لا تزال حملة التضييق على الإعلاميين العاملين في مناطق سيطرة النظام السوري مستمرة، آخرها اعتقال صاحب موقع "هاشتاغ سوريا" المرخّص، وفصل إعلامية بعد سنوات من عملها في التلفزيون السوري بسبب منشور على "فيسبوك".
واعتقلت الأجهزة الأمنية لدى النظام السوري صاحب موقع "هاشتاغ سوريا" محمد هرشو في حلب، بعد نشره خبراً يتحدث عن نية حكومة النظام رفع سعر البنزين.
وأصدر موقع "هاشتاغ سوريا" بياناً أوضح فيه أن فرع "الجرائم الإلكترونية" اعتقل أمس الأربعاء، صاحب الموقع، عقب اتّهامات من وزارة النفط للموقع بأنه يعمل لصالح مافيات، وأنه يهدف من وراء نشر الخبر إلى إرباك الرأي العام، إضافة لرفضه لطلب وزارة النفط سحب الخبر، ومطالبته الوزارة بإرسال توضيح أو نفي أو تكذيب للخبر بدلاً من التهديد.
وكان موقع "هاشتاغ سوريا"،نشر خبراً عن "قرب صدور قرار من حكومة النظام بتقليص كمية الدعم عن البنزين بمقدار النصف، حيث سيحق للمواطن عقب صدور هذا القرار شراء 100 ليتر بسعر مدعوم (220) ليرة سورية، وضعف هذا السعر للكميات الزائدة عن 100 ليتر لأصحاب السيارات الخاصة، و250 ليتراً مدعوماً بدلاً من 450 لأصحاب سيارات الأجرة".
وطالبت وزارة النفط موقع "هاشتاغ سوريا" بسحب الخبر، دون تقديم أي مبرر، وهدّدت برفع دعوى قضائية إن لم يتم ذلك.
وقال الإعلامي رضا الباشا في تسجيل مصور، إن صحيفة "الوطن" المحلية أوّل من نشر خبراً عن دراسة تقوم وزارة النفط بإعدادها لتخفيض كمية البنزين المدعوم عبر البطاقة الذكية.
اقرأ أيضاً: موظف في حكومة النظام يعتدي على صحفية سوريّة والسبب!
وأكد رئيس حكومة النظام السوري عماد خميس خلال اجتماع مع رؤساء تحرير وممثلي وسائل الإعلام الخاصة، منذ نحو أسبوع، "وجود دراسة، توضح أن الحاجة الفعلية لـ96% من أصحاب هذه السيارات من البنزين تتراوح بين 70 و150 ليتراً شهرياً (الوسطى 110 ليترات) حيث سيتم تخصيص هذه السيارات بمخصصات مدعومة بسعر 220 ليرة للكمية التي سيتم الاتفاق عليها ، وكل ما يزيد عنها سيكون على أصحاب هذه السيارات شراؤه بالسعر الحر".
واتهّم خميس "هيئة قناة السويس" في مصر بأنها تمنع منذ ستة أشهر مرور أي ناقلة نفط متّجهة إلى سوريا، ولفت إلى أن كل الاتصالات مع الجانب المصري فشلت في إقناعه بتمرير ولو ناقلة نفط واحدة.
الأمر الذي نفته مصر أمس الأربعاء، قائلة، إن حركة الملاحة بالقناة تسير بشكل طبيعي، ووفقاً للمواثيق والمعاهدات الدولية التي تكفل حق الملاحة الآمن لكافة السفن العابرة دون تمييز.
وأضاف بيان موقع "هاشتاغ سوريا"، أن الجهة التي قامت باعتقال محمد هرشو، لم تفصح عن الجرم المنسوب إليه، ما يتعارض مع المادة "51" من الدستور السوري، والتي تقول أن "العقوبة شخصية ولا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون"، كما جاء في الفقرة الثانية منها أن " كل متهم بريء حتى يدان بحكم قضائي مبرم في محاكمة عادلة" و ضمنتها له.
