خان شيخون: عامان على جريمة الكيماوي وما زال الفاعل طليقاً

خان شيخون: عامان على جريمة الكيماوي وما زال الفاعل طليقاً
الأخبار العاجلة | 04 أبريل 2019

تمر الذكرى الثانية لـ "مجزرة الكيماوي" التي ارتكبتها طائرات النظام الحربية في الـ 4 نيسان من عام 2017 بمدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، والتي أدت لمقتل 99 مدني خنقاً بغاز السارين وإصابة 400 أخرين.

عبد الحميد اليوسف أحد الناجين من المجزرة، تحدث لـ "روزنة" عن الأهوال التي تعرض لها آنذاك؛ بالقول: "فقدت أطفالي أحمد و آية،  وزوجتي دلال، وأخوتي و 20 شخص من أقاربي، حينما حدثت المجزرة عند الساعة السادسة والنصف صباحاً، قامت طائرة حربية باستهداف مدينة خان شيخون بأربعة غارات تركزت على الحي الشمالي للمدينة، كانت واحدة من هذه الغارات محملة بغاز السارين القاتل".

وتابع "استيقظ الأهالي على صوت القصف وسط حالة خوف وهلع كبيرة، وعند وصول فرق الدفاع المدني للمنطقة، كان هناك عدد كبير من الإصابات التي تظهر عليها أعراض الإصابة بالغازات السامة، كتوسع حدقة العين وخروج الزبد من أفواههم وارتجاف في أجسادهم، ومن بين هذه الحالات فريق من الدفاع المدني الذي وصل للمنطقة".

ووصف اليوسف بأنه و من هول ما حدث، فقد طلب من  زوجته أن تأخذ أطفالهم إلى منزل والده، قبل أن يغادروا المدينة عبر مركبتهم الشخصية، وأردف بالقول: "عند وصولي إلى منزل والدي وجدت أخي عمار يحتضن طفله عمر، وقد  فارقوا الحياة بعد فشل أخي بإنقاذ ولده، بالإضافة إلى زوجة أخي ياسر وأخي عبد الكريم وأطفاله"، لم يكن يعلم عبد الرحيم أن منزل اخوته ووالده قد وصلته الغازات، لكن بعد رؤيته لتلك المشاهد المفجعة فقد الوعي، ليستيقظ بعدها و يجد أن زوجته وأطفاله قد فارقوا الحياة أيضاً.

وفي الحديث عن محاسبة الفاعل عن هذه الجريمة، اعتبر اليوسف؛  أن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري بشكل عام وضحايا مدينة خان شيخون بشكل خاص، معتبراً أن تعرض المدينة إلى قصف مستمر حتى اليوم، ما  هو دليل على رضاء المجتمع الدولي بذلك، أو تحد جريء من قبل النظام للمجتمع الدولي.

كما أكد اليوسف بتمسكه بحقه في تحقيق العدالة ومحاكمة النظام  بعد عامين من ارتكابه للجريمة، مع أمله بأن يكون هناك انسانية لدى المجتمع الدولي، كي يقوم بمحاكمة رأس النظام السوري، باعتباره مجرم حرب.

 

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية؛ قد توصلت منتصف شهر تشرين الثاني الماضي، إلى تحديد نوع السلاح الذي استخدم في ارتكاب جريمة كيماوي خان شيخون، حينما قالت أن السلاح المستخدم كان “غاز السارين” وذلك دون تحديد الجهة التي تقف وراء الهجوم ونفذته، وسبق أن قالت في تقرير سابق أن المقذوفات التي تم استخدامها قد أطلقت من الجو مرجحة استخدام الطيران الحربي في عملية القصف.

وكان من المقرر أن تبدأ المنظمة في شهر شباط الماضي تحديد المسؤول عن الهجمات الكيماوية في سوريا؛ وذلك باستخدام السلطات الجديدة التي أقرتها الدول الأعضاء المنظمة رغم معارضة وفد النظام السوري وإيران وروسيا.

إلا أن المنظمة أعلنت منتصف الشهر الفائت، أن فريق المحققين المكلف بتحديد المسؤولين عن الهجمات الكيمياوية في سوريا، يجري تشكيله وسيكون مستعداً بالكامل للعمل خلال أسابيع قليلة.

