول "الله جميل ويحب الجمال"، و أضاف "ما أفعله مساعدة كبيرة للمريضة أو المريض، فأنا اساعدهم على الحصول على منظر أجمل ويحسن نفسية قسم كبير منهم".
وكذلك لا يستغرب علي الإقبال الهائل من قبل الناس اليوم على مثل هذه العمليات؛ فهي باعتقاده عمليات بسيطة، فيضيف بالقول: "إزالة النتوء العظمي الزائد في الأنف لا يختلف عن إزالة اللوزات عند بعد المرضى، وفي النهاية الموضوع نفسي؛ فكثيرات يعانين من مشاكل نفسية بسبب المظهر المزعج للأنف أو الثدي الصغير أو الجسد المليء بالشحوم".
هل كل عمليات التجميل لسبب جمالي؟
الدكتور "ممدوح.ي" أخصائي جراحة البدانة قال في حديثه لـ "روزنة" أن هذه العمليات ليس لها جانباً جمالياً فقط، حيث يلفت بأن كثير من المرضى يأتي لسبب طبي بحت.
موضحاً أنه يقوم بعمليات قص المعدة أو الربط لتخفيف البدانة؛ التي تسبب الكثير من المشاكل الصحية و حتى النفسية.
و رأى ممدوح أنه ينقذ حياة أناس من الموت عندما يساعدهم على الحصول على جسد أنحف وهو بالمحصلة جسد صحي، و رغم وجود مخاطر كبيرة لمثل هذه العمليات؛ إلا أن هنالك إقبال كبير عليها؛ وليست عمليات قص المعدة وشفط الدهون وحدها ما يقوم به الأطباء لسبب طبي.
حيث يقول "بدر.ت" وهو طبيب أخصائي في الأنف والأذن والحنجرة؛ أنه يقوم بعمليات لتحسين شكل الأنف والتي يكون السبب الذي أدى للتشوه؛ سبب طبي كالقرينات أو انحراف الوتيرة التي تسبب مشاكل في التنفس، إضافة لإصلاح بعض الحالات مثل شفة الأرنب أو تحسين شكل صيوان الأذن كما هو الحال عند بعض المرضى.
ما الدافع النفسي وراء عمليات التجميل؟
"منذر.س" مختص في مجال علم النفس والمجتمع، يعتبر أن للمجتمع دور كبير في القيام بمثل هذه العمليات، فسخرية الناس وفق رأيه من بدانة الفتيات أو شكل أنفهم أو الوجه؛ تدفع كثيرات لتغيير أشكالهن بسبب الضغط النفسي الذي يولده المجتمع.
ويجد منذر أيضا أن الإنترنت قد ساهم بشكل كبير في ذلك، فنرى كثيرا من الفتيات يسعين لتغيير أشكالهن ليشبهن إحدى الفنانات أو عارضات الأزياء أو مشاهير الإنترنت، بالإضافة إلى الشكل الجديد للجمال.
وكذلك لا يستغرب قيام الناس بعمليات تجميل في ظل الحرب القائمة، فقسم من الناس ينفصل عن الواقع ويهرب لهذه العمليات؛ وقسم آخر أساسا لا يهمه مايحصل في البلد فهو يعيش في عالم آخر، وحسب قوله فإنه و في ظل الأزمات والحروب يعاني كثير من الناس من حالة رفض للواقع وإنكاره وهذه أحد النتائج للحرب القائمة في سوريا.
من يعمل اليوم في مجال التجميل في سوريا؟
أصدرت الهيئة العامة للجراحة التجميلية وترميم الحروق في سوريا بياناً توضح فيه أن عدد الأطباء المصرح لهم بمزاولة هذا الاختصاص هم ٣٠٠ طبيب فقط، في حين أن ٣٠٠٠ عملية تجميل تجرى شهرياً في سوريا كلها.
وحول ذلك يشير الطبيب بدر؛ أخصائي الأنف والأذن والحنجرة؛ إلى أنه و ضمن اختصاصه يعلمونهم كيفية القيام بتعديل شكل الأنف؛ معتبراً أنه بذلك لا يتعدى على اختصاص غيره، إلا أنه لم ينكر وجود أطباء كثر يقومون بحقن "إبر الفيلر والبوتوكس" دون حصولهم أو قيامهم باختصاص فرعي يؤهلهم القيام بمثل هذه الإجراءات.
لم يكتف الأطباء بمجال اختصاصهم، فنجد طبيب الأسنان يقوم بحقن الفيلر والبوتوكس؛ وطبيب العظمية يجري عمليات تجميل للأنف؛ وطبيب الجلدية يقوم أيضاً بعمليات حقن الفيلر والبوتوكس؛ دون أن يقوم معظمهم باختصاص فرعي يؤهلهم لهكذا إجراءات.
وعلى الجانب الآخر تشهد سوريا صعوداً لطلاب اختصاص في مجال الجراحة التجميلية أو الانف يقومون بعمليات مستقلة قبل أن ينهوا اختصاصهم، فكيف يسمح لمثل هؤلاء بمزاولة المهنة قبل إتمام تعلمهم واكتسابهم الخبرة اللازمة لمثل هذه العمليات التي تحمل مضاعفات قد تصل حد الموت.
"ريم" فتاة خضعت لحقن فيلر في وجهها عند طبيب مازال في مرحلة الاختصاص وتقول أنها لجأت له لأنها رأت عملته وأعجبها ووجدت السعر زهيدا مقارنة بأطباء أخصائيين.
لكن النتيجة المرجوة كانت كارثية، فقد عانت من تغيير في ملامح وجهها بسبب سوء تطبيق الحقن، ما دفعها لعلاج وجهها مدة سنة كاملة لتتخلص من الحقن التي حقنتها.
بينما "هدى" التي قصدت طبيبا أخصائيا و مصرحا له بالعمل في مجال الجراحة التجميلية لإصلاح شكل أنفها، عانت من مشاكل تنفسية كبيرة بسبب سوء العمل الجراحي المجرى لها.
فمن يحاسب هؤلاء اليوم في ظل غياب قانون فعلي أو تطبيق له في سوريا، لا سيما أن أغلب هؤلاء يدفعون رشاوي لمديريات الصحة لعدم سحب تراخيصهم أو إيقافهم عن العمل خصوصا طلاب الاختصاص.
الكلمات المفتاحية