لا تزال طوابير السيارات المصطفة في مناطق النظام السوري جراء أزمة البنزين مستمرة، الأمر الذي دعا أصحاب الشركات التجارية وغيرها للاستفادة من تلك الأزمة، عبر الترويج عن منتجاتهم، فيما أطلق البعض حملات لاستبدال السيارات بالحصان أو الدراجة الهوائية.
وعمّمت وزارة النفط لدى النظام السوري، الأسبوع الماضي على محطات الوقود، بتزويد الآليات بمادة البنزين 20 ليتر كل 48 ساعة، بعد ما كانت كل 24 ساعة عبر نظام البطاقة الذكية، الأمر الذي تسبب بفوضى وغضب كبير.
ترويج تجاري
استغلّت بعض الشركات التجارية ازدحام السيارات خلال انتظارها على محطات الوقود، في الترويج لمنتجاتها، كشركة "سبايسي" التابعة لمجموعة الرفاعي، إذ بدأت بتوزيع عينات من منتجاتها مجاناً على جميع محطات الوقود بدمشق. واعتبر كثير من السوريين أن تلك المبادرة جميلة وتنم عن فكر تجاري بحت.
كما أطلقت شركة "أفكار" في دمشق مبادرة تحت اسم "هانت"، أهدت خلالها الزهور إلى السائقين الواقفين والمنتظرين دورهم على محطات الوقود انطلاقاً من كازية القصور في العاصمة.
وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر فيها موظفو الشركة وهم يوزعون الورود البيضاء لأصحاب السيارات.
وصمّم أحد مطاعم دمشق إعلاناً استفاد خلاله من أزمة البنزين، كتب فيه "جوعان بس مافينك تترك الدور!!" ، وإن باستطاعته طلب الطعام مع خدمة التوصيل المباشر بالمجان خلال 24 ساعة، ضمن منطقة دمر وضواحيها في دمشق.

اقرأ أيضاً: أزمة المحروقات في سوريا.. ما أسبابها وكيف ستنتهي؟
حملات بديلة عن السيارات
بعد الانتظار لساعات طويلة على محطات الوقود، ارتأى البعض حلولاً من شأنها منع هدر الوقت، والالتزام بمواعيد العمل، كبديل عن السيارات، كاستخدام الحصان أو الدراجة الهوائية مثلاً، و أيد الكثير من السوريين في مناطق النظام التي تعاني من ازدحام خانق للسيارات، تلك الحلول للخلاص من الأزمة الحالية.
وأطلق عدد من الشباب السوريين في العاصمة دمشق، على وسائل التواصل الاجتماعي حملة تحت اسم "خليكن ناطرين على دور البنزين".
إذ انتشرت صور لهم وهم يركبون على الحصان خلال ذهابهم إلى أعمالهم، داعين إلى استبدال السيارات بالأحصنة، عوضاً عن هدر الوقت في الانتظار لساعات وأيام للحصول على البنزين، جراء الأزمة.
وتهكّم ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قائلين: "إذا فعلاً تمت القصة رح يصير أكيد علف الحصان على البطاقة الذكية".
كما اقترح ناشطون على صفحة "لاتاكيا فاشيون" استخدام الدراجة الهوائية، كبديل عن السيارات في ظل أزمة البنزين، والتي لاقت تفاعلاً وتأييداً من السوريين، لتوفيرها الوقت، والامتناع عن التأخر عن العمل.
ولم تخلُ أزمة البنزين من بعض الفكاهة، إذ أقدم بعض أصحاب السيارات على إحضار النرجيلة معهم بكافة أدواتها وإشعالها، ريثما يحين دورهم، من بين عشرات السيارات المنتظرة في طابور طويل لا يُعرف متى يبدأ وينتهي.
وأعلنت "الشركة السورية لتخزين المحروقات وتوزيع المواد البترولية" عن عدة إجراءات مؤقتة للحد من ظاهرة الازدحام على محطات الوقود، حيث خصّصت للسيارة الخاصة على اختلاف أنواعها 20 ليتر خلال خمسة أيام، فيما خصّصت للدراجات النارية ثلاثة ليتر خلال خمسة أيام، بينما خصّصت لسيارات التكسي العمومية 20 ليتراً كل 48 ساعة.
قد يهمك: تخفيض مخصّصات البنزين المدعومة...ماذا يحصل في سوريا؟
كما أعلنت وزارة النفط أمس الأحد، عن حدوث انفراجات في أزمة المشتقات النفطية، خلال الأيام العشرة القادمة، حيث برّر مدير عام شركة محروقات مصطفى حصوية، أزمة المشتقات النفطية تعود لأسباب أبرزها توقف إمدادات النفط الإيرانية منذ 6 أشهر، وكشف عن إجراءات لتأمين المشتقات تتضمن إبرام عقود عن طريق البر.
وشهدت الشهور الماضية أزمة خانقة في الحصول على مادة الغاز المنزلي، إضافة إلى أزمة الكهرباء والمياه، وانقطاع حليب الأطفال، وعزت حكومة النظام فقدان مادة الغاز، لصعوبة وصول السفن إلى الشواطئ السورية، نتيجة العواصف والأمطار التي أصابت المنطقة، تزامناً مع شكاوى من قبل فنانين وناشطين سوريين، اتّهمت عقبها حكومة عماد خميس السوريين بالعمالة للخارج واختلاق أزمات غير موجودة.
الكلمات المفتاحية