ويعرّف موقع "هاشتاغ سوريا" عن نفسه في "فيسبوك"، بأنه منبر حر اجتماعي واقتصادي وإعلامي، لا يتبع لأي جهة عامة، ولا يتبنى أي وجهة نظر أو موقف لأي حزب، أو فريق، وهو مؤسسة إعلامية مرخّصة وفق الأنظمة والقوانين لينطبق عليها قانون الإعلام في سوريا، وتتمتع بمساحة الحرية الذي يتيحه القانون".
قد يهمك: الكاتب سامر رضوان متّهم بالتحريض على "العصيان المسلح " في سوريا
منشور على "فيسبوك" سبب بفصل إعلامية
كما فصلت وزارة الإعلام الإعلامية العاملة في التلفزيون السوري حفصة الناصر، عقب منشور على صفحتها الشخصية في "فيسبوك"، شتمت فيه وزارة الإعلام بسبب رفض الإدارة إيصالها إلى منزلها بسيارة تابعة للقناة، بعد بقائها في عملها حتى منتصف الليل.
وكتبت الناصر على صفحتها الشخصية، "شكراً وزارة الإعلام على قرار الفصل بعد سبع سنوات عمل، ما وجعتوني بقراركن لأني متأكدة رح تندموا".
وفي آذار الماضي، اعتدى مدير مكتب وزير المالية في حكومة النظام السوري على الصحافية سناء دياب بالضرب بسبب فتحها ملفات فساد كبيرة في وزارة المالية، بحسب صحيفة "بقعة ضوء"المحلية العاملة فيها.
في حين لا يزال مصير الصحفي وسام الطير مدير شبكة "دمشق الآن" غير معروف إلى الآن، بعد أن اعتقلته الأجهزة الأمنية في أواخر كانون الأول العام الماضي، دون توفر أي معلومات عنه منذ ذاك الوقت، وناشدت عائلته المسؤولين لمعرفة مصيره والتهمة الموجهة إليه دون أي فائدة.
ونفى موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحافيين لدى النظام السوري في وقت سابق، وجود أي معلومة لديه حول اعتقال "الطير"، قائلاً: إن "لا علم له بالموضوع"، بحسب موقع هاشتاغ سوريا الموالي للنظام.
وأغلقت سلطات النظام إذاعة "صدى إف إم" في حلب لأيام في شهر تموز/ يوليو الماضي، التي يديرها شادي حلوة أبرز الإعلاميين الموالين للنظام، بعد أشهر من إقالته من تقديم برنامج على شاشة الفضائية السورية.
اقرأ أيضاً: تخفيض مخصّصات البنزين المدعومة...ماذا يحصل في سوريا؟
كما أصدر المحامي العام في حلب مذكرة توقيف، بحق رضا الباشا مراسل قناة "الميادين" في مدينة حلب، بعد دعوته إلى مقاطعة انتخابات البلدية ومجالس المدن في أيلول/ سبتمبر الماضي، ومطالبته بحل أفرع الحزب، وداهمت منزل والديه قوات أمنية.
وأوقف الصحافي عامر دراو في شهر آب/ أغسطس الماضي على خلفية ادعاء هلال هلال الأمين العام المساعد لحزب البعث عليه "بتهمة وهن عزيمة الأمة وإضعاف الشعور القومي".
استمر احتجاز "دراو" نحو مئة يوم، تنقل خلالها في السجون ما بين دمشق وحلب، وأطلق سراحه في النهاية بعد أن أسقط هلال هلال الادعاء الذي قدمه.
كذلك اعتقلت سلطات النظام الصحافي إيهاب عوض، مع زميلته رولا السعدي، اللذين يعملان في موقع "هاشتاغ سوريا" الموالي، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على خلفية اعتصام عدد من الطلاب بشأن الدورة التكميلية في دمشق، ثم تم إطلاق سراحهما بعد اعتقال دام أكثر من 20 يوماً.
الكلمات المفتاحية