أخطاء طبية قاتلة... من المسؤول عن وفاة طفلين في سوريا؟

 
وذكرت "شبكة حي الزهراء في حلب" أمس الاثنين، أن الطفل بعد تعرضه لـ"كريب حاد" مترافق مع سعال جاف، ذهبت به عائلته إلى أقرب صيدلية في حي حلب الجديدة، وتم إعطاؤه "حقنة ديكلون" مع "حقنة ديكسا"، ومن ثم إعطائه حقنة مضادة للحساسية، ليتوقف قلبه على الفور.
 
وبعد توقف قلب الطفل أسعف إلى المستشفى، وتم ضربه بالصدمات الكهربائية التي أعادت النبض إليه، وبحسب الشبكة، وبعد فحصه في العناية المشددة من قبل الأطباء تبيّن حدوث "وزمة دماغية، ونقص أوكسجين" بسبب إعطائه حقنة الديكلون مع الديكسا، وما لبث أن توفي بعد ثلاثة أيام من دخوله المستشفى.
 
وأشارت الشبكة إلى عائلة الطفل أسقطت حقها عن الصيدلاني، وأن التحقيقات تم إغلاقها.
 
وقالت مي الحموي تعليقاً على الحادثة، إن عائلة الطفل أصرت على إعطاء الصيدلاني الحقن للطفل، على مسؤوليتهم الشخصية.
 
اقرأ أيضاً: في ريف دمشق: خطأ طبي يقتل طفلة  أثناء عملية جراحية

وأكّدت الصيدلانية مها المحمد لـ"روزنة"، أنه لا يجوز إعطاء الطفل حقنة "الديكلون" ( diclofenac) وهي دواء مسكن ومضاد للالتهاب، ما لم يتجاوز الـ 12 سنة، وفي حال وجود ضرورة طبية يمكن أن يتم وصف الدواء من قبل طبيب الأطفال بين 3- 12 سنة، أما الفئة العمرية أقل من 3سنوات لا ينصح باستخدام حقنة "ديكلوفيناك" لها.
 
ويمنع الأشخاص الذين يعانون من الأمراض التالية من تعاطي "الديكلون"، بحسب الصيدلانية، وهي "فقر الدم، ومشاكل النزف، وجلطات الدم، وقصور عضلة القلب الاحتقاني، والنوبات القلبية، ومرضى القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومرضى الكلى، إضافة إلى اضطرابات الدم، وقرحة المعدة، والنزيف المعوي، والسكتة الدماغية، والربو وحساسية الأسبرين".
 
وفي حال تم أخذ جرعة غير مدروسة من "الديكلوفيناك"، وبخاصة الأطفال، فإن الأعراض الجانبية تتمثل في "الصداع، والغثيان، وآلام شديدة في فم المعدة، وقد يصل الأمر إلى حدوث نزيف في الجهاز الهضمي.
 
وفي بعض الأحيان يتطور الأمر ليشمل "الإسهال والدوخة، وطنين في الأذن، والدخول في غيبوبة، إضافة لحدوث تشنجات في بعض الأحيان، وفي حالات  التسمم بجرعات عالية للغاية، فيحدث فيها فشل حاد ومفاجئ في وظائف الكلى، وتدمير لخلايا الكبد، بحسب المحمد.
 
وحذّرت "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية" سابقاً من أن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، ويعتبر دواء "الديكلوفيناك" من فئة مضادات الالتهاب غير السترويدية.
 
قد يهمك: إهمال طبي يقتل طفلة بعمر الـ 8 أشهر في مدينة جبلة (فيديو)
 
وسجلت وفاة الطفل الثاني في مدينة بانياس منذ يومين، دخل لإجراء عملية "نايمات" في المستشفى الخيري في المدينة، فتم إعطاؤه جرعة مخدّر زائدة لم يستفق من بعدها، ليحوّل إلى مستشفى "الشهيد إياد إبراهيم" في المدينة، بحسب صفحة "بانياس الآن".
 
يذكر أن الناميات أو اللحميات، هي نسيج يقع إلى الخلف من التجويف الأنفي وظيفتها كما اللوزتين حماية الطفل من الأمراض، وتمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الجراثيم والفيروسات، وبسبب الالتهاب المتكرر للطريق التنفسي العلوي عند بعض الأطفال، فإن الناميات تتضخم وتسبب انسداد الأنف.
 
وسبق أن تسبّب كادر طبي في مشفى بمدينة جبلة في اللاذقية، في شهر آب العام الماضي، بوفاة طفلة بعمر 8 سنوات نتيجة الإهمال وعدم الاعتناء بها، حيث كانت تعاني من الـ "الإسهال"، لتخرج بعد ثلاثة أيام من المشفى مفارقة للحياة.
 
وكان نقيب أطباء دمشق، يوسف أسعد، أكد إحالة ثلاثة أطباء في دمشق إلى مجلس التأديب لارتكابهم أخطاءً طبية، وفيما يتعلق بأخطاء التخدير، حّمل أطباء التخدير مسؤولية الأخطاء الطبية التي تستدعي المحاسبة، لافتاً إلى أن عددهم في جميع أنحاء سوريا يبلغ 390 طبيب تخدير.
 
وحمّل أسعد وزارة الصحة مسؤولية الأخطاء المرتكبة من قبل المستشفيات، مشيراً إلى أن النقابة تلعب دوراً في محاسبة الأطباء الذين يرتكبون أخطاء طبية.
 
وانتقد أسعد انعدام الشكوى من المواطنين، ما تسبب بعدم وجود إحصائية دقيقة حول عدد الأخطاء الطبية المرتكبة.
 
 ونشرت شبكة أريج للصحافة الاستقصائية، في أيار العام الماضي، تحقيقاً، وثّقت خلاله  "وفاة خمسة أشخاص، خلال العام 2017، بعد أن تلقوا علاجات أو خضعوا لعمليات جراحية في مستشفيات حكومية وخاصة، نجمت عن إهمال طبي، ومع ذلك لم تحاسب أي جهة عن الأخطاء المرتكبة، سواء أكانت طبيباً أم مستشفى، لعدم وجود قانون للمساءلة الطبّية"، بحسب التحقيق.