اقرأ أيضاً:طيران النظام السوري وروسيا يقصف بلدات في ريف إدلب

محمد جنيد مسعف في الدفاع المدني؛ تحدث لـ "روزنة" عن إصابته جراء تلك الجريمة قائلاً: "كنت متواجداً في مركز الدفاع المدني يوم المجزرة، وعند استهداف المدينة توجهنا مباشرةً الى المكان المستهدف، وعند نزولي من سيارة الإسعاف ووصولي إلى المدنيين المرتميين بالأرض، شعرت بارتجاف كبير في جسمي وكأن قدماي أصبحت غير قادرة على حملي، فانطلقت باتجاه سيارة الإسعاف وأخبرته أن لا ينزل إلى المكان".

لم يكن يعلم في اللحظة الأولى أن ذلك الاستهداف كان بغاز سام؛ تحدث محمد، وتابع مضيفا: " لكنني أحسست بشيء غريب مختلف عن الاستهدافات السابقة، فقلت للسائق يوجد شيء غير طبيعي، اذهب للمركز وأخبرهم، ومن ثم فقدت الوعي؛  وبعد أن تعافيت علمت بأن الاستهداف كان بغاز السارين"، فيما اعتبر أن المجتمع الدولي غير قادر على محاسبة النظام على فعلته، مؤكدا  عدم معرفته بمصير الجريمة فيما إذا كانت تتابعها محاكم دولية.

 

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أفادت في تقرير لها في نيسان من العام الفائت، أن المعلومات المتوفرة لديهم و المستندة إلى بيانات من 7 مصادر أن      حكومة النظام السوري مسؤولة عن غالبية الهجمات المؤكدة بالأسلحة الكيمياوية، البالغ عددها 85 هجوما.

وأضاف تقرير المنظمة أن البيانات تظهر بأن حكومة النظام السوري لم تتأثر بالجهود التي يبذلها مجلس الأمن الدولي و"منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية" الدولية، والإجراءات الأحادية من جانب كل دولة لفرض الحظر على استخدام سوريا للأسلحة الكيمياوية.

في حين قالت مسؤولة في المنظمة آنذاك؛ بأنه "في سوريا، يكاد يكون أحد أقوى أشكال حظر الأسلحة في العالم بلا معنى، بسبب الاستخدام المتواصل للأسلحة الكيمياوية مع الإفلات التام من العقاب، بعد الهجوم بغاز السارين على خان شيخون، لم يتدخل مجلس الأمن الدولي أو منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية لحماية الحظر على هجمات الأسلحة الكيمياوية".

قد يهمك:إدلب تحت النار.. والأوضاع الإنسانية تتدهور في المعرة وخان شيخون

أدهم الحسين، وهو أحد ناشطي المدينة من الذين تعرضوا للإصابة نتيجة توثيقه للاستهداف، قال لـ "روزنة": " حينما كنت نائم في منزلي؛ استيقظت على صوت استهداف الطيران الحربي للمدينة، صعدت للسطح وشاهدت أربع أعمدة دخان في سماء المدينة، فقمت بتصويرها كما هو معتاد لدي يومياً،و  عبر جهاز اللاسلكي سمعت نداءات من داخل المدينة لرجل مسن، يناشد بأعلى صوته بأنه متواجد هو وعائلته في مكان الاستهداف، و بحاجة لسيارة تنقلهم إلى المستشفى".

و أكمل الحسين بأنه وعند وصوله للمكان وجد سيارة إسعاف تتبع للدفاع المدني متوقفة بشكل عرضي في الطريق، على غير المعتاد وأضاف: " دخلت للمنطقة وأنا أصرخ هل من أحد هنا، فتفاجأت بوجود المتطوع بشار الددو؛  وراء مقود السيارة، و الذي سقط ضحية المجزرة، يسيل الزبد من فمه، وجسمه مسترخي بشكل كامل.

وأردف "لا يمكنني وصف ذلك المشهد حتى الأن، حالة من الخوف والرعب، أشخاص ما بين الحياة والموت، حالة تخبط كبيرة في صفوف الفرق الطبية وفرق الدفاع المدني، كان هنالك بالنقطة أحد أصدقائي الناشطين وهو متطوع إعلامي في الدفاع المدني، قال لي حاول أن تحافظ على وعيك كي لا يقدر الغاز من السيطرة عليك،حيث كنت أشعر بحالة تخبط كبيرة، تارةً أقوم بمساعدة الفرق الطبية، وتارةً أقوم بتصوير المشهد، لم أعد أشعر بشيء، تحولت لمجرد آلة تصوير بلا وعي".

 

يذكر أن مدينة خان شيخون تتعرض منذ أكثر من شهرين لحملة قصف مدفعي وصاروخي، أدت إلى مقتل 54 مدني، ودمار كبير في خمسة مساجد وستة مدارس، بالإضافة إلى نزوح معظم سكان المدينة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق