كوماندوز إسرائيلي و مرتزقة روس.. أعادوا رفاة الجندي "زخاري باومل"

كوماندوز إسرائيلي و مرتزقة روس.. أعادوا رفاة الجندي "زخاري باومل"
الأخبار العاجلة | 04 أبريل 2019


 أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن قوات روسية خاصة في سوريا عثرت على رفات جندي إسرائيلي مولود في إسرائيل كان في عداد المفقودين منذ عام 1982، وفق ما نقلته عنه وكالة "رويترز".

وكان اختفاء زخاري باومل، الذي كان يبلغ من العمر 21 عاما عندما شارك في الغزو الإسرائيلي للبنان وأعلن فقده إلى جانب جنديين آخرين في معركة السلطان يعقوب، مسألة ظلت تؤرق إسرائيل طويلا.


وفي كلمة خلال محادثات مع نتنياهو في موسكو، نقلت وكالات أنباء روسية عن بوتين قوله إن مهمة العثور على رفات الجندي كانت شاقة. ونسب إليه القول ”حدد جنودنا مع الشركاء السوريين مكان مرقده الأخير. نحن سعداء للغاية لأنهم سيتمكنون من منحه التكريم العسكري اللازم في وطنه“.

ونقل عن نتنياهو قوله إنه طلب من بوتين مساعدة إسرائيل في العثور على رفات باومل قبل عامين وإنه ممتن للزعيم الروسي على مساعدته. وأضاف أن باومل سيدفن في إسرائيل في وقت لاحق يوم الخميس. ونسبت وكالة تاس الروسية للأنباء إلى نتنياهو قوله ”أنا ممتن سيدي الرئيس لصداقتك الشخصية وموقفك... لدينا قيم مشتركة“.

قد يهمك أيضاً: وئام عماشة لـ"روزنة": رفض قرار الجولان ليس شرعنة لنظام هجّر وقتل شعبه

الصحافي الفلسطيني أدهم مناصرة قال لـ"روزنة"، أنه "من حيث المبدأ ومما جمعناه من مصادر ذات اطلاع واسع على هذا الشأن فإن المسألة تتعلق بتراكمات من الجهد عبر سنوات طويلة، تم اعتقال العديد من الفلسطينيين، الذين كانوا يتواجدون في سوريا ثم انتقلوا للعيش في الضفة. أينما تتوفر معلومات عن أشخاص مثل هؤلاء للاستخبارات الإسرائيلية تذهب لتحقق معهم.. في السنتين الأخيرتين تسللت قوة كوماندوز إسرائيلية إلى قلب الأراضي السورية مستفيدة من جماعات مسلحة قيل بإن لها علاقة مع جماعات كانت متواجدة قرب الحدود مع الدولة العبرية. أيضاً كان هناك إشارات وجماعات مخترقة في قلب النظام السوري عملت على تسهيل أمور لوجستية".

وحول الدور الروسي في هذه العملية، قال مناصرة إنه "لا شك بأن روسيا كانت الطرف الذي أشرف ورعى بشكل كبير في مرحلة لاحقة هذه العملية. كان هناك دور روسي مباشر من خلال مرتزقة فاغنار الذين تولوا مهمة البحث على الأرض، ثم تحول هذا الأمر إلى مسار رسمي عندما نقلت رفاة الجندي الإسرائيلي إلى موسكو".

الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي "ديبكا" مساء أمس الأربعاء، والذي أشار إلى أن روسيا التي ساهمت في استعادة رفات المجند الإسرائيلي المفقود منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان، في عام 1982، العريف زخاريا باومل، الذي قتل في معركة "السلطان يعقوب"، من خلال البحث لمدة تزيد عن ثلاث سنوات كاملة داخل الأراضي السورية.
 
                                                                                                                                  صورة الجندي الاسرائيلي

وأضاف موقع "ديبكا"، أن ضباط مخابرات وقوات خاصة روسية بحثت خلال السنوات الثلاث الماضية منذ عام 2016، عن رفات المجند الإسرائيلي، زخاريا باومل، واثنان من الجنود الإسرائيليين الآخرين، الذين فقدوا بعد هجوم سوري على الدبابة التي كانوا يستقلونها، مؤكدا أن مدينة السلطان يعقوب، التي تقع في منطقة البقاع اللبنانية، وهو المكان الذي حارب فيه الجيش الإسرائيلي ضد قوات سورية، سقط فيه قتلى وجرحى كثر، وتحطمت فيه دبابات إسرائيلية كثيرة أيضا.

من جانبه قال الصحافي الفلسطيني أدهم مناصرة خلال حديثه لـ"روزنة" أن "الإعلام الإسرائيلي جسد الأمر وكأنه فيلم أكشن. لكن السؤال الذي يطرح، لماذا يكشف عن هذه العملية الآن قبل أيام من الانتخابات الاسرائيلية؟ الصحف حاولت أن تتحاشى الخوض في تفاصيل هذه التساؤلات حتى لا تذهب ما يسمى الفرحة المقدسة، لأن استعادة جثامين ورفاة ومعدات له دلالة غاية في الرمزية بالنسبة للإسرائيليين لكنه في العمق هو استمرارية اسرائيل ومقولتها أنها لا تنسى جنودها مهما طال الزمن".

قد يهمك أيضاً: هل أصبحت روسيا في مأزق مع إسرائيل بسبب حزب الله؟

وفي ما خص النظام السوري ودوره المحتمل في هذه العملية، قال مناصرة: "النظام السوري أين بدأ دوره وماذا كان دوره بالضبط هذا ليس واضحاً، لكن هل يمكن لروسيا أن تفعل هذه الخطوة دون التنسيق مع النظام السوري؟ الإعلام الإسرائيلي ذهب للقول إن النظام السوري علم بمرحلة متأخرة وتم إبلاغه من قبل روسيا بأن هذه الرفاة ستنقل إلى موسكو، لكن هناك من يقول إن روسيا لم تبلغ النظام السوري من الألف إلى الياء.. من خلال تحليلي الشخصي النظام السوري أبلغ بشكل رسمي بهذه العملية، وعلى الغالب كان على علم بما جرى في مرحلة متأخرة".

وبالعودة إلى موقع "ديبكا" الإسرائيلي، فقد أشار إلى أن الجندي الإسرائيلي الذي نجحت روسيا في استعادة رفاته، وتوصيلها إلى إسرائيل، كان أحد طاقم الدبابة التي سقط فيها قتيلا بصحبة جنديين إسرائيليين آخرين، ما يزال قبرهما غير معروف، حتى الآن.

وأنهى الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي تقريره بأن السوريين قد أرسلوا هذه الدبابة إلى روسيا في عام 1982، حتى يسمح للجيش الروسي بفحص مركبة القيادة والتقنية الإلكترونية التي كانت في الدبابة الإسرائيلية، فيما أعادت موسكو هذه الدبابة إلى إسرائيل في الـ 29 من أيار 2016، خلال زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لروسيا، وهي الدبابة التي وضعها نتنياهو في متحف الجيش الإسرائيلي.

بدورها نقلت القناة الإسرائيلية الـ"13"، مساء أمس الأربعاء، عن مصدر عربي، أن الدبابة الإسرائيلية تم نقلها إلى دمشق في عام 1982، دون معرفة مصير الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين كانوا داخلها، وبأنه بعد اتفاق أوسلو، في عام 1993، زعم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أنه لا يعلم شيئا عن رفات هؤلاء الجنود الإسرائيليين.

وأفادت القناة بأنه خلال تلك السنوات أرسلت إلى إسرائيل أكثر من رفاة لجنود غير معلوم هويتهم، ولكن لم يتبين أنها تعود لجنود إسرائيليين، في حين أضافت القناة بأن رفات المجند زخاريا وجدت في مقبرة مخيم اليرموك، قرب دمشق، وبأنه خلال سنوات الحرب السورية، تم نقل رفات كثير ممن دفنوا فيها، وبأن دولة ثالثة هي من ساعدت في نقل هذه الرفات إلى تل أبيب، عبر عملية استخباراتية استراتيجية مهمة لإسرائيل.
 
 
                            فيديو عن مقبرة مخيم اليرموك والتي تعرف بـ "مقبرة الشهداء" (التسجيل نقلا عن موقع لاجئين الفلسطيني)

يشار إلى أن معركة السلطان يعقوب بين الجيش الإسرائيلي والجيش السوري جرت في يونيو/حزيران 1982 في سهل البقاع. وفي نهاية المعركة بلغت خسائر القوات الإسرائيلية نحو 20 قتيلاً وأكثر من 30 جريحاً، فيما فقد ستة جنود. واستولى الجيش السوري على ثماني دبابات تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، اثنتان منها تضم ​​ثلاثة جنود مفقودين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق