خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، السيطرة على العاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب عام 2001، بعد فوز مرشح المعارضة في الانتخابات البلدية، بانتظار نتائج الانتخابات في مدينة اسطنبول، التي احتضنت أردوغان ليلة الانقلاب وكان لها الكلمة العليا في قلب الطاولة على المحاولة الانقلابية التي جرت في تموز/يوليو 2016.
وتشير نتائج الفرز إلى أن معركة شرسة تدور في اسطنبول بين مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، ومرشح العدالة والتنمية بن علي يلدريم. وبيّنت نتائج فرز أولية إلى أن المعارضة تتجه للفوز في اسطنبول أيضاً بفارق آلاف قليلة من الأصوات.

وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفن، نتائج الانتخابات المحلية غير النهائية لبلدية إسطنبول بعد فرز 31 ألفاً و102 صندوقاً إنتخابياً. وأوضح خلال مؤتمر صحافي، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول"، من أمام مقر اللجنة بالعاصمة أنقرة، أن إمام أوغلو، حصل على 4 ملايين و159 ألفاً و650 صوتاً، مقابل حصول يلدريم على 4 ملايين و131 ألفاً و761 صوتاً.
وخلال الحملة الانتخابية التي شهدتها تركيا قبل انطلاق الانتخابات رسمياً، الأحد، انتشرت تحذيرات واستطلاعات كثيرة أشارت إلى تراجع شعبيتها في هاتين المنطقتين، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتخبطة، التي تمر بها تركيا، وأجمع المتابعون للشأن التركي أنها ستكون عاملاً مؤثراً للغاية في الانتخابات البلدية.
ماذا عن السوريين؟
وكأنهم أتراك، وجد السوريون أنفسهم وسط هذه المعركة، يترقبون ما ستؤول إليه أحوالهم بعد هذه الانتخابات، إذ كانوا خلال فترة الحملات الانتخابية ورقة استغلتها جميع الأحزاب، ما أثار قلقاً على مصير نحو 3.6 مليون لاجىء سوري في تركيا، يعود السبب الرئيسي في تنامي أعدادهم، وحصول آلاف منهم على الجنسية التركية إلى الرئيس رجب طيب أردوغان.
في هذا السياق، قال المعارض السوري سمير نشار لـ"روزنة"، إن "السوريين المجنسين لم يلعبوا دوراً في التأثير على نتائج الانتخابات"، وأضاف أن "المرشحين جعلوا من السوريين مكسر عصا على مبدأ كسب الأصوات التركية وهي الأصوات المؤثرة، وأصبح السوريون مادة تجاذب بين بن علي يلدرم وبين أكرم أوغلو، وكل أصبح يقول سأتعامل مع السوريين بحزم، وهذا يفهم ضمن إطار المزايدات الانتخابية".
وأشار نشار إلى وجود حساسيات بين السوريين والأتراك تتعلق بالسوق والزبائن والسلع، وأيضاً توجد بعض الحالات التي تستند على الحساسيات الشخصية، وخصوصاً في بلدية الفاتح على سبيل المثال، ورأى أن "هواجس السوريين مشروعة لجهة أن يختلف التعامل معهم في حال فوز مرشح المعارضة، وأعتقد أنه في تركيا هناك دولة قانون وهي تحمي السوريين من تجاذبات السياسة حسب ما أعتقد".
وتابع نشار "أغلب السوريين المجنسين والمتواجدين في تركيا هم ذو ميول إسلامية، وأغلبهم متعاطف مع حزب العدالة والتنمية، وهذا يسبب حرجاً للسوريين أنفسهم في حال شعرت المعارضة بهذه الحالة، وبالتالي سينشأ موقف معاد تلقائي عفوي تجاه السوريين من قبل المعارضة التركية". وختم كلامه بالقول "أتمنى على كل السوريين الالتزام بالقانون والأنظمة وأن يكونوا في موقع المحايد من الأحزاب التركية المتنافسة، وبالحقيقة تركيا حفظت كرامة السوريين وساعدتهم وهذا لم يحصل عليه السوريين في أي دولة عربية أو إسلامية، وهذا يجب أن يكون واضحاً، وبالتالي هذا حصل بسبب الديمقراطية في هذا البلد، لذا يجب علينا أن نكون حياديين".
الانتخابات البلدية بالأرقام
يتنافس في الانتخابات 12 حزباً: "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديموقراطي"، و"اليسار الديموقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".
النتائج شبه النهائية تشير إلى تقدم تحالف الشعب (يضم العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية) في نحو 40 محافظة من أصل 81، حيث نال نسبة 51.7 في المئة من الأصوات مقابل 37.64 في المئة لصالح تحالف الأمة (يضم حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد).
العدالة والتنمية فاز بـ44.95% من إجمالي البلديات، أما حزب الشعب الجمهوري المعارض بـ30.25%، والحزب الجيد المعارض بـ7.39%، وحزب الحركة القومية بـ6.80%، وحزب الشعوب الديمقراطي بـ4.01%، والأحزاب الأخرى بـ6.60%.
الكلمات المفتاحية