سياسي يطالب بقطع الدعم عن اللاجئين السوريين في لبنان

سياسي يطالب بقطع الدعم عن اللاجئين السوريين في لبنان
أخبار | 09 أبريل 2019
 

في الوقت الذي يعتبر فيه السياسيون اللبنانيون اللاجئين السوريين "شمّاعة" يرمون عليها أسباب فشلهم الاقتصادي، ويطالبون بترحيلهم وقطع المساعدات عنهم، تصدر تقارير أممية وأبحاث ودراسات تثبت بالأرقام أن اللجوء السوري عاد بالنفع على الاقتصاد اللبناني، في ظل الدعم الدولي المستمر.

 
رئيس "حركة التغيير" اللبنانية إيلي محفوض هاجم مجدداً اللاجئين السوريين في لبنان، وطالب بإيقاف المساعدات عنهم، وعودتهم إلى بلادهم.
 
 
وقال محفوض في مقابلة على إذاعة لبنانية، إن كل عائلة سورية تقبض شهرياً عن الجانب الصحي والمعيشي والتربوي في لبنان مبلغاً مالياً يصل إلى نحو ألف دولار أمريكي ، بينما كانت تحصل في سوريا سابقاً على مئتي دولار فقط.
 
وطالب  رئيس حركة التغيير اللبنانية، بإيقاف المساعدات الموجّهة للاجئين السوريين، معتبراً أنهم يأخذون لقمة عيش المواطن اللبناني، لترد عليه المذيعة، بأن المجتمع الدولي من يقدم المساعدات لهم وليس لبنان.
 
وادّعى محفوض، أنّ اللاجئين السوريين لن يعودوا إلى بلادهم، بعدما رأوا النور في لبنان، وأن قسماً كبيراً منهم ليسوا بلاجئين، وإنما عناصر استخبارات عند النظام السوري.
 
وسبق أن طالب محفوض حكومة النظام السوري بدفع تكلفة الكهرباء الخاصة باللاجئين السوريين في لبنان، قائلاً إنهم يكبّدون الخزينة اللبنانية خسائر فادحة.

وقال وزير الكهرباء السوري لدى حكومة النظام، محمد زهير خربوطلي سابقاً، إن سوريا مستمرة في تزويد لبنان بالكهرباء، بنسبة تبلغ حوالي 4 في المئة من إجمالي كمية الكهرباء المنتجة في سوريا، بحوالي 100 ميغا واط من أصل 2400 ميغا مولّدة، بحسب صحيفة "الوطن" المحلية.

فوائد اللجوء السوري على الاقتصاد اللبناني
 
و أكّد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ليرد ديفيد بيسلي، في وقت سابق العام الجاري، أن اللبنانيين طالبوا بقطع الأموال عن اللاجئين السوريين، ليرد عليهم أن هذا الدعم يحمل العديد من الفوائد على الاقتصاد اللبناني نفسه.
 
وأوضح أنّ ثلث الأموال المقدمة يستخدم لشراء المنتجات المزروعة محلياً، والثلث الثاني يستخدم داخل الاقتصاد اللبناني، بينما الثلث الثالث يأتي على شكل منتجات قادمة من السوق الدولي.
 
وأشار بيسلي في حديثٍ أمام لجنة خاصة ضمن البرلمان البريطاني، إلى أن برنامج المساعدات النقدية المقدمة للاجئين السوريين في لبنان، "أنقذت الاقتصاد اللبناني من الانفجار"، على حد قوله.
 
وأنفق برنامج الأغذية العالمي حتى الآن نحو 600 مليون دولار، بشكل تحويلات نقدية، وتتضمن الخطط المستقبلية إنفاق نحو 2.2 مليار دولار، بحسب بيسلي، مشيراً إلى أن التكلفة المادية لدعم اللاجئ السوري تبلغ خارج سوريا في اليوم الواحد 50 يورو، مقابل 50 سنتاً في دمشق.
 
اقرأ أيضاً: مفوضية اللاجئين في لبنان: تكلفة معيشة السوري 4 دولار يومياً

وأصدر "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية" في الجامعة الأمريكية في بيروت، في كانون الثاني عام 2018، دراسة وثّقت بالأرقام أزمة اللجوء السوري، بينهما الفوائد التي اكتسبها الاقتصاد اللبناني.
 
وأوضحت الدراسة أن كل دولار أمريكي تم إنفاقه في الاقتصاد اللبناني لدعم اللاجئين السوريين كان له مضاعف اقتصادي يبلغ (1.6) دولار أمريكي، أي أن قيمة المساعدات التي قُدّمت إلى لبنان منذ عام 2011 وحتى مطلع 2017، والتي كانت قيمتها 1.258 مليار دولار، قد ضُخّت في الواقع 2.01 مليار دولار في الاقتصاد اللبناني.
 
كما أن 80 في المئة من اللاجئين السوريين يدفعون قيمة إيجاراتهم  بأنفسهم، حيث أنفقوا 378 مليون دولار خلال عام 2016، أي أكثر من مليون دولار يومياً، ما انعكس إيجاباً على الاقتصاد اللبناني ودفع العديد من المنظمات الدولية لتمويل هذه النوعية من خطط الدعم.
 
وبلغت قيمة العقارات التي اشتراها السوريون في لبنان أكثر من 87 مليون دولار، خلال الفترة نفسها، ما يمثل 14 في المئة من قيمة العقارات التي اشتراها الأجانب في لبنان، فضلاً عن 73 مليون دولار تم استثمارها في 240 بلدية واتحاد بلديات في جميع أنحاء لبنان، في عام 2016، بهدف تعزيز الخدمات، بحسب الدراسة.
 
رغم الدعم .. السوريون أكثر فقراً
 
سكوت كريغ، المتحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين  في لبنان، قال مطلع العام الماضي، إن اللاجئين السوريين في لبنان أصبحوا أكثر فقراً.
 
وأشار في تصريحات خاصة لراديو "روزنة" إلى أنّ ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، ما يعني أن أغلبهم يعيش على مبلغٍ أقل من 4 دولارات أمريكية لليوم الواحد، معتبراً أن هذا الرقم يكشف الوضع الإنساني المأساوي الذي يواجهه السوريون في لبنان، ويضعه محطَ الأنظار.
 
وناشدت الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي، في أواخر كانون الثاني الماضي، بالحصول على تمويل بقيمة 2.62 مليار دولار أمريكي للعام 2019،  لتأمين المساعدات الإنسانية الضرورية والاستثمار في البنية التحتية للبنان، وخدماته واقتصاده، بحسب موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.

قد يهمك: خطاب الكراهية ضد العمال السوريين يغزو صفحات التواصل اللبنانية

 وبلغت قيمة المساعدات التي قدمت من خلال "خطة لبنان للاستجابة للأزمة" منذ عام 2013 ، نحو 6.7 مليار دولار أمريكي، بحسب الأمم المتحدة.
 
واختتم مؤتمر الجهات المانحة لدعم مستقبل سوريا والمنطقة أعماله منتصف شهر آذار الماضي، بعد تعهد الدول المشاركة بمبلغ وقدره سبع مليارات دولار لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المستضيفة، وخصصت مبلغاً وقدره 2.3 مليار للعام 2020.
 
وقدرت الأمم المتحدة قيمة الدعم المالي لعام 2019 بنحو 5,5 مليارات لمساعدة نحو 9 ملايين شخص سوري نازح داخل البلاد و لاجئ في تركيا و الاردن و لبنان والعراق و مصر.
 
وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون لاجئ، ويعيش عدد كبير منهم في مخيمات قريبة من الحدود السورية، وسط ظروف معيشية متردية.
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق