أزمة المحروقات في سوريا.. ما أسبابها وكيف ستنتهي؟

أزمة المحروقات في سوريا.. ما أسبابها وكيف ستنتهي؟
الأخبار العاجلة | 13 أبريل 2019

جاءت أزمة البنزين لتراكم صعوبات فوق التي يتحملها السوريون، إذ سبقتها أزمة مازوت خانقة، فضلاً عن أزمة غاز كان لها، وما يزال، الأثر الأكبر من بين كل الأزمات التي مرت على البلاد، نظراً لأن الغاز هو مادة رئيسية للاستهلاك اليومي، يتضاعف استهلاك الأسر السورية له خلال الشتاء ثلاث أضعاف.


وكانت وزارة النفط قد عممت الأسبوع الماضي على محطات الوقود بتزويد الاليات بمادة البنزين 20 ليتر كل ٤٨ ساعة، بعد ما كانت كل 24 ساعة عبر نظام البطاقة الذكية، الأمر الذي تسبب بفوضى وغضب كبير.

حول أسباب هذه الأزمة، قال الباحث الاقتصادي خالد تركاوي لـ"روزنة"، إن "الأزمة ليست محصورة في هذه السنة فقط وإنما حتى قبل 2011 كان هناك مشاكل على مستوى قدرة النظام وقدرة السلطات المحلية في مختلف المحافظات على تأمين الوقود. في ذلك الوقت كانت المشكلة الرئيسية هي الفساد، كان هناك أشخاصاً محسوبين على طبقة النظام يقومون بعمليات تهريب المازوت والغاز بالدرجة الأولى إلى لبنان. هذا الكلام كان معروف لكل الناس".

قد يهمك أيضاً: تخفيض مخصّصات البنزين المدعومة...ماذا يحصل في سوريا؟

وأضاف تركاوي "بعد 2011، المناطق الغنية بالنفط والطاقة سيطرت عليها داعش، ولكن النظام حافظ على علاقة وطيدة مع هذه المجموعات وكان عنده تدفق دائم لم ينقطع أبداً من مخزون الطاقة. لكن عندما خرجت هذه المناطق الغنية بالنفط من سيطرة داعش إلى وحدات الحماية الكردية أصبح يواجه مشكلة من حوالى سنة ونصف".

وفق تركاوي، فإن الأزمة اشتدت مع انقطاع خطوط التهريب، وفرض العقوبات الاقتصادية على النظام، ما دفعه إلى اللجوء لطرق أخرى للحصول على النفط من الخارج، وبالتالي "يتكبد تكاليف أكبر، تبلغ زيادة نحو 25 إلى 30 في المئة، وهو لا يملك قطع أجنبي، إذ انخفضت قدرته على التمويل من حوالى 21 شهر  إلى 0 الآن، وفق تقديرات اقتصاديين".

يشار إلى أن البنية التحتية المتعلقة بمسألة النفط، تدمرت بشكل شبه كامل بسبب الحرب، إذ فقد النظام المعامل والمصافي من أجل تحويل المواد الننفطية التي تصله إلى منتج نهائي قابل للاستخدام.

قد يهمك أيضاً: "البطاقة الذكية" أولى خطوات حكومة النظام لـ "خصخصة" القطاع النفطي

من جهة ثانية، ربط البعض الأزمة الحالية التي تعاني منها سوريا بالعقوبات التي فرضت على إيران. تركاوي اعتبر أن الأمر ليس له تأثير حقيقي لأن العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران تتعلق بمنعها من تصدير النفط إلى الخارج. وقال إن "طريق النقل بين إيران وسوريا هو طريق مفتوح".

وأوضح "إيران في الحالة السورية لا تتأثر بالعوبات بقدر ما هي تواصل الامتداد في البنية الاقتصادية والاجتماعية في الداخل السوري. العقوبات تمنعها من التصدير والتعامل مع الخارج، لكن الوضع في سوريا والعراق على سبيل المثال مختلف، لأن إيران تعتبرهما محافظتين تابعتين لها". 

وتابع تركاوي إيران تمتلك "خطوط إنتاج برية لهذه المناطق تتحكم بها بشكل كامل، وبيدها مطار دمشق الدولي وهو المعبر الجوي الذي تتحرك من وإلى دمشق عبره".

يشار إلى أن رئيس حكومة النظام السوري عماد خميس، قد أشار خلال لقاء مع عدد من الصحافيين، السبت الماضي، إلى احتمال صدور قرار بتخفيض كميات البنزين المدعومة من من قبل حكومته، قبل أن يلمس الناس صحة ذلك القرار من خلال ما لاقوه في محطات الوقود، التي أغلق عدد كبير منها أبوابه.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق